الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز حقوقي يدين إغلاق الاحتلال التحقيق بملف مقتل أبو ثريا

نشر بتاريخ: 19/05/2019 ( آخر تحديث: 19/05/2019 الساعة: 11:26 )
غزة- معا- أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قرار النيابة العسكرية الإسرائيلية بإغلاق ملف مقتل المواطن إبراهيم نايف أبو ثريا، وهو من ذوي الإعاقة، الذي قتل على الحدود الشرقية لقطاع غزة، بتاريخ 15 ديسمبر 2017، برصاص قناصة الاحتلال، دون إجراء أية ملاحقة قضائية.
وذكر مكتب الناطق باسم قوات الاحتلال أن الشرطة العسكرية حققت مع الجنود والقادة الذين شاهدوا الحادث وفحصوا مقاطع فيديو توثقها، لكنهم لم يعثروا على أدلة على مقتل أبو ثريا بنيران أطلقها الجيش الإسرائيلي عليه مباشرة.
ووفق تحقيقات المركز، فإن أبو ثريا، مبتور الساقين ويسير على كرسي متحرك، أصيب بشكل مباشر في رأسه أثناء مشاركته في مسيرة سلمية، وكان يبعد حوالي 30 مترًا من الشريط الحدودي، في مكان مرئي تمامًا لجنود الاحتلال، ولم يكن يشكل أي خطر على الجنود، كما أن إصابته في جبينه تشير إلى أنه جرى قنصه بشكل مقصود من جنود الاحتلال، ودون وجود أي خطر على حياتهم في ظل التظاهرة التي تقوم على الهتافات والرشق بالحجارة وإشعال الإطارات، ما يؤكد أن الاحتلال استخدم قوة نارية مميتة وغير متناسبة ضد المدنيين العزل.
وأكدت لجنة التحقيق الدولية التي شكلت بتاريخ 18 مايو 2018، للتحقيق في هذه الانتهاكات، على ما خلصت له منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية باستخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي القوة المميتة باتجاه المتظاهرين في حالات لم ينشأ عنها أي خطر محدق على حياة جنود الاحتلال، ودون أن يشارك المتظاهرون في أعمال عدائية بشكل مباشر، وذلك خلافاً لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وكان المركز قد تقدم بشكوى جنائية تتعلق بمقتل ابو ثريا، وقدم أدلة هامة إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهذا الشأن. وطلبت النيابة الاسرائيلية الحصول على الرصاصة التي أدت لمقتل ابو ثريا، وحاول المركز جاهداً الحصول عليها من قبل الجهات المختصة في غزة، لكنها امتنعت عن تقديمها، وهو ما شكل ذريعة لسلطات الاحتلال للتنصل من التزاماتها واتخاذ هذا الأمر مبررا لإغلاق الملف.
ورأى المركز بأن اغلاق ملف التحقيق في قضية ابو ثريا يشكل دليلاً على طريقة دولة الاحتلال في التعامل مع الضحايا الفلسطينيين، ويدلل على انتهاكاتها المنظمة لالتزاماتها القانونية الدولية، كما يشكل تنكراً للقانون الدولي، لم يكن ليستمر لولا الحصانة القانونية والسياسية الكاملة التي يمنحها المجتمع الدولي لإسرائيل.
وأكد المركز بأن هذه الحادثة، كحالة رمزية، تؤكد بشكل قاطع السجل الاسود للنظام القضائي الاسرائيلي في التعامل مع الضحايا الفلسطينيين، وهو ما تم توثيقه في آلاف الحالات الأخرى. وفي هذا السياق، ما يزال آلاف الضحايا جراء ثلاث عمليات عسكرية حربية شنتها اسرائيل على قطاع غزة في غضون ست سنوات، ينتظرون العدالة والانصاف، في ضوء تنكر اسرائيل لحقوقهم.