في يوم الجريح الفلسطيني .. فروانة : الجرحى ولا سيما المعتقلين منهم بحاجة الى من يضمد جراحهم ويكفل لهم حياة كريمة
نشر بتاريخ: 13/03/2008 ( آخر تحديث: 13/03/2008 الساعة: 18:09 )
غزة -معا- ناشد الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى عبد الناصر فروانة ، اليوم ، منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية الفلسطينية رئاسة وحكومة ، وكافة المؤسسات المعنية بالجرحى والأسرى والصحة وحقوق الإنسان الى ايلاء كافة الجرحى في الوطن والشتات الأهمية الفائقة ، ورعاية شؤونهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية وضمان حياة كريمة لهم ، والعمل الحثيث وبكل جدية من أجل تقديم العلاج اللازم للجرحى المعتقلين منهم ، واجراء العمليات الجراحية العاجلة لمن هم بحاجة لذلك والعمل من أجل اطلاق سراحهم من أجل وضع حد لمعاناتهم المتزايدة .
وفي يوم الجريح الفلسطيني وجه فروانة تحياته للجريح الفلسطيني ، أينما وجد ، أسيراً في نفحة وعسقلان وهشارون .. أو معتقلاً في النقب وعوفر ومجدو ، مواطن أم مقاتل ، وحيثما كان مقيماً في فلسطين أو في مخيمات الشتات أو في المهجر .
واعتبر فروانة أن اليوم الثالث عشر من آذار الذي يصادف فيه الذكرى الأربعين ليوم الجريح الفلسطيني ، هو يوم لتكريم هؤلاء الجرحى ، ووفاء لهم ولتضحياتهم وتقديراً لمعاناتهم المتواصلة .
وأشار فروانة الى أنه تحدث هاتفياً عدة مرات مع أمين سر لجنة الجريح الفلسطيني ورئيسها بالإنابة المناضل سمير تركي المقيم حالياً في لاهاي ، وتبادلا الحديث حول الجرحى ومعاناتهم واحتياجاتهم وأبرز العقبات التي تواجه اللجنة واحتياجاتها ، كما تطرقا الى الجرحى المعتقلين منهم القابعين في سجون ومعتقلات الإحتلال .
وأبلغه أن اللجنة بصدد اقامة احتفالية عامة في أوروبا بهذه المناسبة تقديراً لتضحياتهم وتحت رعاية سيادة الرئيس أبو مازن ، كما و أنها قررت انعقاد المؤتمـر العـام للجنة لانتخاب قيادة جديدة ، وأنها وجهت رسالة بهذا المضمون الى الأخ الرئيس أبو مازن ، ووصلت فروانة نسخة عنها .
يذكر أن هذه اللجنة قد شكلت بقرار من الرئيس الشهيد أبو عمار لمتابعة شؤون الجرحى وعائلاتهم وتقديرا منه ومن منظمة التحرير افلسطينية لدورهم الرائد في مسيرة الثورة الفلسطينية .
وكشف فروانة ان في السجون الاسرائيلية العشرات من الجرحى والمعاقين الذين فقدوا أجزاء من أجسادهم أو أبصارهم ، وبعضهم يعانون من آثار وجود رصاصات في أجسادهم جراء الإصابة المباشرة التي لحقت بهم قبل الإعتقال، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الإحتلال وعدم توفر الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأطراف، مما يفاقم من معاناتهم .
وأوضح فروانة ان سلطات الإحتلال بكل أجهزتها الأمنية لا تراعي وضع الإنسان واحتياجاته الخاصة لحظة الإعتقال ، حيث ان كثيرا من المعتقلين اعتقلوا وهم جرحى ، وبدلاً من توفير العناية الطبية والعلاج لهم ، مُورس بحقهم أبشع أنواع التعذيب والتنكيل والإعتداء بالضرب بهدف ابتزازهم ومساومتهم أو اجبارهم على الإعتراف ، ومنهم من إلتحق بقافلة الشهداء على اثر ذلك ، مشيراً الى أن الطبيب يمارس دوراً حقيراً أيضاً فيتعامل مع الأسير الجريح بقسوة باعتباره عدو لهم وليس انسان وفقاً لأخلاق مهنة الطب ، كما و يمارس التعذيب معه ويؤلمه أو يهمله يتألم عن قصد .
وتابع قائلا: كثيراً ما أوقفت قوات الإحتلال سيارات الإسعاف لساعات طويلة على الحواجز وماطلت في السماح لها بالمرور ، وأحياناً أخرى تم اعتقال من بداخلها من جرحى بحجة أنهم مطلوبون ، وتم اقتحام المستشفيات واعتقال مصابين وجرحى وهم على أسرة العلاج أو في غرف العناية المركزة وتمتعذيبهم ومنهم من التحق بكوكبة الشهداء.
وأكد فروانة أن أوضاع الجرحى والمعاقين المعتقلين في سجون ومعتقلات الإحتلال، هي أوضاع صعبة للغاية وحياتهم مهددة بخطر الموت ، وتحتاج لبذل أقصى الجهود من أجل اطلاق سراحهم .
وبيَّن فروانة أن هناك المئات وقد يكون الآلاف من الأسرى السابقين والمقاتلين القدامى انضموا بعد تحررهم من الأسر أو بسبب كبر سنهم ، الى قوافل الجرحى والمعاقين وذوي العاهات المستديمة ، وجزء كبير منهم لا زال دون عمل ودون مصدر رزق ، ويتنقل من هذه المؤسسة أو تلك باحثاً عن لقمة العيش " كالمتسولين " ، وهذا أخطر ما في الأمر ويعزز لديهم الشعور بالعزلة عن المجتمع ويتسرب لداخلهم ولداخل غيرهم الكآبة والإحباط بسبب إهمالهم من قبل كافة الجهات التي يفترض أن توليهم عنايةً واهتماماً ، الأمر الذي يستدعي من كافة المعنيين وعلى وجه السرعة الإهتمام بالجرحى عموماً والمعتقلون منهم خصوصاً ، وضمان حياة كريمة تتوفر فيها لقمة العيش لهم ولعائلاتهم بكرامة تقديراً ووفاءاً لتضحياتهم ودمائهم .