قضايا اسرائيلية - اصدار جديد للمركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية يتناول موضوع مقاضاة قادة الاحتلال
نشر بتاريخ: 18/10/2005 ( آخر تحديث: 18/10/2005 الساعة: 11:20 )
رام الله - معا - صدر حديثاً عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" العدد 19 من فصلية "قضايا إسرائيلية" .
تناول هذا العدد موضوع مقاضاة قادة الاحتلال، والذي كتب فيه المحلل مسعود اغبارية, اذ يتابع فيه أحدث المعطيات حول الموضوع، وما يستجد على الساحة الإسرائيلية من جدل حوله، ومحاولات إسرائيل تحصين قادتها العسكرين من ملاحقة يعتقد الكثير أنها قادمة لا محالة.
ويوضح إغبارية في كتاباته أن الإسرائيليين، يدركون، بلا شك، أنه سيأتي يوم وتنتهي حالة الصراع الدموي في الشرق الأوسط، ولا شك أن من شروط إنهاء هذا الصراع، هو محاكمة الذين اقترفوا جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، ومحاكمة هؤلاء هي ليست فقط لمصلحة الضحية، ولا الفلسطينيين الذين تعرضوا لمثل هذه الجرائم، بل أيضاً لمصلحة الإسرائيليين وسلامة مجتمعهم وأخلاقياتهم.
د. أسعد غانم و أنطوان شلحت، قدما قراءة في استطلاع الرأي غير المسبوق الذي أجراه "مدار" على عينة يهودية في إسرائيل، وجهت لهم أسئلة فلسطينية تماماً. تناول الاستطلاع قضايا متعددة, قسم منها له علاقة بالصراع على مداه الطويل، وأخرى بالمستجدات المعاصرة.
وأجرى فراس خطيب حوار العدد 19 من الدراسة مع عامي أيالون، رئيس جهاز "الشاباك" سابقاً، والذي يعتبر من الشخصيات الإسرائيلية الفاعلة والبارزة، ليس فقط بسبب ماضيه العسكري والأمني، بل بسبب نشاطه السياسي بعد تقاعده, اذ انضم مؤخراً إلى حزب العمل الاسرائيلي.وتناول الحوار رؤيته كرئيس لجهاز المخابرات الإسرائيلي ورؤيته كمواطن اسرائيلي "يريد سلاماً مع الفلسطينيين، ويسكن في بيتيعود لفلسطينيين هجروا منه عام 1948".
واستقطب العدد 19 من دراسة "قضايا إسرائيلية" د. أوري رام، وهو من علماء الاجتماع الجدد المتمردين على مدرسة علم الاجتماع الصهيونية والتي سيطرت دون منازع حتى مطلع سنوات .
وتناولت الدراسة أيضاً موضوع المهاجرين الروس ونظرتهم إلى اليهود الشرقيين في المجتمع الإسرائيلي، أعدتها ثلاث باحثات إسرائيليات من الجامعة العبرية في القدس.
اذ تبيّن أن المهاجرين الروس ينظرون باستعلاء إلى المجتمع الإسرائيلي برمته. وأن هناك أصوات بين المهاجرين تدعو إلى تقارب الروس واليهود الشرقيين، وتعمل على توثيق هذا التقارب من منطلقات مختلفة، بينها نخبة من المثقفين الذين يرون أن اللقاء مع الشرقيين، بالمفهوم الثقافي، يبرز تفوقهم هم ويعزز مكانتهم كمجموعة نخبوية. خلافاً لمجموعة أخرى من الطلاب الجامعيين الذين يرون في اللقاء قناة للدمج والاندماج في المجتمع.
ويتضمن العدد مجموعة من الشهادات حول الترجمة عن العبرية، وما يعنيه ذلك على المستويات الشخصية والمهنية والسياسية، خاصة وأن الترجمة في حالة الصراع تطرح الكثير من الأسئلة المهمة والإشكالية فعلاً حول المهنية، وكيفية التوفيق ما بين الصدق في نقل النص والدوافع الوطنية للإنحياز نحو رواية الضحية، إذ أن الحديث لا يدور عن صراع بين دول وقوى بل عن قوة احتلال وشعب يخضع للاحتلال ويسدد فاتورته غالياً.
أربعة كُتّاب ومترجمين متمرسين يلقون الضوء كلٌ من منظوره الشخصي على هذه القضية، حيث يكتب د. جوني منصور عن إشكالية الترجمة من العبرية إلى العربية، وسليم أبوجبل عن إلتقاء العربية والعبرية بين الترجمة والهيمنة، وسلمان ناطور عن الترجمة بين الخطاب الثقافي والخطاب المخابراتي، وسعيد عياش عن غياب النقد وأزمة المترجمين.
وفي العدد أيضاً يقدم د. أسعد غانم قراءة لكتاب الوجه الآخر لإسرائيل من تأليف سوزان ناتان.
وسوزان ناتان كاتبة إسرائيلية عاشت في بريطانيا، وقررت بعد مجيئها لإسرائيل أن تعيش في مدينة طمرة العربية الجليلية، متحدية إرثاً من الأفكار المسبقة وأجواء من التخويف أحاطها به القريبون منها.