حراك جماهيري رافض لمخطط سكة القطار بباقة الغربية
نشر بتاريخ: 28/04/2019 ( آخر تحديث: 01/05/2019 الساعة: 10:33 )
باقة الغربية- معا- شارك العشرات من الأهالي وأصحاب الأراضي في باقة الغربية بعد ظهر السبت، في الاجتماع التأسيسي للجنة الحراك الجماهيري الرافض لمخطط لنقل مشروع سكة القطار إلى تخوم البلدة ومصادرة 200 دونم من الأراضي الزراعية، بمحاذاة شارع "عابر إسرائيل".
ويأتي تعديل مسار سكة القطار قرب باقة الغربيّة وجت، ضمن تحديث العديد من المسارات بمختلف أنحاء البلاد، ومن ضمنها مسار قاقون، وهي قرية مهجرة غرب باقة الغربية مقامة على أراضيها بلدات استيطانية زراعية، وكيبوتسات، "لاهفوت حفيفا" و"أحي طوف" و"أومتس"، بموجب الخارطة الهيكلية القطرية "تاما 23" لسكك الحديد والتي صودق عليها في العام 1986.
وبحسب موقع عرب 48، تحدث في الاجتماع الذي عقد في مقر المركز الجماهيري، العديد من أصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة، والدكتور حنا سويد، من المركز العربي للتخطيط البديل، ورئيس جمعية السعادة للمياه والري، إبراهيم مواسي، الذي استعرض حيثيات مخطط مشروع سكة الحديد، خلال عام 2017، عندما قدم طلبًا للحصول على خريطة مفصلة للجنة التنظيم والبناء اللوائية في حيفا لأرضه المحاذية لكيبوتس "ماؤور" ومسار مشروع المياه القطري، طلب من خلالها تحويل أرضه للاستعمال التجاري.
واتفق المشاركون على إقامة لجنة شعبية تحضّر للجلسات بمشاركة البلدية، ولجنة التنظيم والبناء وادي عارة، ومركز التخطيط البديل، والأحزاب العربية والنواب العرب، وذلك لبحث السبل والإجراءات الجماعية للتصدي للمخطط وهو في مرحلة التخطيط الهندسي وقبل إيداعه للمصادقة وتقديم الاعتراضات، وبحث المسار القضائي وإمكانية التوجه للقضاء، إلى جانب الدفع نحو ممارسة الضغوطات السياسية عبر الكنيست.
وأوضح مواسي خلال حديثه أن اللجنة رفضت طلبه بحجة أنه يجري التخطيط لمسار سكة القطار ونقله من مساره الأصلي المصادق عليه، والذي يمر في ما يسمى "أراضي الدولة" في الكيبوتسات التابعة للمجلس الإقليمي "منشة"، الذي تتبع أراضي باقة التي يستهدفها المخطط لنفوذه، علما أن المجلس الإقليمي يدفع نحو طرح مسارات بديلة لخط سكة القطار وتعديله من قرية قاقون المهجرة ليدخل المسار لنفوذ شارع "عابر إسرائيل" وإزاحته لأراضي باقة وجت، ما يعني مصادرة مئات الدونمات الإضافية.
وبيّن مواسي للمزارعين وأصحاب الأراضي الإجراءات التي قام بها والمراسلات مع الجهات المختصة وشركة "نيتفي يسرائيل" التي تشرف على التخطيط الهندسي للمشروع، والمجلس الإقليمي "منشة"، موضحًا أن الشركة رفضت التوجهات بخصوص أزاحه مسار المشروع وإبعاده عن أراضي باقة الغربية ونقله لجهة كيبوتس "ماؤور"، لافتًا إلى أن أطلع بلدية باقة على المخطط والخطوات التي تم القيام بها.
وقال مواسي إن مسار مخطط سكة القطار في أراضي باقة الغربية سيكون بطول كيلومترين اثنين، ما يعني مصادرة فورية لحوالي 200 دونم، كما أن مسار سكة القطار سيتبب بتجزئة الأراضي الزراعية لقسائم صغيرة سيكون من المستحيل استعمالها لا لأغراض زراعية ولا حتى لأغراض تجارية.
واستذكر ما تعرضت له باقة الغربية التي بقي لها بعد النكبة 11 ألف دونم فقط، من مصادرة للأراضي لصالح إقامة مشاريع بنى تحتية إسرائيليّة وجدار الفصل العنصري، حيث قدر أن 20% من أراضي باقة صودرت لمشاريع بنى تحتية، فكانت البداية مصادرة مئات الدونمات من أراضي البلدة في العام 1953 لإقامة مشروع المياه القطري، ومن ثم مصادرة مئات الدونمات لشق شارع "عابر إسرائيل"، ومثلها لشق شارع 6 والتخطيط لشق شارع 61 الذي يفصل باقة عن جت ويمنع أي تواصل جغرافي بين البلدتين.
الحلقة الأضعف
بدوره، قال رئيس المركز العربي للتخطيط البديل، د. حنا سويد، إن مشروع سكة القطار هدّام للبلدات العربية التي يمر من تخومها، لافتا إلى أنه في حالة باقة الغربية بمثابة إجهاز على آخر ما تبقى لها من أراضٍ زراعية، علما أن المنطقة التي تهددها المصادرة اقترحت بالسابق ضمن التفاهمات لشق شارع "عابر إسرائيل" كمنطقة صناعية لباقة.
وأوضح سويد أن المؤسسات الإسرائيلية تستغل البلدات العربية، وهي الحلقة الأضعف لتمرير مشاريع البنى التحتية الوطنية، منها عابر إسرائيل، وخط الغاز، وخط الكهرباء الضغط العالي وخط سكة الحديد، وهي مشاريع أقيمت فوق آلاف الدونمات من الأراضي بملكية خاصة للعرب، وأيضا ألاف الدونمات فرض على أصحابها تقييدات بدخولها واستعمالها، وغالبيتها يقتصر استعمالها على الزراعة.
ويرى سويد ضرورة إشراك كافة القوى والأطر الفاعلة للتصدي للمخطّط، ومن ضمنها بلدية باقة الغربية ولجان المزارعين والفلاحين وتنسيق الخطوات والمواقف مع لجنة التنظيم المحلية وادي عارة، لمتابعة ما يحدث والاطلاع على تفاصيل المخطط ولمعرفة ما يدور بذهن المخطط الإسرائيلي والأسباب التي دفعتهم للاستغناء عن المخطط الأصلي واخيار المسار البديل الذي يجهز على أراضي باقة.
وشدّد على أهمية الحراك الشعبي، مستذكرا التجربة النضالية للجماهير مع كافة اللجان الشعبية والسلطات المحلية والأحزاب العربية، لافتا إلى النضال المشترك الذي أثمر عبر تعويض أصحاب الأراضي بأرض بديلة عن تلك التي صودرت شق شارع "عابر إسرائيل"، داعيا إلى إشراك الأحزاب العربية والنواب العرب وتجنيدهم في النضال بغية ممارسة ضغوطات سياسية وإطلاق صرخة بوجه المخطط قبل إقراره بشكل نهائي.