باحثون وخبراء يدعون الى وضع استراتيجية متكاملة للتعليم التقني والمهني
نشر بتاريخ: 17/03/2008 ( آخر تحديث: 17/03/2008 الساعة: 10:54 )
غــزة- معا- دعا باحثون وخبراء إلى العمل الجاد لوضع إستراتيجية متكاملة للتعليم التقني والمهني في فلسطين، إضافة للعمل على زيادة الوعي في أوساط المجتمع الفلسطيني بأهمية التعليم التقني ودوره في التنمية الشاملة.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها معهد غزة التقني فرع كلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية في خانيونس تحت عنوان " المخطط الهيكلي لمعهد غزة التقني" بحضور عميد الكلية الدكتور يحيي السراج ورئيس المعهد المهندس وسام ساق الله والأستاذ عماد الحديدي القائم باعمال مدير التعليم العالي بغزة إضافة لممثلي عدد من المعاهد والكليات المهنية وممثلين عن بلديتي رفح وخانيونس وعدد من العاملين ورؤساء الأقسام والوحدات في الكلية.
وفي كلمة له خلال الورشة أوضح الدكتور السراج أن الهدف من تنظيم ورشة العمل هذه هو وضع تصور متكامل ومناقشة مخطط هيكلي برؤية واضحة لمباني المعهد لتقديم أكبر قدر من الفائدة للطلبة والمستفيدين من أبناء المجتمع بحيث نصل لأعلى درجة من الاستغلال والاستفادة من الإمكانات المتاحة، داعيا المشاركين لأن يقدموا ما لديهم من رؤى وتصورات وقدرات وخبرات علمية لخدمة التعليم المهني والتقني في المعهد من اجل النهوض بالمجتمع والرقي به حتى يواكب الدول المتقدمة.
واقع وطموح
من ناحيته استعرض المهندس ساق الله أمام المشاركين المراحل التي مر بها المعهد بدء من النشأة ومرورا بافتتاح بعض الاختصاصات التقنية موضحا أهم الاختصاصات والخدمات التقنية والمهنية التي يقدمها للطلبة والمجتمع المحلي مضيفا بان كلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية عملت على فتح معهد غزة التقني وذلك استجابة لحاجة مؤسساتنا وطلبتنا ومجتمعنا للتعليم التقني والمهني مشددا على ان الكلية حرصت على اختيار هذا الموقع للمعهد ليكون منسجما مع التوزيع الجغرافي للمعاهد والكليات في محافظات القطاع وأضاف ان الكلية تعمل بشكل مستمر وحثيث لإعداد المختبرات العلمية والالكترونية وذلك من اجل تهيئة بيئة دراسية مناسبة للطلبة لتخدمهم في حياتهم الدراسية.
واستعرض المهندس لؤي القريناوي المدير التنفيذي لمعهد غزة التقني طموحات المعهد وخطته التطويرية للارتقاء بواقع التعليم المهني والتقني في قطاع غزة, ودعا القريناوي المشاركين لإبداء الرأي في تحديد الاختصاصات الممكن فتحها في معهد غزة التقني إضافة للمراكز الخدماتية الممكن أنشاؤها علي أرض المعهد للنفع العام والتي من الممكن ان تتمثل في ورشة صيانة للسيارات الحديثة وخدمات رياضية وترفيهية ومراكز أطراف صناعية وورشة لصيانة أجهزة الاتصالات وورشة صيانة الأجهزة الطبية ومزارع للإنتاج الحيواني ومشتل زراعي وأستوديو تصوير متخصص.
وفي ذات السياق استعرض المهندس حامد أبو عجوة منسق المكتب الهندسي في المعهد أهم النتائج لدراسة أجراها عن واقع الكليات والمعاهد المهنية في قطاع غزة تناول خلالها المعاهد في قطاع غزة من حيث الفئة المستهدفة وعدد الطلاب فيها والتخصصات الموجودة في هذه المعاهد و المشاكل التي تواجهها مشددا على ضرورة إعداد خطة إعلامية موجهه للجمهور والعمل على تحديث وتطوير الاختصاصات المهنية والتقنية وزيادة أعداد المختبرات العلمية بالإضافة إلى التنسيق بين معهد غزة التقني وباقي المعاهد على المستوي المحلي والإقليمي والدولي أيضا.
حاجة ملحة!!.
من جهته أكد الدكتور فرج أبو شماله من كلية تدريب غزة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين خلال مداخلته على أهمية التعليم المهني والتقني معربا عن أسفه لتفشي تصور سلبي بين إفراد المجتمع عن التعليم التقني والمهني والنظر له بدونية مضيفا أن المجتمع العربي والفلسطيني لديه نظرة قاصرة في مجال التعليم المهني والتقني على عكس ما أخذه التعليم المهني والتقني من الصدارة في الدول المتقدمة الكبرى، داعيا إلى إعادة الاعتبار وزيادة الاهتمام بالتعليم التقني والتدريب المهني مع ضرورة التمييز بينهما.
ونوه أبو شمالة إلى حاجة المجتمع والسوق المحلي لفتح اختصاصات جديدة في المجال التقني والمهني وتطوير الاختصاصات الموجودة والعمل على تزويد المدرسين بأخر المستجدات التقنية من خلال عقد دورات لزيادة خبرتهم ولمواكبة التطور التكنولوجي والعلمي في المجالات المهنية والتقنية، مضيفا بأنه يجب أن تكون الاختصاصات ذات مرونة وأن يكون هناك توسع أفقي وراسي لهذه الاختصاصات.
من ناحيته اشار الأستاذ عماد عدوان من كلية فلسطين التقنية بدير البلح خلال مداخلته الى ان التخصصات الموجودة في الدول العربية خدماتية بالدرجة الأولي، مضيفا بان وضع التعليم المهني والتقني صعب في المجتمع الفلسطيني وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة والحصار المفروض على قطاع غزة وهو ما أدى إلى نقص في الإمكانيات والمواد المستخدمة في التعليم المهني واثر بالتالي على سير العملية التعليمية في المؤسسات ذات العلاقة.
نموذج يحتذى
وفي ذات السياق أعرب الأستاذ منصور سعدية من كلية فلسطين التقنية عن إعجابه وتقديره للنموذج الذي تعكسه الكلية في ريادتها للتعليم التقني والمهني مضيفا انه بفضل الإدارة المتميزة والرؤية الواضحة والدراسات والبحوث المستفيضة لحاجة السوق المحلي لمهنيين وتقنيين استطاعت الكلية وعلى الرغم من قصر عمرها ان تلبي حاجة السوق المحلي من مهنيين ومتخصصين في كافة المجالات العلمية وذلك لخدمة المجتمع ولمواكبة التطور العلمي في مجال التكنولوجيا الحديثة.
وفي ختام الورشة التي تخللها العديد من المداخلات والنقاش حول محاورها المتعددة أوصى المشاركون بضرورة العمل بفعالية لدراسة حاجة السوق للاختصاصات المختلفة مع دراسة الوضع السياسي المحيط وتقدير أي تغييرات او أحداث طارئة قد تؤثر عليه ووضع خطة إستراتيجية واضحة لتطوير التعليم التقني والمهني مع إمكانية تطبيقها على ارض الواقع، مشددين في ذات الوقت على ضرورة التعاون المشترك بين مؤسسات التعليم التقني المختلفة لإيجاد مركز لإعداد مدرسين ومدربين للتعليم التقني والمهني، داعين إلى الاهتمام بشكل اكبر بالتدريب المهني داخل وخارج المؤسسات التعليمية ليكون الخريج قادر على المنافسة وذا وعي اكبر بواقع عمله ووظيفته المستقبلية، وفي الختام أوصى المشاركون بالعمل الجاد والمشترك لتوعية المجتمع بأهمية التعليم المهني.