الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

عريقات: الرد على ما يسمى صفقة القرن يكون بالتمسك بالقانون الدولي

نشر بتاريخ: 05/05/2019 ( آخر تحديث: 05/05/2019 الساعة: 20:34 )
عريقات: الرد على ما يسمى صفقة القرن يكون بالتمسك بالقانون الدولي
القدس - معا -قال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور صائب عريقات، أن القدس الشرقية ستظل عاصمة أبدية لفلسطين، ومن يقبل بالقدس عاصمة لإسرائيل ينكر وجود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وان المساومة على القضية الفلسطينية او التطبيع مع الاحتلال على حسابها يشكل طعنة في خاصرة الفلسطينيين، مؤكداً أن فلسطين لن تخول أحداً للتفاوض عنها، وأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

جاء ذلك خلال ندوة سياسة عقدتها جامعة القدس، تحت رعاية رئيسها أ.د. عماد أبو كشك، بعنوان القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية – ما العمل؟، وادارها الأستاذ ليث عرفة مساعد رئيس جامعة القدس للاتصال والتنمية، والتي أوضح فيها عريقات أن المرحلة السياسية الحالية لا يوجد فيها شريك اسرائيلي ولا أمريكي لعملية السلام ، حيث يعمل نتنياهو وبدعم من إدارة ترامب على الغاء حل الدولتين واستبداله بنظام الفصل العنصري، ويقوم على أساس انكار الوجود الفلسطيني كشعب له حقوق وطنية أولها حق تقرير المصير، وهو بالضبط ما يعبر عنه قانون القومية العنصري الذي يستند تنفيذه على انكار الشعب الفلسطيني.


وأضاف ان إدارة الرئيس ترامب شريك إسرائيل في محاولة انكار صفة الشعب عن الفلسطينيين، الا ان هذا التوجه هو الجنون بعينه، وفقا لتعريف اينشتاين للجنون، وهو تجربة الشيء بذات الأدوات أكثر من مرة وتوقع نتائج مغايرة، مشيرًا الى ان محاولات انكار الشعب الفلسطيني جربتها الحركة الصهيونية وقوى الاستعمار منذ وعد بلفور ومصيرها كان الفشل، وسيكون مصير هذه المؤامرة الفشل الحتمي.

واشار عريقات "أن لقاءات عدة عقدت مع إدارة ترامب، أربعة منها على المستوى الرئاسي، تم خلالها تقديم الفرصة لهذه الإدارة للمحافظة على حل الدولتين، والتوصل إلى اتفاق وفق القانون الدولي يقود الى انهاء الاحتلال، وحل كافة القضايا الجوهرية بما فيها الاسرى واللاجئين، وتجسيد الاستقلال بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية"، الا ان إدارة ترامب افشلت هذه المساعي بقراراتها العنصرية لصالح اسرائيل، واولها قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ظنًا منها ان العالم سيقبل املاءاتها، حيث يتعامل الرئيس ترامب بمنطق الصفقات ويعتقد ان بأمكانه المقايضة على حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، مستخدماً ما يتمتع به من نفوذ وقوة.

وأشار عريقات أن الإدارة الأميركية تريد اضعاف صمود الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة، كقطع المساعدات عنه، ومحاولة الغاء الأونروا، ووقف المساعدات حتى عن المستشفيات في القدس، وإغلاق مكتب منظمة التحرير، واغلاق القنصلية الامريكية في القدس كدليل على إنكارها للوجود الفلسطيني كشعب، وذلك كخطوات يعتقدون ان من شأنها اضعاف ثبات الموقف الفلسطيني تمهيدا لأملاء صفقة القرن، التي نفذت منها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإلغاء قضية اللاجئين، وضم المستوطنات، وفصل الضفة عن غزة، مؤكدا على رفض كل هذه القرارات جملة وتفصيلا.

وأضاف عريقات ان من ضمن أبرز الأهداف التي تسعى أمريكا لتحقيقها هي الغاء المرجعيات الدولية الخاصة بتسوية الصراع، والتي تستند الى القانون الدولي، واستبدالها بالإملاءات الامريكية وفقًا لقواعد جديدة تقوم على أساس ما تم فرضه من وقائع احتلالية على الأرض، وعلى أساس ما يمليه الجانب الاسرائيلي، وشدد عريقات ان القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس ترفض كل الاملاءات، وان الرئيس عباس اعلن بصوت عال رفضه صفقة القرن، وعدم الرضوخ للإماءات الامريكية، وأن إدارة ترامب بسلوكها هذا قد فقدت أهليتها كراعي لعملية السلام.

وفيما يتعلق بقطاع غزة، أكد عريقات أنها جزء لا يتجزأ من فلسطين، وان الانقسام يعزز من مخطط الاحتلال بفصل قطاع غزة الذي يهدف من خلاله الى قتل إمكانية قيام دولة فلسطينية، وللتخلص من الثقل الديمغرافي المتمثل بمليوني فلسطيني كشرط لتنفيذ قانون القومية العنصري.

ودعا عريقات الى انهاء الانقسام والاحتكام الى صندوق الاقتراع، لا إلى صندوق الرصاص في تسوية الخلاف، وبالتالي "لن يكون هناك دولة في غزة ولن يكون هناك دولة دون قطاع غزة، وسنواصل العمل مع كل من يؤمن بحل الدولتين وبالشرعية الدولية".

واكد عريقات ادانته للجرائم التي ترتكبها إسرائيل واعتداءاته على قطاع غزة، وأدت الى استشهاد سبعة مواطنين الى الان من بينهم السيدة فلسطين أبو عرار وجنينها وابنتها الرضيعة (14 شهر). وفي رده على عدد من الأسئلة من الحضور ان المجلس الوطني والمجلس المركزي قرر ان المرحلة الانتقالية قد انتهت، وعلى وجوب الانتقال من السلطة الى ترسيخ مقومات الدولة على أرض الواقع.

كما وثمن عريقات مواقف جميع الدول العربية، وخاصة مواقف مصر والأردن والسعودية، وكذلك قرارات القمة العربية الأخيرة التي عقدت في تونس في اذار الماضي.

واكد عريقات أن الرد الفلسطيني سيكون بالتمسك برؤية السلام التي تستند الى القانون الدولي والتي طرحها الرئيس محمود عباس في مجلس الامن في 20 شباط 2018 واتي تحظى بموافقة الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الافريقي، دول عدم الانحياز، دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، منظمة التعاون الإسلامي، الدول العربية ضافة الى روسيا والصين واليابان وكندا، مؤكدا رفض معظم دول العالم لأي مقترحات أمريكية لا تكون الشرعية الدولية وحل الدولتين أساساً فيها، موضحاً أن الكثير من الدول متخوفة من السابقة التي يسعى ترامب إلى تسجيلها في اعترافه الأحادي بإسرائيل على كامل فلسطين، تحديدا الدول التي لديها نزاعات على الحدود مع جيرانها.

واختتم عريقات بقوله "أعتز وأفتخر بما وصلت اليه جامعة القدس من تطور أكاديمي وعلمي كبير، وأشعر بإعجاب شديد أيضاً بعلاقات الجامعة الدولية التي نسجتها مع مختلف دول العالم، كألمانيا والصين والهند"، واصفًا نموذج النجاح والبناء الذي تجسده جامعة القدس "قمة في المقاومة الصمود والثبات على الأرض".

بدوره رحب رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك بالدكتور عريقات، واصفاً اياه بالقامة الوطنية الكبيرة، مثمنا له هذه الندوة المعمقة التي تنعقد في ظل ظروف دولية وسياسية شديدة في التعقيد، كما هنأ أ.د. أبو كشك على نشره لكتاب دبلوماسية الحصار إياه على منحه 150 نسخة منه للجامعة يذهب ريعها لصالح صندوق الطالب المحتاج في جامعة القدس.

وقام الدكتور عريقات بتوقيع مجموعة من النسخ للحضور الذي شارك في الندوة.

ويتناول الكتاب في صفحاته التي بلغ عددها 578 مقسمة على عشرة فصول، المرحلة الساخنة التي عاشها الشعب الفلسطيني والتي حملت معها إرهاصات تغييرات لافتة وعميقة، كوثيقة حاسمة ممتدة وشديدة الحضور، ويحتوي الكتاب على مضامين كل المراسلات والمفاوضات التي تمت بين الجانب الفلسطيني لحظة حصار الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2002، وكافة الأطراف ذات الصلة، من خلال قراءة عميقة وواسعة ومباشرة من شاهد كان شريكا في تلك المفاوضات واللقاءات، هو الدكتور صائب عريقات.

وعقب الندوة، شارك الدكتور عريقات الى جانب أ.د. أبو كشك افتتاح معرض لطلبة ماجستير تكنولوجيا التطبيقية الصناعية، شملت عروض لمشاريع بحثية، قدموها من خلال منتوجات من ابتكاراتهم، ولوحات تعبيرية وبوسترات تجسد تلك المشاريع.