الإثنين: 16/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

وحدة مصادر اللاجئين والهجرة الدولية في جامعة بيرزيت تعقد يوماً دراسياً حول "اللاجئين: قضايا مقارنة"

نشر بتاريخ: 16/03/2008 ( آخر تحديث: 16/03/2008 الساعة: 14:38 )
رام الله - معا - عقدت وحدة اللاجئين والهجرة الدولية في جامعة بيرزيت، يوم السبت، يوماً دراسياً بعنوان "اللاجئون الفلسطينيون: قضايا مقارنة"، بحضور سفيرة فلسطين في بلجيكا والإتحاد الأوروبي ليلى شهيد ورئيس الجامعة د. نبيل قسيس، ومدير معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية د. مجدي المالكي وعدد من الأكاديميين والباحثين والطلبة.

وأكد د. قسيس أن قضية اللاجئين تقع في مركز الاهتمام الوطني، وهي إن كانت قد ألقت بأثرها بشكل مباشر على نصف الشعب الفلسطيني تقريباً إلا أنها قضية جميع الفلسطينيين، موضحاً أن معاناة اللاجئين الفلسطينيين لم تقتصر على تهجيرهم القسري عن أرض وطنهم، وإنما شملت لاحقاً أشكالاً من الهجرة الاضطرارية بحثاً عن لقمة العيش أو المأوى الآمن، حيث بات المجتمع الفلسطيني يعاني أيضاً من هجرة العديد من خيرة أبنائه من الكفاءات المهنية والعقول والخبرات النادرة.

وأشار د. قسيس إلى دور جامعة بيرزيت بتوفير مصادر المعلومات وبناء قاعدة البيانات والوثائق التي تغطي كافة الجوانب القانونية وقضايا اللجوء والهجرة في العالم، بالإضافة إلى دورها في تشجيع الطلبة والباحثين على إجراء الدراسات والأبحاث الأكاديمية في قضايا اللجوء والهجرة، ودراسة تجربة اللجوء الفلسطيني وتجارب الشعوب الأخرى في هذا الشأن.

ومن ناحيته أوضح د. المالكي أن قضية اللاجئين تحتل أهمية مميزة لدى المؤسسات الفلسطينية العامة والخاصة، فهي المظهر الأبرز للقضية الفلسطينية، بل هي قضية شعب، وفي الوقت ذاته قضية فردية لغالبية الفلسطينيين الذين انتزعوا من أرضهم، وأصبحوا يحملون اسم لاجئ سواء أكانوا في أرض فلسطين أو في الشتات، ورغم هذه الأهمية البالغة إلا أن المؤسسات الأكاديمية وخاصة الجامعات الفلسطينية قد تأخرت في تركيز جزء هام من جهودها لتناول قضايا اللاجئين بشكل أكاديمي متميز.

وأشار د. المالكي أنه وفي دراسة قامت بها الوحدة من خلال دراسة إصدارات المؤسسات المحلية في الضفة والقطاع، كشفت أن الدراسات التي تعالج قضايا اللاجئين من منظور أكاديمي كانت وما زالت محدودة قياساً بالكم الكبير من الإصدارات حول قضايا اللاجئين، والغياب شبه التام للدراسات حول الهجرة الخارجية والداخلية، مؤكدا انه ومن هذا المنطلق تم تأسيس وحدة مصادر اللاجئين والهجرة الدولية في الجامعة لتكون بذلك أول وحدة تعنى بتسليط الضوء على قضايا اللاجئين الفلسطينيين بأبعادها القانونية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية من منظور أكاديمي مقارن ضمن السياق المحلي والإقليمي والدولي، بمشاركة خبراء محليين ودوليين في قضايا اللجوء.

وقد دارت الجلسة الأولى حول "واقع اللاجئين الفلسطينيين: التحولات والآفاق"، والتي ترأسها أستاذ العلوم السياسية في الجامعة د. علي جرباوي.

فقد أشار مدير الأبحاث في المركز الفرنسي للدراسات الديمغرافية د. يوسف كرباج إلى أهمية دراسات اللاجئين والهجرة في التحولات الديمغرافية، فدراسة الديمغرافية في الشتات هي مدعاة للاهتمام خاصة من الناحية الاقتصادية، مشيراً إلى دور الهجرة في تحديث الأنماط الاجتماعية، مشدداً أن الانسحاب الإسرائيلي من غزة يخدم عدة اعتبارات أبرزها بقاء اليهود في فلسطين التاريخية.

وبدوره تناول رئيس دائرة القانون ومدير برنامج الماجستير في القانون د. ياسر العموري في ورقة بعنوان: "القانون الدولي وحقوق اللاجئين الفلسطينيين"، عدة تساؤلات أبرزها تعريف اللاجئ الفلسطيني، والقيمة القانونية للقول بأن حق العودة يعتبر من قبيل الحقوق الفردية أو الجماعية والحماية القانونية المترتبة عليه، كما أشار إلى العلاقة بين حق العودة والحق الجماعي للشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

واستعرض مستشار وحدة اللاجئين والهجرة الدولية ساجي سلامة في ورقته بعنوان "اللاجئون الفلسطينيون في البلدان العربية المضيفة: تباينات الواقع والمشكلات"، بعض أشكال معاناة اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة كالأردن ومصر وسوريا ولبنان والعراق واللاجئون الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة فيما يتعلق بأوضاعهم المعيشية والاقتصادية والصحية والتعليمية، والمعاناة الأكبر والتي تكمن في الإشكاليات الناجمة عن التشريعات والقوانين التي تمس حقوقهم المدنية والإنسانية، متناولاً كيفية تطور وضع اللاجئين في هذه الدول وتشكل العلاقة بين مجتمعات اللاجئين ومجتمعات الدول المضيفة.

وبدوره، أعطى نائب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا فيليبو غراندي إطلالة إجمالية على دور الأونورا، وبرامج عملها والآفاق المستقبلية، مشيراً أن الانروا وبتركيزها على الخدمات العامة ساهمت في توفير الحماية والإغاثة والحصول على المعرفة والموارد التي تضمن الحياة الكريمة في ظل غياب حل سياسي.

ودارت الجلسة الثانية التي ترأسها رئيس دائرة العلوم السياسية في الجامعة د.سمير عوض حول "بعض قضايا اللجوء الفلسطيني والدولي"، حيث تناول د. نديم شحادة من برنامج دراسات الشرق الأوسط التابع لمؤسسة تشاذم هاوس اللندنية قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مسلطاً الضوء على قضية نهر البارد، مشيراً إلى ما تعرض له اللاجئون الفلسطينيون في أعقاب الغزو العراقي للكويت.

وأوضح د. شحادة انه على الرغم من الخسائر التي ألحقتها أزمة نهر البارد إلا أن العلاقات بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة اللبنانية ما زالت علاقات إستراتيجية، حيث كان هناك وعود وحوارات حول إعادة ترميم المخيم، الأمر الذي طرح تساؤلات حول حقوق ملكية اللاجئين داخل المخيم الذين يملكون في المخيم أكثر مما يملكون في وطنهم.

وتناول الباحث في مركز دراسات اللاجئين في جامعة أكسفورد د.عباس شبلاق أفكاراً وتصورات حول الشتات الفلسطيني في أوروبا كواقع الجاليات الفلسطينية في جزر الكناري، متناولاً ما تعرض له الفلسطينيون من هجرات، مشيراً أن "الدياسبورا الفلسطينية-الشتات" لا تتعارض كمفهوم مع حقوق اللاجئين للعودة.

في حين استعرض البروفيسور في معهد دراسات التنمية في لندن د.بيتر لويزوس العوامل المؤثرة على حياة اللاجئين والنازحين على المدى البعيد متخذاً حالة النازحين من القبارصة اليونانيين نموذجاً على ذلك.

واختتم المؤتمر بالجلسة الثالثة التي ترأسها رئيس دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية في الجامعة د. عبد الكريم البرغوثي بعنوان "صورة اللاجئين الفلسطينيين لدى الأخر".

وقدم أستاذ التاريخ في جامعة ولاية ايلينوي في الولايات المتحدة د. عصام نصار ورقة حول "تجربة اللاجئين الفلسطينيين في صور-عرض لصور وتحليل لصور أرشيف الأونوروا"، مشدداً على ضرورة إعادة فهم الصورة وذلك بتجريدها من تعليقها وعمقها المؤسساتي، والنظر إليها بعمق إنساني.

واستعرض أستاذ التاريخ والدراسات الدولية في الجامعة د.روجر هيكوك قضية تشكيل الذاكرة الفلسطينية من جانب المراسلين والمحررين والحكومات في ظل النكبة منذ عام 1947-1949.