ندوة حول الهجوم الإسرائيلي على المناهج في القدس
نشر بتاريخ: 27/04/2019 ( آخر تحديث: 27/04/2019 الساعة: 19:40 )
القدس- معا- نظم مركز المنتدى الثقافي في بيت عنان ندوة جماهيرية متخصصة حول الهجمة الإسرائيلية على مناهج التعليم في القدس، بمشاركة كل من نهاد أبو غوش مدير مركز المسار للدراسات، وزياد الشمالي رئيس اتحاد أولياء الأمور في مدينة القدس، وحضور صف عريض من الفعاليات الوطنية والتربوية، وممثلي مؤسسات المجتمع المحلي وكوادر القوى الوطنية والمهتمين.
وجاءت الندوة التي أدارها حسام الشيخ مدير عام مركز المنتدى الثقافي، في إطار أسبوع العمل العالمي للتعليم الذي ترعاه الحملة العالمية للتعليم، وتشارك فيه مؤسسات الائتلاف التربوي الفلسطيني ومن بينها مركز المنتدى الثقافي.
وقال الشيخ أن الأسبوع العالمي للتعليم يجري بالشراكة بين وزارة التربية والتعليم والائتلاف التربوي الفلسطيني لإحياء فعاليات الأسبوع العالمي للتعليم سنويا، والذي ينفذ هذا العام تحت شعار "تعليمي حقي وكرامتي وهويتي وحريتي".
وعرض الشمالي صورة مفصلة عن واقع التعليم في القدس ومرجعيات المدارس التي تتوزع على مدارس تديرها وتشرف عليها بلدية الاحتلال، وثانية تديرها الأوقاف، وأخرى أهلية إلى جانب عدد من مدارس وكالة الغوث فضلا عن نوع جديد بات يعرف بمدارس المقاولين.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تبتز المدارس والمواطنين الفلسطينيين بشكل عام وتحاول أن تلزمها بتدريس المنهاج الإسرائيلي مقابل الميزانيات والدعم المالي.
وأشار إلى أن الصعوبات الهائلة التي يواجهها الفلسطينيون في سبيل التمسك بالمنهاج الفلسطيني الذي يعبر عن هويتهم وانتمائهم الوطني، وأضاف أن هدف الاحتلال من فرض المناهج الإسرائيلية هو إيجاد جيل جديد منفصل عن هويته الفلسطينية.
من جانبه قال نهاد ابو غوش أن ما تقوم به سلطات الاحتلال في مجال التعليم يهدف لخدمة مخططها الاستراتيجي تجاه مدينة القدس والذي يقوم على تهويد المدينة المقدسة وفصلها عن محيطها العربي الفلسطيني، وترحيل النسبة الكبرى من فلسطينيي المدينة ضمن مخطط للتطهير العرقي، وحرمان الفلسطينيين من مركز حياتهم وعاصمتهم الروحية والتاريخية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتعليمية، وقال أن سياسات التغريب الوطني تهدف لإيجاد جيل جاهل منفصل عن انتمائه وقضيته، منفصم عن شعبه وهويته، يسلّم بتفوق الإسرائيلي ودونية الفلسطيني وبأن الاحتلال باق وهزيمته مستحيلة.
وشدد على أن فلسطين بدون القدس هي كالجسد من دون رأس وبالتالي فإن مخطط تهويد القدس يهدف إلى القضاء على إمكانية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة.
وأشار أبو غوش إلى أن المخطط الإسرائيلي لتهويد القدس وأسرلة التعليم فشل حتى الآن فشلا ذريعا في سلخ مواطني القدس عن انتمائهم وهويتهم الوطنية والقومية، والدليل على ذلك هو أن أبرز المعارك التي خيضت ضد الاحتلال مؤخرا جرت في القدس وتحديدا معركة البوابات وباب الرحمة وسلسلة العمليات الفدائية التي نفذها الشباب، واستمرار بؤر المواجهات اليومية الساخنة في العيسوية وسلوان وشعفاط والبلدة القديمة وغيرها، ولكن لا ينبغي لنا أن نطمئن إلى هذه الحالة لأن إسرائيل تخطط بشكل استراتيجي، بينما يقتصر الفعل الفلسطيني على الهبات الموسمية وردود الفعل.
وأشار إلى أن غياب مرجعية وطنية موحدة يضعف قدرتنا على مواجهة سياسات الاحتلال، كما ينبغي عدم التسليم بمنع تمويل نشاطات وطنية واجتماعية تؤكد الهوية الفلسطينية والطابع العربي الإسلامي المسيحي للقدس.
وأعقب الندوة نقاش حيوي ومستفيض حول دور المؤسسات الفلسطينية الأهلية والرسمية في حماية حق المقدسيين في التعليم وفي سبل مجابهة المخطط الإسرائيلي لتهويد التعليم، حيث أجمع المشاركون على ضرورة توحيد المرجعيات الفلسطينية في مدينة القدس، وخوض صراع سياسي وقانوني وجماهيري ضد سياسات التهويد والتغريب، وأقروا مجموعة من التوصيات لإيجاد بدائل وخيارات عربية وإسلامية ودولية لدعم المدارس والتعليم الفلسطيني في القدس.