الخطيب الطفل في حي التفاح في قطاع غزة أمجد ابو سيدو
نشر بتاريخ: 04/06/2005 ( آخر تحديث: 04/06/2005 الساعة: 16:27 )
غزة- كان المشهد في مسجد الامام الشافعي في مخيم جباليا مثيرا للدهشة يوم الجمعة .. فالامام كان طفلا صغيرا يصعد الى المنبر واعظا في الناس وهو يلبس ملابس رجال الدين المكونة من العمة والجبة .. لكن ما ان انطلقت الكلمات في فمه حتى ادرك الحاضرون ان امامهم خطيب مفوه وعندما اكثروا من السؤال تبين انه طفل في الثالثة عشرة من عمره وان مسجدهم هو واحد من اربعين مسجدا يعطي فيها الدروس لكنها المرة الاولي التي يخطب فيها الجمعة.
الطفل هو أمجد ابو سيدو من سكان حي التفاح بمدينة غزة يخطب في المساجد التابعة لوزارة الاوقاف ويلتزم بالبرنامج الذي تقره الوزارة كل جمعة دون ان أي رهبة في الوقوف امام اناس لا يعرفهم فهو يلقي الخطبة ببساطة واسلوب يثير الاعجاب بحيث يجعل كل الحاضرين يتمنون لو ان لهم ابناء قادرين على الوقوف بشجاعة امام الناس.
امجد الذي يدرس في مدارس الأوقاف الإسلامية في الصف الثاني الاعدادي، يقول: ان الموهبة بدأت بموضوع تعبير كتبه زميل لي في المدرسة واخذته والقيته في الإذاعة المدرسية حيث اثار الاعجاب فحاولت حفظه غيباً وألقيته في المسجد وفوجئت بكلمات الإعجاب من المصلين ومدحهم مما شجعني للمحاولة مرة أخرى.
وأضاف امجد انه في بداية الأمر كان الناس لا يتقبلون بان يقوم طفل ويخطب فيهم صلاة الجمعة ولكن ما ان يتنهي الدرس حتى اجد كلمات الاعجاب من الجميع وقد خطبت في الناس اكثر من مئة وثلاثين مرة.
ويؤكد امجد انه يقوم بكتابة الخطب ويقوم بالتاكد من صحة الاحاديث التي يعتمد عليها وتقوم وزارة الاوقاف بتوفير هذه الكتب لي اضافة الى الاشرطة، ويعتبر الشيخ عبد الحميد كشك هو المثل الاعلى لامجد في مجال الخطابة اما امنيته فيتمني ان يصبح خطيبا للمسجد الاقصي ويتمني ان يخطب فيه وهو محرر.