ما الذي سيحدث وسط تأهب إسرائيلي.. مناورات أمريكية جديدة
نشر بتاريخ: 09/06/2019 ( آخر تحديث: 09/06/2019 الساعة: 09:40 )
بيت لحم- معا- قال محمد غروي، الصحفي الإيراني، إن التحذيرات التي تطلقها الولايات المتحدة بين الحين والآخر، تعد بالونات اختبار للأطراف كافة، سواء لبنان والعراق أو إيران والمنطقة، وأن التلويح بخيار الحرب في غير محله.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم السبت، أن الولايات المتحدة الأمريكية غير صادقة، خاصة في ظل الحديث عن مفاوضات جديدة بوساطة الجانب الياباني، حيث سيزور وزير الخارجية الياباني، طهران، خلال أسبوع، وهي خطوات جادة.
وتابع أن العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن، أمس الجمعة، أو التصريحات بشأن توجيه ضربات من الجانب الأمريكي أو الإسرائيلي ما هي إلا مناورات سياسية، خاصة أن جميع الأطراف تعرف جدية إيران في مسألة التفاوض بشأن الملف النووي مع التمسك بالشروط الثلاثة التي أعلنتها منذ البداية.
وتتمثل تلك الشروط في عودة أمريكا للاتفاق النووي، ورفع العقوبات الأحادية، بالإضافة إلى الشرط الجديد الذي تحدثت عنه إيران، وهو أن تعوض واشنطن طهران الخسائر التي خسرتها ما بعد الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي.
واستطرد محمد غروي أن الموقف الأمريكي الأخير على لسان وزير خارجيتها يشير إلى استعداد بلاده للجلوس دون أية شروط، إلا أنه على ما يبدو أنهم يناورون طوال الوقت، من خلال التصريحات المتضاربة، والتي تهدف إلى التصعيد قبل التفاوض، من أجل تحسين مستوى الشروط والشروط المقابلة.
وشدد الصحفي الإيراني على أن بلاده تيقنت أن الولايات المتحدة لن تشن أي هجوم خلال الفترة الراهنة، في حين أن الأطراف أو ما يسمونها بـ" الأذرع الإيرانية"، لن تقف صامتة إذا لجأت الولايات المتحدة إلى الحرب أو توجيه ضربات، حسب تصريحاته.
وأكد أن أي محاولة لضرب مركز محور المقاومة سيكون الرد من كل الأطراف، كما قالها السيد حسن نصر الله في وقت سابق، بأن الرد سيكون من الطرف اللبناني أيضا.
من ناحيته، قال سميح صعب، المحلل السياسي اللبناني، إن أمريكا تتحدث بلسانين حيال إيران، وأن معسكر المتشددين بقيادة مستشار الأمن القومي، جون بولتون، في مقابل المعسكر الأقل تشددا، مثل وزير الخارجية مايك بومبيو، وبين الحين والآخر يتدخل الرئيس دونالد ترامب، ليؤكد أن جل ما تريده أمريكا من إيران هي أن لا تكون دولة مسلحة نوويا.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، أن الملاحظ في الفترة الأخيرة، أن المسؤولين الأمريكيين لم يعودوا يتحدثون عن الشروط الـ١٢، التي تقدموا بها قبل عام.
وتابع أن بومبيو قال صراحة قبل أيام، أن واشنطن مستعدة لمفاوضات من دون شروط مسبقة، وأن ذلك ترافق مع تكثيف الوساطات الدولية، من سلطنة عمان إلى العراق إلى اليابان، فيما يتردد الحديث عن وساطة ألمانية، حيث أتت الوساطتان الألمانية واليابانية عقب لقاءين عقدهما ترامب في الأيام الاخيرة مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، والمستشارة الألمانية، انغيلا ميركل.
ويرى صعب أن اللافت للنظر أن التقرير الذي رفعته دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية والنرويج عن تفجير أربع ناقلات للنفط قبالة سواحل إمارة الفجيرة، لم يسم دولة بعينها كمسؤولة عن هذه الهجمات، وأن كان تطرق بشكل عام إلى دور "دولة" في المسالة.
ويستشهد صعب بأن المواقف الأمريكية التي تخلت عن الشروط ال١٢ إلى ممارسة دول الخليج ضبط النفس وعدم التصعيد، وحرص إيران على القول بأنها لا تريد الحرب، تعد كلها إشارات تدل على عدم رغبة الأطراف في التصعيد، والذهاب إلى الخيار العسكري الذي سيعني تفجيرا واسعا في المنطقة، لن تنجو منه حتى إسرائيل، وهو ما أكده الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله قبل أيام.
ونقلت " RT" أن مصادر إسرائيلية أن تل أبيب تلقت معلومات من الولايات المتحدة بشأن قرب توجيه ضربة عسكرية لإيران.
ونقل موقع "إندبندنت عربية" عن مصدر عسكري إسرائيلي أن واشنطن طلبت من تل أبيب أن تكون على أهبة الاستعداد لاستيعاب أي هجوم صاروخي من لبنان أو سوريا أو قطاع غزة، خلال الفترة المقبلة.
وأكد المصدر أن هذه التحذيرات تأتي بسبب نية الولايات المتحدة توجيه "ضربة عقابية لإيران بعد استهدافها سفنا في ميناء الفجيرة الإماراتي، وتدبيرها الهجوم على مصافي نفط سعودية".
ووصف وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، ادعاء الأمريكيين استعدادهم للتفاوض مع بلاده دون شروط مسبقة، بأنه "كذب وخداع"، وذلك بناء على سوابقهم في هذا المجال.
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن حاتمي، القول: مثل هذه التصريحات الصادرة عن مسؤولي البيت الأبيض كاذبة وخادعة ومراوغة، لأنهم نفذوا لغاية الآن العشرات من الشروط والشروط المسبقة أحادية الجانب وغير القانونية ضد بلادنا.