السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللاجيء خليل حسين يستصرخ العدل والضمير الانساني لتوفير اوراق ثبوتية له ولاولاده

نشر بتاريخ: 19/10/2005 ( آخر تحديث: 19/10/2005 الساعة: 08:00 )
لبنان- معا- لم يتخلى اللاجيء الفلسطيني يوما عن الامل وعن تمسكه بحقه في الحياة بكرامة فوق ارضه ووطنه الحر المستقل , هي المأساة زادهم اليومي والملاحقة والخوف والحصاروالخوف على المصير وعلى العائلة تقض مضاجعهم شبان ورجال لبوا نداء الواجب والدفاع عن الوطن والامة , حملتهم النخوة والايمان بعدالة قضيتهم الى مشارق الارض ومغاربها , اقتلعهم المحتل الاسرائيلي من وطنهم عنوة وأغلقت بوابات الوطن في وجهوهم لكنهم حاولوا الدخول الى عمق التاريخ والوطن نجح الكثير منهم وطارد العدو هناك فوق جبال القدس ورام الله والخليل واللد وكل شبر من ارض فلسطين, منهم من استشهد واخرون اعتقلوا ثم طردوا ثانية خارج الوطن , هم في الوطن والوطن فيهم لم يغادرهم يوما تجلس معهم يحدثونك عن بيارات حيفا ويافا واريحا وعنب الخليل والمسجد الاقصى والقدس الشريف, هاماتهم مرفوعة, اثقل ظهورهم هموم حياتهم وضبابية المستقبل.

خليل محمد حسين لاجيء فلسطيني من مدينة يافا لجأت في العام 1948 الى مخيم الفارعة بالقرب من مدينةنابلس, وفي العام 1967 نزحت مع أهلي واقاربي الى الاردن نتيجة الاحتلال الاسرائلي الصهيوني ومجازره للضفة الغربية , لكن رحلة النزوح واللجوء والتشرد لم تكمل دورتها معي , ارادت أن تلطمني بامواجها العاتية لترميني بعيدا في منافي جديدة وهذا ما كان ففي العام 1970 وعلى اثر مجازر ايلول الاسود غادرت الاردن الى لبنان مرورا بسوريا وانا الشبل في حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " حيث تعرفت على بعض الحركات الرياضية والتدريبات البسيطة وعلى بندقية "السيمنوف " في معسكر " شلنر " للاشبال .

وفي لبنان استقر بي وبعائلتي المقام في مخيم شاتيلا للاجئيين الفلسطينين, وانا اكبر ويكبر معي حلم فلسطين والعودة والتحرير ولكنها مشيئة الله أن ابقى لاجئا بعيدا عن ارضي ووطني .

في السبعينيات كان يكفي ان تحمل بطاقة منظمة التحرير الفلسطينية " بطاقة الثورة الفلسطينية " لكي تتنقل في ارجاء لبنان , ولكن كان الافضل لك ان تتحاشى المرور على حاجز القاسمية للجيش اللبناني, لانه قد ينتهي بك المطاف الى التوقيف والسجن, وفي تلك الفترة الزمنية يكفي ان تملك بطاقة من منظمة التحرير الفلسطينية لتنجز على ضوئها معاملاتك في المحاكم الشرعية وبعض الدوائر الرسمية اللبنانية وهذا من ميزات اتفاقية القاهرة التي ابرمت في اواخر الستينيات بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة اللبنانية, ونظم بموجبها الوجود الفلسطيني في لبنان .

وفي مخيم شاتيلا، عقد خليل قرانه على من اختارها شريكة لحياته، وفي العام 1984 صادفته أول مشكلة، عندما ولد لهما طفلهما الأول، ولم يستطيع استخراج وثيقة ميلاد رسمية له مسجلة في الدوائر الرسمية اللبنانية ومصادق عليها من قبل دائرة النفوس أو شؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.وبالفعل عقدت قراني على من اخترتها شريكة لحياتي, ينظر الي خليل محملقا وهو

ولخليل اليوم اربعة ولدان وبنتان وقد أصبحوا شبانا وصبايا, ولا يملكون اية اوراق ثبوتية او بطاقات هوية تدلل وتثبت شخصيتهم, فهم لايستطيعون مغادرة المخيم الذي اسكنه اليوم " مخيم عين الحلوة " وبذلك حرموا من اكمال دراستهم الجامعية ولايستطيعون العمل خارج المخيم وذلك بسبب فقدانهم الاوراق الثبوتية او ما يعرف عليهم من اوراق رسمية .

وقد زاد من معاناة خليل واولادي القرارات الاخيرة التي اتخذتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينين الانروا بحرماننا من الاستفادة من خدماتها الصحية والاستشفائية بعياداتها ومراكزها الطبية او اي نوع اخر من الخدمات تحت مبرر اننا لانملك بطاقة لاجئيين فلسطينين في لبنان .

وكان خليل اصيت بمرض السكري وقد نقل الى احدى العيادات للعلاج وهو في حالة مرضية شديدة حيث رفض المشرفون عليها تقديم اي نوع من العلاج او اعطائه تحويل منها الى اي من المتشفيات المتعاقدة معها " الانروا " الى ان تدخلت منظمة التحرير الفلسطينية وتكفلت بتغطية علاجه على نفقتها .

وحالة خليل ليست الوحيدة فهناك زملاء كثيرون وضعهم وحالتهم مشابهة والذين وحسب اعتقادي يبلغ تعدادهم " 25" الف نسمة موزعين في كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان, مضيفا انه لا يستطيع الخروج من المخيم او العمل بسبب المرض وعدم توفر الاوراق
الثبوتية لديه ولاولاده الذين اصبحوا شبانا ولا يستطيعون اكمال تعليمهم في المعاهد " كمعهد سبلبين" او الجامعا ت لعدم توفرالاوراق الثبوتية مما جعلهم وتحت ضغط الحاجة والعوز الى العمل بأعمال شاقة لاتتناسب معهم من الناحية الجسدية والمعنوية" اعمال العتالة والباطون " داخل المخيم من اجل اعالة انفسهم .

ويتابع "ان ابنته ايضا انفصلت عن خطيبها حين وقفت الاوراق عائقا امام اكمال مراسيم الزواج الرسمية " عقد القران " وابنه الكبير الذي اصيب بصدمة نفسية حينما اضطر للانفصال عن الفتاة التي اختارها ان تكون شريكة لحياته وكل ذلك بسبب عدم توفر الثبوتيات الشخصية لدينا.

ويطرح خليل وأمثاله الكثيرون سؤالاً: إلى متى سنبقى لاجئين، ولا نملك أية أوراق ثبوتية، وإلى متى نبقى وأولادنا في مهب الريح العاتية ؟وقد أصبح لدينا سلطة وطنية فلسطينية في ارض الوطن ولها مؤسساتها ووزاراتها وجواز سفر فاذا كانت السلطة الوطنية الفلسطينية ولعوامل وظروف محيطة بها غير قادرة على تأمين " جوازات سفر " لنا, واذا كانت " الانروا " والتي انشأت اساسا من اجل غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينين هي
ايضا تخلت عنا, اذا من المسؤول عن اطفالنا ومستقبلهم وتوفير الحياة الكريمة لهم ؟ .