نشر بتاريخ: 11/05/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )
الكاتب: د. ناصر اللحامفي درب القراءة الذي لا ينتهي، وقع بين يدي كتابين لكاتب واحد، الاول (الله ٩٩) والثاني (طفل الشيعة المسموم) وكلاهما للمؤلف العراقي حسن بلاسم الذي هاجر بطريقة غير شرعية الى فنلندا، واستقر للعيش كلاجئ في هلسنكي.
كل منهما ليس كتابا بالمعنى الكلاسيكي، وإنما لغم ارضي ينفجر بين يدي القارئ، أو سيارة مفخخة تنفجر في وجه القارئ فتمزقه الى قطع صغيرة وتحرقه بشظايا انصهرت من شدة الاحتراق.
"الله ٩٩" كتاب يروي ٩٩ قصة وقعت في العراق، أو ٩٩ سيارة مفخخة انفجرت في أسواق بغداد وفي كل واحدة انفجرت كان يجلس انتحاري يقول (الله) قبل ان يفجرّها في وجه الفقراء والبسطاء والاطفال والثكالى.
"الله ٩٩" هو ثورة على التطرف الديني ويريد أن يذكرّنا بان اسماء الله الحسنى ٩٩ تتناقض مع جريمة القتل الوحشي. فهو الكريم العظيم الرحمن الرحيم...) ولا يطلب من عباده قتل الأبراء واحراق عيونهم.
"الله ٩٩" كتاب مليء بالألم والدموع والنار والحديد والديناميت والبؤس والشتائم غير اللائقة الخارجة عن النص. شتائم لا تقبل نشرها أية دار نشر عربية ولا تجرؤ على طباعتها أية صحيفة عربية "محترمة"/ لذلك نشرتها الاندبندنت البريطانية.
يقول الكاتب في احدى قصصه إن طبيبا هرب من داعش ولجأ ليعيش في فندق رخيص للعاهرات والقوادين في بغداد. ولكن صاحب الفندق هدد بطرده الى الشارع اذا لم يدفع الاجرة، فذهب يسرق البيوت، وخلال سطوه على احد المنازل سمع صوت استغاثة من عجوز مشلولة تقول (ماء. ماء). فأسقاها قبل أن تموت لكنها طلبت منه أن يصنع لها شوربة عدس؛ والمشكلة أنه لا يعرف كيف يعدّ شوربة العدس فقامت بتعليمه قبل أن يعرف أن زوجها قتل في الحرب العراقية الايرانية وأن ابنها المهندس نزل من المنزل قبل ثلاثة أيام يشتري لها الدواء، ولكنه قتل في انفجار سيارة مفخخة طائفية في السوق!!!!.. ويواصل القصة ويواصل فتح الجروح التي خبأها العرب عن ذواتهم ولم يجرؤوا على الاقتراب منها.
من جانب آخر كتاب (طفل الشيعة المسموم) هو صرخة ألم مجنونة من مهاجر عراقي كان يعيش في بلد تصل درجة الحرارة فيه الى ٥٤ مئوي وصار يعيش في بلد تصل درجة الحرارة فيه سالب ٥٤ مئوي.. ترفض روحه ويتمزق جسده ويصرخ على رجال الدين السنة والشيعة ويشتمهم كما تشتم طفلة مغتصبيها.
في (طفل الشيعة المسموم) رسائل لا يستطيع أي مسؤول عراقي سماعها/ ولا يستطيع أي معارض يساري قولها/ ولا يجرؤ اي رجل دين على مواجهتها/ ولا يمكن أن يتحملها أي سجان أو زعيم او لص أو طائفي.
لا أنصح أي مجتهد محترم قراءة هذين الكتابين الا اذا كان مجنونا أو سكرانا أو مبعدا أو مهاجرا لا يحمل جواز سفر عربي.
جواز السفر العربي ليس وثيقة تسهل لحاملها التنقل بسهولة وأمان، وإنما لعنة تصيب حاملها بالنحس والخنوع والذل والقهر والانحطاط وعلى جميع الجهات إهانة حامله وتذكيره أنه عبد حقير يعمل عند زعيم لص أو شيخ منحرف جنسيا أو دكتاتور سادي.