الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

جمعية ارض الانسان: 72% من أطفال قطاع غزة دون السنة يعانون من فقر الدم

نشر بتاريخ: 13/03/2008 ( آخر تحديث: 13/03/2008 الساعة: 11:02 )
غزة - معا - نظمت أمس جمعية أرض الإنسان الخيرية ورشة عمل بعنوان " فقر الدم يساوي فقر الصحة والعافية " وذلك بمناسبة اختتام فعاليات أسبوع الأنيميا التي نفذتها الجمعية من خلال مركزي الجمعية في غزة وخانيونس بالتعاون مع المؤسسات الأهلية والعاملة في القطاع الصحي بحضور ممثلين عن المؤسسات الأهلية والدولية والأمهات الرياديات والمهتمين وذلك في قاعة المسحال في غزة.

واشار حسام أحمد مسؤول الإعلام وتجنيد الموارد في الجمعية في كلمة الافتتاح إلى البرامج التي تنفذها الجمعية في قطاع التغذية وصحة الطفل حيث تسعي بالشراكة مع المؤسسات ذات العلاقة سواء المحلية أو الدولية لتعزيز التعاون المثمر لتوعية المرأة وتحقيق أهداف خاصة بتنمية الصحة من خلال خدماتها العلاجية والوقائية في آن واحد.

ولفت أحمد إلى الحملات السنوية التي نفذتها الجمعية ومنها حملة الرضاعة الطبيعية وحملة مرض لين العظام وانتهاء بحملة الأنيميا التي استمرت أسبوعا استفاد منها حوالي 2466 امرأة فيما بلغ عدد المؤسسات المشاركة نحو 49 مؤسسة موزعة ما بين شمال غزة والوسطى والجنوب موجها شكره لجميع المؤسسات التي ساهمت في أنجاح الحملة وبشكل خاص مؤسسات القطاع الخاص.

وأكد د. عدنان الوحيدي المدير الطبي للجمعية في مداخلته أن الحصار والإغلاق الظالم لقطاع غزة ساهم في تدهور الوضع الصحي والتغذوي للأطفال بدرجة غير مسبوقة حيث زادت نسبة الأنيميا وفقر الدم وسطهم كأحد العناصر والمؤشرات التي تبرز مستوى سوء التغذية ناهيك عن لين العظام وضعف النمو وقصر القامة والقائمة تطول لجملة الأمراض الأخرى التي أثبتتها الحقائق العلمية على أرض الواقع.

وشدد د.الوحيدى على ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها من أجل ليس اجتثاث فقر الدم ولكن الحد والتخفيض من زيادة مستواه الذي وصل لحدا مرعبا معتبرا أن هذه مسؤولية وطنية وإنسانية ثقيلة تقع ليس على عاتق المؤسسات الصحية فحسب بل هى مسؤولة وأمانة في عنق كل إنسان وفي مقدمتها الأمهات.

وتطرق د.الوحيدي للآثار السلبية والمدمرة للأقمار الصناعية والتكنولوجيا الحديثة بما تبثه من سموم وإشعاعات تدخل الأجساد وتؤدي إلى إرباك طبيعي مرعب نتيجة التغيرات التي تحدثها على أجهزة المناعة والتي لها علاقة وثيقة بكل ما يدور في الجسم و التي تعيق بل وتدمر جودة الحياة حاثا على ضرورة العمل بروح الفريق الواحد ووفق منظومة عمل موحدة ومتناغمة لها أهداف وضوابط تحكمها للوصول للمحددات وسياسات التدخل من أجل الحد من التدهور الصحي والتغذوي لدى الأطفال وتوفير البيئة الملائمة لنموهم السليم.

وتحدث د. رأفت حسونة مدير البرامج الصحية في قطاع غزة في اليونسيف ، عن دور منظمة اليونسيف كثاني منظمة دولية بعد وكالة الغوث تولي اهتماما بعدة قطاعات منها الصحة والتغذية والمياه الصالحة للشرب والتعليم وحماية الطفولة ورعاية الشباب مثنيا على الجهود التي تبذلها جمعية أرض الإنسان كمتخصصة في المجال التغذوي وإطلاقها هذه الحملة للحد من فقر الدم عند الأطفال باعتباره يشكل سببا رئيسا في الأمراض والوفيات عند الأطفال والأمهات وأشار إلى ضرورة ترجمة و تطبيق المعرفة بتوجهات وسلوكيات على أرض الواقع لافتا أن المجتمع المحلي الفلسطيني يمتلك أعلى نسبة من المعرفة على المستوى العالمي ولكن الخلل والقصور يكمن في تطبيق هذه المعرفة وترجمتها لسلوكيات عملية محملا المسؤولية الأولى في هذا الشأن للأمهات ومقدمي الخدمات الطبية.

واستعرضت أماني جودة مسؤولة برامج التغذية في منظمة الصحة العالمية في مداخلتها جملة من المؤشرات والإحصاءات التي توضح نسبة الإصابة بفقر الدم وفق آخر دراسة علمية أجريت بهذا الخصوص حيث أشارت أن 50% من الأطفال دون سن الخمس سنوات يعانون من فقر الدم وأن 72% من الأطفال دون السنة يعانون من فقر الدم ، وأن ثلث النساء الحوامل يعانون من فقر الدم في الثلث الأول من الحمل وأن 65 % منهن يعانون في الثلث الأخير من فقر الدم معتبرة أن هذه المؤشرات خطيرة للغاية تستدعى الانتباه لافتة أن فقر الدم ليس مرضا بل أصبح ظاهرة تعاني منها كل الدول الفقيرة والغنية على حد سواء.

وعزت جودة أسباب فقر الدم للعامل الاقتصادي وزيادة معدلات الفقر بدرجة مخيفة الأمر الذي يتطلب من قبل جميع المؤسسات لوضع الاستراتيجيات للحد من نسبة فقر الدم من خلال تذويب المدعمات في الدقيق أو من خلال إعطاء أقراص الحديد منبهة أن هناك مشاكل أخرى لا تقل خطورة عن فقر الدم وهى النقص في العناصر الأساسية للغذاء مثل نقص فيتامين أ ود واليود.

وتحدث د.احمد اللي المحاضر في جامعة الأزهر عن المؤشرات الصحية التي يجب أن ينظر إليها العاملون في القطاع الصحي وهى الولادة وما حولها ، النمو وما حوله ، والمرض وما حوله والموت محملا الأمهات المسؤولية الأولى في الحفاظ على الوضع الصحي والتغذوي لأطفالها من خلال تقديم الوجبات المتوازنة من ناحية العناصر الغذائية وتنويع الطعام رغم بساطته والتغلب على على الإشكاليات الضاغطة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بأسره.

وأشار إلى أهمية عنصر الحديد في الجسم باعتباره هبة أنزلها الله من السماء وفيه عنصر قوة وصلابة لتكوين الجسم السليم مدللا على ذلك بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.

وشكر البر فسور فؤاد الحرازين في كلمته جمعية أرض الإنسان على جهدها المميز في المجال الصحي معبرا عن استعداده لمساعدة الشعب الفلسطيني في قطاعي الصحة والتعليم من خلال توظيف واستثمار علاقاته مع المؤسسات الدولية لتحقيق وإحداث التقدم سيما في قضية التعليم.