الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس في السنغال : شعبنا في القدس يواجه حملة تطهير عرقي.. لن نسمح بالمس بوحدة الضفة والقطاع .. نرفض الدولة المؤقتة

نشر بتاريخ: 13/03/2008 ( آخر تحديث: 13/03/2008 الساعة: 19:15 )
داكار - معا - أكد السيد الرئيس محمود عباس، أن رغبة العرب والمسلمين في السلام، يجب أن يقابلها من الطرف الآخر استعداد لتلبية متطلبات عملية السلام التي تستند أساساً إلى مبدأ الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ونشرت وكالة وفا الفلسطينية كلمة الرئيس أمام القمة الإسلامية اليوم في العاصمة السنغالية داكار، والتي اكد فيها أن قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية المعتمدة من قمة المؤتمر الإسلامي، ورؤية الرئيس بوش وخارطة الطريق، هي كلها مستلزمات السلام الذي هو خيار أمتنا الإسلامية.

وشدد السيد الرئيس على التمسك بالثوابت الوطنية، مجدداً الالتزام بالسلام الشامل والعادل، وقال إن هذا السلام هو خيارنا الاستراتيجي المنسجم مع تعاليم ديننا الحنيف.

وأضاف سيادته: أننا قبلنا في أنابوليس بإجراء مفاوضات تقود إلى اتفاق سلام خلال عام 2008، شرط أن تتوفر تهدئة على الأرض، ووقف كافة الأعمال العدوانية والعسكرية والتوسع الاستيطاني والاعتقالات والحواجز.

ووصف سيادته ما يجري على الأرض حتى الآن بأنه مخالف لكل ذلك، مشيراً إلى الحصار والعدوان الإسرائيليين على قطاع غزة اللذين أوديا بحياة عشرات النساء والأطفال والشيوخ، وهو أمر ندينه ونرفضه ولا نقبل به تحت أية ذرائع.

ودعا القمة الإسلامية إلى دعم منظمة التحرير الفلسطينية في المفاوضات الصعبة مع الجانب الإسرائيلي، مؤكداً ألا حل دون القدس واللاجئين وغيرهما من قضايا الحل النهائي.

كما أكد عدم السماح لأي كان وتحت أي ظرف بالمس بالوحدة الجغرافية والسياسية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ورفض الحلول الأحادية أو الدولة ذات الحدود المؤقتة.

وأشار السيد الرئيس إلى أن مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية في خطر حقيقي، حيث تتواصل عمليات التهويد والحفريات بوتيرة متسارعة في كل ركن من أركان المدينة المقدسة وتحت مختلف الذرائع والمسميات.

وبين سيادته، أن شعبنا في القدس يواجه حملة تطهير عرقي عبر مجموعة من القرارات الإسرائيلية كفرض الضرائب الباهظة ومنع البناء وإغلاق المؤسسات الفلسطينية وعزل المدينة عن محيطها الوطني نتيجة بناء جدار الفصل العنصري.

وطالب السيد الرئيس القمة الإسلامية بدعم استثنائي لتعزيز صمود الأهل في القدس ومنع إحداث خلل ديموغرافي فيها، ورأى أن هذا الدعم يبدأ بالتعريف بالأخطار، وصولاً إلى تخصيص يوم من أجل القدس على سبيل المثال، أو أن تقوم كل دولة أو مجموعة من الدول بتبني ورعاية حي من أحياء القدس الشريف.

وفي ما يلي نص كلمة السيد الرئيس أمام القمة الإسلامية:

'واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا'

فخامة الأخ الرئيس عبد الله واد،

أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو،

معالي الأخ الأمين العام،

أصحاب السعادة أعضاء الوفود المشاركة،

السيدات والسادة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرنا أن نتقدم بداية بالتهنئة لفخامة الأخ الرئيس عبد الله واد، بتسلمه رئاسة القمة الإسلامية في دورتها الحادية عشرة، معبرين عن خالص الشكر وعميق التقدير لفخامته على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، اللذين لقيناهما في ربوع جمهورية السنغال الشقيقة والعزيزة، كما لا يفوتنا أن نتوجه بأصدق عبارات الشكر الجزيل والتقدير العميق لدولة رئيس وزراء مملكة ماليزيا الشقيقة الأخ عبد الله أحمد بدوي على رئاسته الناجحة للقمة الإسلامية في دورتها العاشرة، ونتوجه بالشكر والتقدير العميق كذلك للأخ البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، أمين عام منظمتنا العتيدة، وكافة الطواقم العاملة في منظمة المؤتمر الإسلامي على جهودهم القيمة وعملهم الدؤوب لعقد وإنجاح هذه القمة.

الأخ الرئيس،

الإخوة القادة،

ينعقد مؤتمرنا هذا وأمامنا جميعاً تحديات كبيرة داخلية وخارجية يتخذ بعضها شكل الهجوم على ديننا الإسلامي الحنيف وعلى رسولنا الكريم، ويتخذ بعضها الآخر شكل تعميق الخلافات والاستفراد بدولنا، كما أن هناك مشكلة التنمية وأهمية توطيد العلاقات الاقتصادية والثقافية ما بين منظومة دول المؤتمر الإسلامي.

لقد انعقدت القمة الأولى منذ نحو أربعين عاماً، في أعقاب الحريق الإجرامي الذي تعرض له المسجد الأقصى المبارك عام 1969، وبذلك فهناك ترابط كامل ما بين ولادة المنظمة والقدس الشريف وأقصاها وقضية فلسطين التي تحظى بمكانة خاصة في قلب كل مسلم ومسلمة.

واسمحوا لي، وانتم تتابعون جميعا الأوضاع المأساوية التي ما زال يعيشها شعبنا الفلسطيني منذ النكبة، أن أشير إلى أن رغبتنا في السلام عرباً ومسلمين، يجب أن يقابلها من الطرف الآخر استعداد لتلبية متطلبات عملية السلام التي تستند أساساً إلى مبدأ الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

إن التزامنا بالسلام الشامل والعادل، هو خيارنا الاستراتيجي المنسجم وتعاليم ديننا الحنيف 'وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله'، وقد تضمنت قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية المعتمدة من قمتكم، ورؤية الرئيس بوش وخارطة الطريق مستلزمات هذا السلام الذي هو خيار أمتنا الإسلامية أيضاً، وعلى هذه الأسس ذهبنا إلى مؤتمر أنابوليس وقبلنا بإجراء مفاوضات تقود إلى اتفاق سلام خلال عام 2008، شرط أن تتوفر تهدئة على الأرض، أي إيقاف كافة الأعمال العدوانية والعسكرية وكذلك التوسع الاستيطاني والاعتقالات والحواجز، غير أن ما يجري على الأرض حتى الآن مخالف لكل ذلك، حيث تعرض قطاع غزة ولا يزال إلى حصار محكم والى عدوان أودى بحياة العشرات من المواطنين الأبرياء، نساءً وأطفالاً وشيوخاً، وهو أمر ندينه ونرفضه ولا نقبل به تحت أية ذرائع.

أما مدينة القدس قبلتنا الأولى ومسرى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم-، فإنها بمقدساتها الإسلامية والمسيحية في خطر حقيقي، حيث تتواصل وبوتيرة متسارعة عمليات التهويد والحفريات التي تجري في كل ركن من أركان المدينة المقدسة وتحت مختلف الذرائع والمسميات، وأخطر الحفريات تلك التي تجري تحت أساسات المسجد الأقصى.

إن شعبنا في المدينة يواجه حملة تطهير عرقي عبر مجموعة من القرارات الإسرائيلية، كفرض الضرائب الباهظة أو منع البناء أو إغلاق المؤسسات الفلسطينية، مضافاً إلى ذلك عزل المدينة عن محيطها في الضفة الغربية نتيجة بناء جدار الفصل العنصري.

إن تعزيز صمود أهلنا في المدينة، ومنع إحداث خلل ديموغرافي يتطلب دعماً استثنائياً من دول وشعوب منظمتنا، يبدأ بالتعريف بالأخطار، وصولاً إلى تخصيص يوم من أجل القدس على سبيل المثال، أو أن تقوم كل دولة أو مجموعة من الدول بتبني ورعاية حي من أحياء القدس الشريف، يقول صلى الله عليه وسلم، في حق القدس ومسجدها الأقصى: 'ائتوه فصلوا فيه، فمن لم يستطع أن يأتيه، فليبعث بزيت يُسرجُ في قناديله، فإن من أهدى إليه زيتًا، فكان كمن أتاه'.

الإخوة القادة،

إننا ندرك بأننا نخوض مفاوضات صعبة نحتاج خلالها إلى كل دعمكم وتأييدكم، وأطمئن الجميع بأننا سنستمر في التمسك بثوابتنا الوطنية، فلا حل دون القدس واللاجئين وغيرهما من قضايا الحل النهائي، كما أن مقاومة الاحتلال لا تتخذ شكلاً واحداً، والقرار الوطني لا يحدده تنظيم معين، والالتزام بالشرعية هو حجر الأساس الذي تقوم عليه الوحدة الوطنية في أي مجتمع من المجتمعات، ولذلك فنحن لن نسمح بالمس بالوحدة الجغرافية والسياسية ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة تحت أي ظرف من الظروف، كما نرفض رفضاً مطلقاً الحلول الأحادية أو الدولة ذات الحدود المؤقتة. أحيي الرئيس عبد الله واد على كلمته التي تحدث فيها حول الوحدة الوطنية، وأؤكد له ولكم أننا نبذل جهودنا من أجل استعادة وحدتنا لأننا من دونها لن نستطيع الحصول على حقوقنا وبها سنكون أقوى وأقوى للحصول على حقوقنا التي نسعى إليها.

الأخ الرئيس،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أصحاب السعادة،

أتمنى لمنظمتنا العتيدة، منظمة المؤتمر الإسلامي، النجاح في الاضطلاع بمهامها ومسؤولياتها الجسام، لتعزيز التضامن الإسلامي بين دولنا وشعوبنا، وإرساء قواعد متينة للتعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي فيما بينها، وعمل كل ما من شأنه أن يدعم حقوق أمتنا في أرضها ومقدساتها، ومن أجل مستقبل أفضل لشعوبنا، على طريق التنمية والتفاهم والتقدم والازدهار.

أشكركم على حسن الاستماع، وأتمنى لمؤتمرنا هذا الخروج بالقرارات والتوصيات التي نطمح إليها جميعاً من أجل رخاء ورفاه بلداننا وشعوبنا.

كما أجدد عظيم الشكر وخالص التقدير لفخامة الأخ الرئيس عبد الله واد، على كرم الضيافة، متمنياً للسنغال وشعبه الشقيق دوام الرخاء والتقدم.



'وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان'

صدق الله العظيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته