نشر بتاريخ: 19/05/2019 ( آخر تحديث: 19/05/2019 الساعة: 13:55 )
رام الله- معا- قالت وزارة الخارجية والمغتربين إنها تنظر بخطورة بالغة لقرار البرلمان الالماني البوندستاغ حول الـ"بي دي اس" المهتمة بمقاطعة منتوجات المستوطنات والانشطة الاستثمارية المرافقة لها معاداة للسامية، مبينة أن هذا القرار جاء تحت الادعاء أن منظمة الـ"بي دي اس" تهدف لتجريد إسرائيل من حقها في الدفاع عن النفس، ما يعكس أولا أن دور وفعل المنظمة مؤثر لدرجة استعدت إسرائيل ومؤيديها للبحث عن حجة او مبرر للهجوم على المنظمة وتشويه صورتها، ويعكس ثانيا أن إسرائيل لا زالت تفرض رغباتها على ممثلي الشعوب الأوروبية من خلال ابتزازها بالعقدة الألمانية التاريخية اتجاه اليهود لتحقيق ما تريد.
وأضافت في بيان وصل معا: ويعكس ثالثا أن الحجة المستعملة هي حجة مستهلكة غير مجدية خاصة أمام الجرائم العديدة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وبشكل ممنهج ومستمر، ويحاول هذا القرار التغاضي عن حقيقة كون إسرائيل دولة تطهير عرقي، دولة تمييز عنصري، دولة خارجة عن القانون، ترتكب الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني بدون حساب او عقاب، تحتل الأرض الفلسطينية، ومن خلال ذلك هي تقوم بانتهاك ومصادرة مواردها دون توقف، ودون أي اعتبار او احترام للقانون الدولي القرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك اتفاقيات جنيف، دون أن ننسى تمريرها لقوانين فاشية بالمطلق وتحارب بقوة خيار السلام وتتجاهله عن قصد، وتعمل ضده بوضوح، ويعكس رابعا اعتبارها خطوة استباقية تحاول إغلاق الباب على محاولات جهات رسمية النظر بعمق في حقيقة إسرائيل اليوم كدولة تتمتع بحصانة أمريكية لمحاسبتها على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وكان ذلك على مستوى المنظمات الأممية المختلفة من مجلس حقوق الإنسان او الجمعية العامة أو اليونسكو وغيرها او على مستوى المفوض السامي لحقوق الإنسان او حتى على مستوى الدراسة الأولية في المحكمة الجنائية الدولية وما يمكن أن تتوصل إليه لاحقا من قرار بفتح تحقيق رسمي بحق إسرائيل لارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. مثل هذا القرار على مستوى البرلمان الألماني يهدف لكل ذلك ويحاول إغلاق الابواب على إمكانية اتخاذ اية خطوة مستقبلية بحق إسرائيل كإجراء رادع استباقي.
واعتبرت الوزارة هذا القرار مخالفا للقانون الدولي ويتناقض مع الشرعية الدولية وقراراتها خاصة القرار رقم ٢٣٣٤، ويشكل تناقضا صارخا مع توجهات وسياسات وقرارات الاتحاد الاوروبي بما في ذلك التوصيات الارشادية الاوروبية وقرارات وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي التي تؤكد جميعها على عدم شرعية الاستيطان في الارض الفلسطينية المحتلة، وعدم انطباق جميع الاتفاقيات الأوروبية مع اسرائيل على الارض الفلسطينية المحتلة منذ عام ١٩٦٧.
وبينت أن خطورة هذا القرار غير المسبوق تكمن في اطار الحملة الامريكية الإسرائيلية المضللة التي تحاول المساواة بين معاداة الصهيونية والاحتلال بمعاداة السامية، بهدف اسكات الاصوات الدولية التي تنتقد الاحتلال والاستيطان وتدين جرائمهما، وبهدف كم الافواه والتغطية على جريمة الإستيطان ومن يساندها ويستثمر فيها.
ورفضت وزارة الخارجية والمغتربين بشكل مطلق هذا التوجه، مبدية كل الجاهزية لمحاربته بكل الوسائل القانونية والدبلوماسية وفق ما هو متوفر ومقبول دوليا.كثفت الوزارة اتصالاتها مع الحكومة الالمانية لحثها على معارضة هذا القرار وعدم الاخذ به وتنفيذه خاصة وانه قرار غير ملزم.
وأكدت الوزارة من جديد على عدم شرعية الاستيطان، واعتباره جريمة وفقاً للقانون الدولي واتفاقيات جينيف وقرارات الشرعية الدولية، وستواصل متابعة كافة الجهات المتورطة في تشجيع الاستيطان ودعمه والاستثمار فيه والتعامل مع منتوجاته باعتبار تلك الانشطة مشاركة في الجريمة تستحق المساءلة والمحاسبة الدولية.