الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المبعدون عن الأقصى... صلوات وافطارات على عتباته (صور)

نشر بتاريخ: 30/05/2019 ( آخر تحديث: 30/05/2019 الساعة: 18:26 )
المبعدون عن الأقصى... صلوات وافطارات على عتباته (صور)
القدس- تقرير معا- "حرمنا من الدخول للصلاة والرباط في المسجد الأقصى خلال أيام شهر رمضان..نسمع الآذان من منازلنا ونمنع من الدخول..أجسادنا أبعدت لكن أرواحنا داخل مسجدنا"، لسان حال من أبعدوا عن الأقصى خلال الأسابيع الأخيرة بقرارات فرضت عليهم من قبل شرطة الاحتلال.
وبموازاة ذلك تقام على مدار أيام الشهر الفضيل صلوات وجلسات تلاوة للقرآن وافطارات على عتبات الأقصى لعلها تخفف ألم إبعادهم عنه، بالوصول والبقاء في أقرب نقطة إليه.
وفي لقاء وكالة معا مع نائب مدير أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات والمبعد عن المسجد الأقصى لمدة 4 أشهر قال :"في الوقت الذي تضمن القوانين العالمية حرية العبادة نحن نحرم من الوصول والصلاة في بركة رمضان والقرآن، ولكن رغم منعنا أشعر بأنني أصلي في داخل الأقصى، فقرارات الإبعاد هي انتصار للأقصى، أن انتصر للأقصى وأصلي في أي مكان هو انتصار للأقصى، فلا يعني أن اصلي داخل الأقصى فيضيع المسجد واسكت عما يجري وينتهك يوميا فيه."
وشدد الشيخ بكيرات على ضرورة احتشاد المصلين في المسجد الأقصى، فالأقصى يجمعهم والقدس تنتظرهم.
ولفت الشيخ بكيرات، أن قرار ابعاده الأخير الذي تسلمه مطلع آذار الماضي، هو القرار ال19 وبلغ مجموع مدة الابعادات عنه أكثر من 5 سنوات ونصف.
أما الشاب المقدسي المبعد عن الأقصى نظام أبو رموز، والذي يحرم من دخول المسجد في شهر رمضان الفضيل للسنة الرابعة على التوالي، قال :"أرى المسجد الأقصى من منزلي في سلوان وأسمع آذان كل صلاة آتي إلى أبوابه ولا أتمكن من الدخول بسبب قرار الإبعاد الجائر، وفي السنوات الماضية "قبل منعي" كنت أتواجد فيه للصلاة الفروض وصلاة التراويح، وأحيانا أتناول فيه طعام الإفطار واعمل على خدمة الوافدين إليه، أنا في شوق لأدخل الأقصى في شهر رمضان، وكنت أتمنى ذلك لكن قرار الإبعاد الأخير الذي صدر بحقي في شهر شباط الماضي ينتهي أواخر شهر حزيران القادم".
وأضاف أبو رموز :"سأبقى مرابطا على أبواب وعتبات المسجد الأقصى، للتأكيد على أن رسالتنا واضحة وواحدة، وهي أن لا تنازل عن ذرة تراب منه ولن نرضى تقسيم مسجدنا.
وقال أبو رموز ":المبعدون عن الأقصى يؤدون الصلوات على أبوابه ويتناولون الإفطار لأنهم أصحاب حق، وسنبقى على أبواب الأقصى في شهر رمضان وبعده حتى انتهاء قرارات إبعادنا الظالمة".

أما منتهى إمارة من الداخل الفلسطيني المحتل فإبعادها عن الأقصى ومشاق السفر في هذا الشهر لم يثنيها على شد الرحال إليه من مدينة ام الفحم الى القدس لكسب الأجر والثواب، فتأتي وتصلي وتتناول طعام الإفطار على أبوابه، وقالت :"نحن في شهر الخير والبركة والصيام وقراءة القرآن والله ميز هذا الشهر عن كافة الشهور، فاغتنم هذه الفرصة وآتي وأجلس على أبواب الأقصى لنيل الأجر".
وأضافت ":نحن مبعدون عنوة بقرارات ظالمة عن الأقصى ولا يوجد أي مبرر لها، أبعدت أجسادنا عنه لكن أرواحنا تحلق داخله."
وأكد المبعد عن الأقصى عوض السلايمة عضو إقليم حركة فتح في القدس ومسؤول ملف المقدسات أن قرارات الإبعاد عن الأقصى مؤلمة، والحرقة والغصة تزداد خلال هذا الشهر الفضيل، وقال ":منذ 10 سنوات معتاد على مساعدة المصلين الصائمين الوافدين الى الأقصى؛ وتسهيل دخولهم وخروجهم، وتقديم طعام الإفطار لهم، اضافة الى المساعدة والتعاون في تنظيف الساحات والمصليات، لكن قرار الاحتلال حرمنا من ذلك."
وتحرص المبعدة عن الأقصى هنادي الحلواني هي كذلك على الرباط على أبواب الأقصى رغم الإبعاد، وتختار "طريق المجاهدين" بين بابي الإسباط وحطة، المكان الذي شهد رباط الآلاف -خلال هبة البوابات الالكترونية- مكاناً لها، وقالت :"يظن الاحتلال انه سيثنينا ويشعرنا بالقهر والضعف عندما يصدر قرارات إبعادنا عن الأقصى، لكن نحن هنا نستمع للصلوات عبر مكبرات الصوت ونصلي، وهذه ليست المرة الأولى التي أبعد في رمضان عن الأقصى وفي كل مرة أحرص على
التواجد والصلاة على أبوابه".
وآخر قرارات الإبعاد عن الأقصى كانت بحق الشاب ابراهيم خليل من الناصرة، والذي اعتقل وأبعد عن المسجد لمدة أسبوعين، ورغم ذلك أصر على الرباط والاعتكاف على عتباته، فلاحقه الاحتلال وقام أمس بهدم "خيمة الاعتكاف" ومصادرته وحرر له مخالفة مالية، وقال الشاب خليل:" اعتكف داخل الأقصى منذ 12 عاماً، وقرار ابعادي عن الاقصى لم يثنيني عن ذلك، فاخترت التواجد عند أقرب نقطة اليه.
وأوضح المبعدون عن المسجد الأقصى أن سلطات الاحتلال أبعدت العشرات عن المسجد منذ عدة أشهر، وتراوحت فترة الإبعاد بين أسبوعين حتى 6 أشهر، حيث بلغ عددهم أكثر من 170 مبعداً بينهم قيادات دينية ونشطاء ونسوة وفتية وشبان، وذلك عقب "هبة مصلى باب الرحمة"، وفتحه بعد اغلاقه لسنوات، كذلك ابعد بعضهم عن الأقصى في شهر شباط الماضي عقب التصدي لاغلاق وحصار مسجد قبة الصخرة.
وأكد المبعدون أن رسالتهم بتواجدهم على أبواب الأقصى رغم قرارات الإبعاد عنه هي "تمسكهم بحقهم بالأقصى".