نشر بتاريخ: 29/04/2019 ( آخر تحديث: 02/05/2019 الساعة: 10:09 )
الرباط- معا- قال عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية ان الأمه العربية من المحيط إلى الخليج، تمر بأخطر مراحلها منذ قرون عدة، نظرا لغياب المبادئ الأساسية التي جمعت هذه الأمة ووحدتها، ما جعلها تبتعد عن القيم والثوابت والكرامة الوطنية العربية، في ظل تغليب المصالح القطرية الضيقة على المصالح القومية العربية، وفقدان الديمقراطية في عالمنا العربي، وغياب الحريات، وانتشار الفساد الإداري والمالي، وسيطرة الاستبداد للنظام السياسي العربي الرسمي.
جاء ذلك في الندوة الثقافية الفكرية التي نظمتها مؤسسة محمد عابد الجابري في العاصمة المغربية الرباط تحت عنوان "في الحاجة الى الكتلة التاريخية". وأضاف زكي ان الحاجة للكتلة التاريخية تهدف الى احداث صحوة عربية تعيد لهذه الأمة شرفها ورفعتها، وتبني علاقات عربية – عربية تؤدي إلى ممارسة الديمقراطية الحقيقية في بلداننا، وتحفظ حقوق المواطن العربي وتصونه وتحميه، وتقود نحو التحرر من الهيمنة الأجنبية الاستعمارية، وتعيد الثروات إلى أصحابها الشرعيين، وتحفظ الأمن القومي العربي، وتعيد لهذه الأمة كرامتها واستقلالها الوطني، بعيدا عن الارتباط بالقوى الغربية الاستعمارية التي تهيمن على العقل العربي مستخدمة كل الطرق لإخضاع العرب لإرادتهم وفقا لمخططهم الاستعماري القديم الذي يستند إلى استراتيجية اعتمدت على تفكيك الوطن العربي وتجزئته جغرافيا وتشتيت فكره حتى يبقى تحت السيطرة، الأمر الذي يتطلب فكرة ملهمة لتصحيح أوضاع أمتنا قبل فوات الأوان في ظل شراسة الهجمات المتواصلة ضد هذه الأمة.
وأكد زكي ان الساحات العربية تشهد تراجعا كبيرا مع السنوات الأخيرة من القرن الماضي، لم تشهدها الجماهير العربية مثيلا لها في كل تاريخها الحديث، في ظل فقدان العدالة والديمقراطية الحقيقية وانتشار الفساد الإداري والمالي والسياسي في معظم دولنا، فعلى الرغم مما كان يتمتع به العديد من الأقطار العربية في الستينات من إمكانات للتحرر والنهوض الوطني والقومي، تحول الوطن العربي بدوله وجماهيره إلى ميدان مليء بالتناقضات والنزاعات الداخلية وصراعات أدت إلى عداء وصلت في بعض الأحيان إلى حروب طاحنة، كما جرى في العراق وليبيا، ويجري هذه الأيام في اليمن، وغيرها من الساحات العربية في الجزائر والسودان، وغيرها من الدول والساحات العربية، فيما أصبح ما تبقى من الدول العربية عاجزا وغير قادر على إحداث فعل مؤثر في السياسة الإقليمية أو الدولية، نظرا للارتهان والتبعية والخضوع بأشكالها المختلفة اقتصاديا وسياسيا للقوى الاستعمارية، وحتى أن القوى والأحزاب الديمقراطية الوطنية والقومية فقدت قدرتها على الحركة والفعل والتأثير في الجماهير وحتى الأحداث التي تحيط بها، وهنا لابد أن نتذكر ما قاله بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل في الستينات من القرن الماضي " عندما قال ( قوتنا النووية لن تحمي اسرائيل ولن تشعر اسرائيل بالاستقرار والأمن الا بتدمير ثلاث دول عربية مركزية .. مصر .. العراق .. وسوريا )
وحول الانحياز الامريكي الصارخ تجاه اسرائيل تبرز المواقف الامريكية المؤيدة بشكل مطلق لصالح الاحتلال والذي ظهر في ما سماه الرئيس الأمريكي بصفقة القرن لحل الصراع في الشرق الأوسط، هذه الصفقة التي تحمل في مضمونها وبنودها تصفية القضية الفلسطينية دون وضع اعتبار للأنظمة العربية الرسمية. فقد تمثلت الصفقة في أول خطوة منها الإعلان الصريح للرئيس الأمريكي ترامب باعترافه بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل، قافزا بذلك عن المواثيق والقوانين والقرارات الدولية بشأن القدس التي تعتبرها جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بالإضافة إلى نقل سفارته من تل أبيب إلى القدس، في تحد وقح للأمتين العربية والإسلامية، هذا بالإضافة إلى وقف المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في محاولة لإضعاف دور الوكالة في دعم الشعب الفلسطيني، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، حتى جاء مؤخرا وأعلن عن اعترافه بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان السورية مستهترا بالدول العربية كلها، وبكل القرارات الدولية الخاصة بالجولان التي تم احتلالها عام 1967 من قبل الاحتلال. ودعم الاستيطان وضم الضفة الغربية لإسرائيل والتباكي على غزة كحالة إنسانية، في الوقت الذي يقطع رواتب الأسرى والشهداء ووقف تعليم أبناء اللاجئين بحصاره وكالة الغوث "الأنوروا".
وختم زكي مداخلته بقوله فلتكن القدس وفلسطين القاسم المشترك والدافع والمحرك الأساسي للكتلة التاريخية طليعة هذه الأمة لتوحيد الجماهير العربية بكل قواها للوقوف إلى جانب القدس والشعب الذي يتطلع لأمته العربية للنهوض بدورها القومي واسترداد كرامتها التي داستها القوى الاستعمارية والصهيونية تحت أقدامها، فبتحريرها يمنع الغرب من العبث بمقدرات المنطقة وتعود الكرامة لأمتنا المجيدة.