الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"التعليم البيئي" يصدر نشرة ليوم الطيور المُهاجرة العالمي

نشر بتاريخ: 11/05/2019 ( آخر تحديث: 11/05/2019 الساعة: 17:38 )
"التعليم البيئي" يصدر نشرة ليوم الطيور المُهاجرة العالمي
بيت لحم- معا- أصدر مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة نشرة إرشادية لمناسبة يوم الطيور المهاجرة العالمي، الذي يتزامن مع دورة هجرة هذه الطيور، ويصادف هذه السنة في 11 أيار و12 تشرين الأول.
وقال إن إحياء يوم الطيور يحمل دلالات بيئية، ويطلق دعوات للمساهمة في حماية التنوع الحيوي، والتوقف عن الممارسات التي تهدد الطيور، وتتسبب بتدمير النظام البيئي.
ويحمل الاحتفال هذا العام شعار "حماية الطيور.. كن حلاً للتلوّث البلاستيكي"، إذ يشمل الحدث إطلاق أنشطة توعيةٍ بسبل حماية هذه الحيوانات وموائلها. ويُسلَّط الضوء عام 2019 على تأثير تلوّث البلاستيك، والتهديدات البيئية التي تواجهها الطيور، بجوار تعزيز التعاون الدولي لحمايتها. وتنظّم المنظمات والمؤسسات العالمية المختصة في مثل هذا اليوم، برامج وأنشطة عدة، أبرزها المهرجانات والدورات التدريبية والحملات التوعوية، وزيارات إلى مواقع الطيور المهاجرة.
أضرار
وخصصت النشرة للتعريف بتداعيات البلاستيك على الحياة والبيئة عمومًا، والطيور خصوصّا، واستهلت بنتائج دراسة نشرتها مجلة Science Advances قالت "إن البشرية أنتجت منذ ظهور تقنيات صناعة البلاستيك نحو 8 مليارات طن من هذه المادة، ينتشر ثلثاها على شكل نفايات في مدافن القمامة ومياه البحار والمحيطات”. وتابعت: إن غالبية المواد البلاستيكية التي تنتج حاليا غير قابلة لتحلل في التربة، ولذلك فالقمامة البلاستيكية الناجمة عنها ستبقى موجودة على الأرض لمئات أو حتى آلاف السنين، وبكميات تلك القمامة كبيرة جدًا.
وأشارت إلى إحصاءات عالمية أكدت أن نحو 300 طن من النفايات البلاستيكية تدخل إلى مكبات القمامة كل عام، معظمها غير قابلة للتحلل بتأثير البكتيريا الموجودة في التربة، لذلك فإن جزيئاتها تبقى في التربة أو تذهب إلى البحار والمحيطات لتتسبب بتسميم الأسماك والطيور، وغالبًا ما تكون أحد أسباب وفاتها.
وبحسب الأمم المتحدة، تذهب نحو 13 مليون طن من المواد البلاستيكية إلى محيطاتنا، حيث تؤثر هذه المواد على الشعاب المرجانية وتهدد الحياة البرية البحرية. ويمكن للبلاستيك الذي نلقيه كنفايات في المحيطات أن يعادل الدوران حول الأرض أربع مرات في السنة الواحدة ، ويمكن أن يستمر في المياه لمدة تصل إلى 1000 سنة قبل أن يتحلل تمامًا.
وزادت: بيّن تقرير علمي، نشره فريق من معهد الأبحاث الصناعية والعلمية الأسترالي، أن عددا كبيرا من الحيوانات يعاني تأثير النفايات البلاستيكية على نظامه الغذائي، والتي تضر بصحته وتؤدي إلى نفوقه، ووفق المجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإن 99% من الطيور البحرية معرضة لابتلاع جزيئات البلاستيك مع الغذاء حتى عام 2050.
هجرة
وعلى صعيد الطيور المهاجرة وفلسطين ، قالت النشرة: إن السبب الرئيس لكثرة الأعداد والأنواع في الطيور المهاجرة عبر فلسطين، موقعها الجغرافي الحيوي بين القارات الثلاث: آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، ووقوعها في منتصف طريق الهجرة لكثير من الطيور. إذ تعتبر بلدنا عنق الزجاجة بالنسبة لهجرة الطيور وتحظى فلسطين بأهم مسارات هجرة الطيور في ثلاثة مواقع: المناطق الواقعة ضمن حفرة الانهدام وهي الأغوار وأريحا، وسلسلة جبال القدس، والسهل الساحلي. وهي مواقع تمت دراستها من باحثي المركز، وجرى إنشاء 5 محطات مراقبة وتحجيل (دائمة أو موسمية) فيها.
وأضافت: يأتي القسم الأكبر من الطيور المهاجرة من أوروبا ووسط آسيا وغربها، وتقضي الشتاء في أفريقيا. وهذه الطيور تعبر فلسطين وتختار خطوط هجرة مختلفة خلال هجرتي الخريف والربيع. ويُلاحظ بعضها بأعداد أكبر خلال الخريف مثل النكّات (السّياف)، فيما يُشاهد البعض الآخر بأعداد أكبر خلال الهجرة الربيعية كاللقلق الأبيض، الذي يعتبر من أكثر الطيور المهاجرة مشاهدة خلال الربيع، وتشاهد منه أسراب مُحلّقة بالمئات أو بالآلاف مستخدمة تيارات الهواء الساخن، متجهة شمالاً، وهي تهبط للطعام والراحة. كما أن العديد من الطيور الجارحة تُحلّق فوق فلسطين، في خطوط هجرة محددة، وأكثرها عدداً حوّام النحل، إذ تم تسجيل نصف مليون طائر منه في سنة واحدة، في وقت تشهد فلسطين كل عام عبور أكثر من 500 مليون طائر، كون بلادنا أهم ثاني موقع عالمي لهجرة الطيور المُحلّقة، ومعبرًا هامًا للهجرة.
جهود
وأشارت إلى جهود المركز في حماية الطيور، كإطلاق الأسابيع الوطنية لمراقبة الطيور وتحجيلها، بالشراكة مع "جودة البيئة"، وآخرها الأسبوع الثالث عشر في نيسان الماضي، للتعريف بطيور فلسطين وما تتعرض له من تهديد، والتعريف بالتهديدات التي تواجه التنوع الحيوي.
وأضافت: إن إطلاق الأسبوع يتوج عمل المركز في محطات بيت جالا، وأريحا، وطولكرم، ومرج ابن عامر، وفقوعة، ويحث المؤسسات والمجتمع على إعادة تصويب علاقته بمحيطه البيئي، وعدم استنزافه. مثلما أقام شراكات مع منظمات ومعاهد عالمية من ضمنها شبكة هجرة الطيور الأوروبية الشرقية – الجنوبية (SEEN)، ومؤسسة EURING، وجمعية الشرق الأوسط للطيور (OSME)، وسابقًا مع مؤسسة (بيرد لايف انترناشينل)، والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN).
وتابعت: إن "التعليم البيئي" بدأ من 33 عامًا بحملات لتقليل النفايات البلاستيكية كتوزيع أكياس وحقائب من القماش والورق على المواطنين، وتقديم حافظات طعام ومطرات مياه لطلبة المدارس وأطفال رياض الأطفال الصديقة للبيئة، وتشجيع أعضاء النوادي البيئية على استخدام العبوات البلاستيكية في الأعمال البيئية الإرشادية واللوحات الفنية، وتدريب الأطفال على صناعة مجسمات وتحف فنية من المواد البلاستيكية، وتوزيع أقلام حبر من الكرتون،، وتنفيذ حملات نظافة تطوعية، وغيرها.
خطوات
واختتمت النشرة بإرشادات ودعوات لتفادي المس بالطيور، كالتوقف عن الاستخدام المفرط للكيماويات، وخاصة المبيدات الحشرية، إذ إن الطيور تساهم في المكافحة الحيوية من خلال القضاء على الحشرات والمن بدل الكيماويات، والتخلص على بعض الآفات المتواجدة على اللوزيات والتين كما يفعل طائر أبو قلنسوة (أو أبو سمرة). وتجنب الصيد الجائر والاعتداء على الأعشاش والبيوض، الذي تسبب في تناقص أعداد الطيور كالحجل. وتفادي إشعال النيران في الأعشاب الجافة لما لذلك من خطر امتداد النيران للأشجار والمحاصيل، إضافة إلى تدمير الأعشاش والموائل للطيور. ووقف رمي النفايات البلاستكية بشكل عشوائي؛ لخطورتها على الطيور. ووقف المتاجرة بالطيور، أو احتجازها في أقفاص. وحماية المناطق المهمة للطيور. وإعلان المناطق التي تتواجد فيها طيور مهددة بالانقراض محميات طبيعية. وحظر ترويج الأدوية المُنومة للطيور، التي تباع في الأسواق وتساهم في صيدها. ووضع أوعية صغيرة على الشرفات وتحت الأشجار في الأيام شديدة الحر لتوفير مصدر شرب للطيور. وإبعاد الطيور التي تهدد الحقول والثمار بوسائل طبيعية كاستعمال الفزاعات، وهي العادة التي استخدمها الأجداد بكثرة، واستخدام وسائل تحدث صوتًا منفرًا للطيور بدل قتلها وتسميمها، كما حدث قبل أيام من نفوق 8 من النسور المهددة بالانقراض في الجولان.