الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"أكشن ايد" و"رستلس" تصدران تقريرا حول دور الشباب في إنقاذ حياة الناس

نشر بتاريخ: 29/06/2019 ( آخر تحديث: 29/06/2019 الساعة: 11:31 )
الخليل- معا- أصدرت مؤسسة الأكشن إيد الدولية بالشراكة مع مؤسسة رستلس للتنمية تقريراً يظهر أن الشباب الذين يواجهون الأزمات والكوارث المتعاقبة، هم اللاعبين الأساسيين في عمليات الإنقاذ لأكثر الفئات المعرضة للخطر، كما لهم من دور جلي في إعادة الإعمار وتحسين ظروف حياتهم ومجتمعاتهم بأنفسهم. إلا أن الشباب لا ينجحون في تسليط الضوء على أثر الأزمات/ الكوارث عليهم، وتوثيق التجارب التي يتم إشراكهم بها في العمل الإنساني كفاعلين حقيقيين في الميدان، دون أن يكون لهم تأثير حقيقي في عملية صنع القرارات وإدارتها. هذه النتيجة الختامية التي توصل لها التقرير"نقل السلطة للشباب -كيف يستطيع الشباب القيادة وإيجاد الحلول في العمل الإنساني"، حيث تم استخلاص تلك النتيجة من خلال مشاركة 400 شاب/ة في 54 دولة حول العالم. تم جمع المعلومات في التقرير من خلال عمل مؤسسة الأكشن إيد في فلسطين (غزة والضفة الغربية) والأردن ونيبال وسيراليون وكينيا ومينمار وبنغلادش وغيرها.
وعلق المدير العام لمؤسسة أكشن إيد-فلسطين إبراهيم إبريغيث على التقرير قائلا "يطالب الشباب بالاستماع لهم وأخذ أرائهم بعين الاعتبار، خاصةً في حالات الطوارئ والأزمات. إنه من واجبنا نحن كمنظمات إنسانية أن نتعامل مع الحقيقة المزدوجة، المتمثلة في أن العالم يشهد تواتر وشدة متزايدين للأخطار الطبيعية وتفشي الأمراض والأزمات/الحروب من صنع الإنسان، بينما يستضيف أيضا أكبر جيل على الإطلاق من الشباب. خيارنا ليس ما إذا كنا نشركهم، بل كيف، لأنه لا يمكن ولا ينبغي التغاضي عن تلك الحقائق."
يظهر التقرير أيضا أن النساء الشابات يتأثرن بشكل كبير بالأزمات ويجب أن يتم الاعتراف بدورهن القيادي وتقديره عند حدوث الأزمات. أن تكون امرأة شابة في منطقة الكوارث هو بالأمر بالغ الخطورة بسبب تكرار حدوث العنف المبني على النوع الاجتماعي والقاء الأعباء الثقيلة على النساء كراعيات للأسر المشردة بفعل الكوارث. تنعكس حالات الطوارئ والأزمات طويلة الأمد على الشباب والشابات بشكل سلبي، بحيث تؤثر على فرصهم/ن على المدى البعيد في حين إقصائهم/ن من المشاركة في صنع القرار. وبذلك يتحمل الشباب خطر تهميشهم في هيكلية القوة القائمة ويتم حرمانهم من الوصول الى مساحات الدعم وصنع القرار الذين هم في أمس الحاجة لها لإعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم.
ومن أهم التوصيات التي خلص لها التقرير: يتضرر الشباب بشكل مضاعف في الأزمات طويلة الأمد وحالات الطوارئ ولذلك يجب أخذ احتياجاتهم بعين الاعتبار من منظور متعدد الجوانب. ولا بد أن يكون الشباب في مركز العمل الإنساني ولا بد من دعمهم أثناء مشاركتهم وقيادتهم للاستجابة الإنسانية. ويضاف الى ذلك، هنالك تحديات طارئة تواجه الشباب كالحرمان من التعليم وتدهور الصحة النفسية والعنف الجنسي ولا بد من إعطاء هذه التحديات الأولوية، من حيث التأهب، التصدي والاستجابة. كما أن أول المستجيبين لحالات الطوارئ والكوارث هم الشباب ولذلك لا بد من التأكيد على دورهم في مواقع صنع القرار والقيادة في كل مرحلة من مراحل العمل الإنساني.
وأظهر التقرير من خلال تقييم لبعض البرامج التي تنفذها مؤسسة الاكشن ايد-فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة التي تساعد الشباب الفلسطيني على تطوير خطط التأهب والاستجابة أن الممارسات الصحيحة لا تمكن الشباب فقط في بناء هذه الخطط فحسب، بل تساعدهم أيضا على ضمان أن تلك الخطط ملائمة بشكل فعال مع خطط غيرهم من الفاعلين في المجال ذاته. كما أظهر التقرير أن نقاط الالتقاء بين الشباب والشابات وغيرهم من الفاعلين الذين يقودون عمليات الاستجابة يجب أن يتم دمجها في البرامج ويجب التركيز عليها في تحديد آليات الدمج وأوقات العمل الجماعي. في قطاع غزة على سبيل المثال، يشكل الشباب والشابات جزءاً من لجان الاستجابة التي اسستها مؤسسة الأكشن- إيد في فلسطين وشركاؤها. وأظهر التقرير تغير العادات السائدة تدريجيا من خلال المشاركة في أعمال التأهب والاستجابة كون الشباب يعملون ضمن مجموعة وينشطون في مساهمتهم وقيادتهم. وتميز الشباب الذين تمت مقابلتهم بتنظيمهم الجيد وتضافر أعضاء لجان التأهب والاستجابة لحالات الكوارث والأزمات. كما أن الشباب المستطلعين أظهروا فهما متطوراُ لحقوقهم وقيادتهم على المستوى المحلي.