لاول مرة - رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون ينتقد عدم مرافقة الصحافة للرئيس في زيارته لواشنطن
نشر بتاريخ: 18/10/2005 ( آخر تحديث: 18/10/2005 الساعة: 11:48 )
معا - لاول مرة ينتقد مسؤول اعلامي فلسطيني كبير مؤسسة الرئاسة علنا ويسجل عليها نقاط خطئها في التعامل مع الصحافيين الفلسطينيين والاعلام المحلي وهي صورة قلمية جرئية تعكس قوة الاعلام الفلسطيني من جهة ووجود صحافيين قادرين على توجيه وتصويب اكبر مؤسسات السلطة والتي كانت عصية على النقد العلني منذ عشر سنوات - اي منذ تأسيس السلطة .
ويتركز النقد على سوء التخطيط الاعلامي عند المسؤولين عن الاعلام الفلسطيني في اللحظات السياسية الحرجة ، ورغم ان المسؤول الاعلامي الفلسطيني لم يكشف جديدا الا انه نشر ما يقال في صالونات النقاش بين الصحافيين .
وكتب باسم ابو سمية رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية مقالة في صحيفة الحياة الجديدة المحسوبة على السلطة الفلسطينية ايضا ينتقد من خلالها عدم قيام مؤسسة الرئاسة الفلسطينية بدعوة الصحافة الرسمية او المحلية لتغطية زيارة رئيس السلطة محمود عباس الى العاصمة الامريكية واشنطن والتي يدور رحاها هذه الايام .
ووصف ابو سمية في مقالته ما يحدث بأنه " استبعاد للاعلام الوطني" وقال " ليس هناك ما يبرر استبعاد الاعلام الوطني عن زيارة الرئيس ابو مازن الى واشنطن " ثم اضاف يخاطب مؤسسة الرئاسة " انه سوء في الادارة والتنظيم ان يتم التعامل مع الزيارة بشكل يقزم من حجم حدث سياسي على قدر كبير من الاهمية اعدت له وسائل الاعلام الامريكية والاسرائيلية ما استطاعت من قوة ومن رباط الخيل واستبعد عنه الاعلام الوطني عن سبق اصرار" ووصف ابو سمية ما يحدث بانه خطأ يضاف الى قائمة الاخطاء التي ترتكب في كل مناسبة بحق الاعلام الوطني ولا يجوز ان تظل مسألة كهذه مرهونة بالاجتهادات الشخصية والمواقف الفردية على حد تفسيره.
ويرفض ابو سمية المبرر المالي ويقول ان مبرر "التكاليف الباهظة للنفقات وبعد المسافة بيننا وبين واشنطن وتجنيب الصحفيين عناء السفر وفوبيا ركوب الطائرات " غير مقبول .
ويرد رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون وهي أعلى هيئة رسمية في السلطة التبرير على مؤسسة الرئاسة او من اشرف على ترتيب الزيارة بقوله " ان قياس اهمية الزيارة بميزان الربح والخسارة المادية تحليل اقتصادي غير موفق قياسا مع ما يصرف على الانشطة اللامنهجية في اماكن التسوق على هوامش المؤتمرات واللقاءات ".
وفي خطوة جريئة وغير مسبوقة يدافع ابو سمية عن الاعلام الفلسطيني المحلي بقوله " كما ان قرار استبعاد وسائل الاعلام المحلية عن هذا الحدث السياسي وما نقل عن ان الرئاسة ضد هدر المال العام على نفقات السفر واقامة حفنة صحافيين هو عذر اقبح من ذنب فزيارة الرئيس لدولة عظمى واجتماعه برئيسها في اسوأ حالاتها حدث مهم يقاس بالقيمة السياسية وليس بقيمة المصاريف المالية " .
وكان ابوسمية حظي بثقة وزير الاعلام نبيل شعث والذي اوكل اليه رئاسة الهيئة قبل شهرين فقط بعد ان كان يشغل منصب مدير عام صوت فلسطين لعشر سنوات ، ابو سمية لم يوجه نقده لوزير الاعلام في السلطة مباشرة ، الا ان النقد يطاله ايضا بصورة عامة ، حيث كان الدكتور شعث طلب مساعدة قناة الجزيرة في تطوير وتدريب تلفزيون فلسطين الا ان الامر بالنسبة للعديد من كوادر التلفزيون الفلسطيني لم يكن كذلك ، فالتلفزيون الفلسطيني يملك الامكانيات والكوادر ولكنه لا يملك القرار الاداري والسياسي للنجاح وان الكثير من موظفيه جرى تعيينهم بعيدا عن سلم احتياجات المؤسسة بغض النظر عن مستوى كفاءاتهم ، والا كيف يمكن تفسير ان الكوادر الفلسطينيين الذين خرجوا من بين ظهراني التلفزيون الفلسطيني سجلوا نجاحات منقطعة النظير في محطات اخرى؟؟؟؟
يشار الى ان شارون وفي لقاءاته السياسية الهامة ينتقي خيرة وصفوة الصحافيين الاسرائيليين لمرافقته حتى وصل الامر انه استغنى عن حاشيته الكبيرة ووزرائه في قمة شرم الشيخ الاخيرة واصطحب معه حوالي 400 صحافي ما اعطى اسرائيل قدرة عالية جدا على التحكم والمناورة الاعلامية يومها بعكس الفلسطينيين الذين هرعوا لترجمة ما يكتب الصحافيون الاسسرائيليون عن القمة ونشرها على صفحات صحفهم الاولى .
ابو سمية وبمقالته هذه يكون اول من علّق الجرس ودق جدران خزان الاعلام الرئاسي دون وجل ما سيدفع بالعديد من الصحافيين للحديث عن الموضوع في كل مرة .
كما يشار الى ان السلطة لم تول اهتماما في هذا الجانب الحساس ولا تقدم الدعوات للمؤسسات الصحافية الفلسطينية وبينها الصحافة الرسمية نفسها في مثل هذه المناسبات السياسية الهامة ما يضطر تلفزيون فلسطين لنقل البث عن قنوات عربية ويسحب من يديه عنصر المبادرة الخلاقة ، حيث اعتادت السلطة ان تركن امرها لقنوات عربية فضائية مثل الجزيرة والعربية ما افقدها التحكم الذاتي لاحقا فكانت كمن ضيّعت في الصيف اللبن .