الإغاثة الزراعية تحتفل بيوبيلها الفضي على ارض المتنزه المهدد بالهدم في عزون
نشر بتاريخ: 14/03/2008 ( آخر تحديث: 14/03/2008 الساعة: 20:09 )
جنين- معا- احتفلت الإغاثة الزراعية بيوبيلها الفضي على ارض المنتزه المهدد بالهدم في بلدة عزون تحديا لقرار سلطات الاحتلال بإزالته وتدميره، وتحديا للمهلة الزمنية التي أعطاها المحتلون لبلدية عزون، والتي تنتهي يوم 15/3/2008.
وقد حشدت الإغاثة الزراعية جزء كبيرا من طاقاتها لإنجاح هذا الحفل، ووجهت الدعوات لكل الهيئات والمؤسسات الرسمية والأهلية لحضور هذا الاحتفال.. وبالفعل وصل إلى ارض المتنزه-- حيث يقام الاحتفال-- معظم قادة الرأي العام في المحافظة، ومدراء وممثلي جميع الهيئات والمؤسسات الرسمية والشعبية، وحشد كبير من النساء منتسبات جمعيات التوفير والتسليف في المحافظة، وجمعيات تنمية المرأة الريفية، إلى جانب عدد كبير من أعضاء اتحاد المزارعين، وأصدقاء ومتطوعي الإغاثة الزراعية من مختلف التجمعات السكانية في محافظة قلقيلية، بالإضافة إلى حشد كبير من أهالي بلدة عزون ( بلغ عدد الحضور 600 شخصية بين امرأة ورجل ).
وابتدأ الحفل بكلمة لعريفة الحفل السيدة وفاء جودة-- مرشدة جمعية التوفير والتسليف في محافظة قلقيلية التي رحبت بالحضور وتحدثت عن دوافع إقامة هذا الحفل في المتنزه، وكذلك تحدثت عن مسيرة الإغاثة عبر ربع قرن من الزمان، كما أشارت إلى أن الحفل وان كان على شرف اليوبيل الفضي للإغاثة الزراعية فإنما هو أيضا يأتي بمناسبة مرور أربعة أعوام على تأسيس جمعية التوفير والتسليف في محافظة قلقيلية، وعلى شرف الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، ثم عزف النشيد الوطني الفلسطيني، وبعدها وقف الحضور دقيقة حداد إجلالا لأرواح الشهداء.. ثم تحدث السيد سميح النصر نائب محافظ محافظة قلقيلية.. الذي أشاد بجهود وانجازات الإغاثة التنموية، ودورها في تعزيز صمود السكان، بوجه محاولات الاقتلاع .
من جانبه فقد رحب الدكتور سامر الأحمد مدير فرع الشمال في الإغاثة الزراعية بالجمهور واستعرض انجازات الإغاثة الزراعية في عموم مناطق شمال الضفة الغربية خلال عام 2007، وأشاد بالتعاون مع المؤسسات الشريكة، وبجهود المتطوعين، مؤكدا عزم الإغاثة الزراعية على مواصلة مسيرة العطاء التي بدأتها منذ ربع قرن في خدمة قضايا التنمية في الريف الفلسطيني.
ثم تحدثت السيدة باسمة شواهنة أمينة سر جمعية التوفير والتسليف في محافظة قلقيلية-- التي حيت الإغاثة الزراعية في يوبيلها الفضي، واستعرضت تاريخ عمل جمعية التوفير والتسليف وانجازاتها في المحافظة، مؤكدة على أن الجمعية تتقدم بخطى واثقة نحو مستقبل كبير، وأنها تسير باتجاه توسع ملحوظ في عدد المنتسبات وفي عدد الفروع.. وتحدث أيضا السيد إياد خلف-- المكلف برئاسة بلدية عزون-- فأشاد بدور الإغاثة الزراعية التنموي والوطني، وبعلاقة التعاون التي تربط البلدية بالإغاثة الزراعية، كما وتحدث عن السياسات والممارسات والضغوط، التي توجهها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد بلدة عزون، والتي يعتبر تدمير المتنزه والتهديد بإزالته كليا واحدا منها، مؤكدا على أن بلدية عزون وأهالي عزون سيواصلون الصمود على أرضهم، وتحدي ومواجهة عسف الاحتلال وجرائمه.. ثم تحدث السيد طارق عميري -- مدير الحكم المحلي في المحافظة-- الذي قيم عمل الإغاثة الزراعية في المحافظة بأنه يندرج في الجهد المقاوم لكل مخططات الاحتلال، الهادفة لابتلاع الأرض الفلسطينية، عبر سياسة تسعير الاستيطان وإقامة الجدران العنصرية.
وتحدثت السيدة فدوى خضر مديرة جمعية تنمية المرأة الريفية فأشادت بدور الإغاثة الزراعية في تنمية الإنسان وموارده المادية، وبالنظرة التقدمية للإغاثة الزراعية تجاه المرأة، وتحدثت عن مناسبة الثامن من آذار، وحيت المرأة الفلسطينية الصامدة الكادحة، التي تناضل في كل الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. هذا وتخلل الاحتفال كلمات وقصائد ألقاها مجموعة من الأطفال ( عبد الله حنون وهبة مروان وحنين إبراهيم ، حيث تحدث جميعهم عن الم ووجع الأطفال الفلسطينيين، وعن الحرمان من الطفولة السعيدة، بسبب سياسات البطش والتنكيل والإغلاق والحصار والحواجز والمداهمات الليلية، التي يقوم بها جنود الاحتلال، ووجهت الطفلة فرح مأمون دروزة رسالة إلى الضمير العالمي، تطالبه بالتحرك لنصرة العدالة والوقوف بوجه الظلم، وفي وجه من يتوعدون شعب فلسطين بالمحارق على طريقة الهولوكوست.. هذا وشارك في الحفل 3 فرق كشافة قدمت عروض رائعة، وكانت الفرق من ( مدرسة بنات عزون الأساسية ومدرسة فاطمة غزال ومدرسة ذكور عزون المتوسطة ) .
وفي نهاية الحفل جرى سحب جوائز للنساء عضوات جمعية التوفير والتسليف اللواتي زادت أرصدتهن في جمعية التوفير والتسليف عن 500 دينار ( وكان عددهن 33 سيدة )، وكذلك تم تكريم السيدة سهام مصطفى مصلح التي بلغ رصيدها 5305 دينار كما جرى تكريم أمينات صناديق جمعية التوفير والتسليف، وعضوات الهيئات الإدارية فيها.. كما تم تكريم العديد من المؤسسات والشخصيات الداعمة لجمعية التوفير والتسليف.
وعلى هامش الاحتفال تم تقديم عرض مسرحي للدمى من فرقة الكتاب المقدس، بحضور أعداد كبيرة من الأطفال الذين شعروا كثيرا بالفرح، وارتسمت البسمة على شفاههم، بعد أن كادوا ينسون معنى الابتسام والفرح.
وقد اختتم الاحتفال بزراعة مجموعة من الأشجار على ارض المتنزه كعمل رمزي دلالة على تمسك وتشبث المواطنين بأرضهم ورفضهم لقرار المحتلين تدمير وإزالة المتنزه.
هذا وقال السيد خالد منصور مسئول العمل الجماهيري في الإغاثة الزراعية أن احتفالات الإغاثة الزراعية في اليوبيل الفضي ستتواصل في كل محافظات الوطن، وعلى مدار العام 2008 كله، وان هذه الاحتفالات ستأخذ جميعها طابعا وطنيا هادفا، إيمانا من الإغاثة الزراعية بان نجاحها الحقيقي يكمن في مدى قدرتها على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، من خلال بناء قدراته والمساهمة في عملية توفير الأمن الغذائي له.