الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فرقة الاستقلال .. وحكايات من افتتاح ملتقى فلسطين للرواية العربية

نشر بتاريخ: 10/07/2019 ( آخر تحديث: 10/07/2019 الساعة: 15:40 )
فرقة الاستقلال .. وحكايات من افتتاح ملتقى فلسطين للرواية العربية
أريحا- معا- في كل مرّة تعتلي فيها فرقة جامعة الاستقلال للفنون الشعبية، تقدم ما يثير إعجاب وحماس الحضور، الذين يتفاعلون بأجسادهم تصفيقاً، وتصفيراً، ورقصاً، أو تمايلاً ذات اليمين وذات الشمال، مع الأجساد التي تطير إلى حيث الحلم المتناثر لعل أحد الراقصات أو الراقصين يلتقطه بيده ذات قفزة، وهي ذاتها الفرقة التي كانت تضرب على خشبة المسرح فتكون "خبطة" أقدامهم "ع الأرض هدارة".
لكن حضور الفرقة التي حازت جائزة أفضل فرقة دبكة شعبية فلسطينية، مؤخراً، في افتتاح ملتقى فلسطين الثاني للرواية العربية، وتنظمه وزارة الثقافة حتى الثاني عشر من الشهر الجاري، رافقته مشاهد في إطار التفاعل الكبير مع ما قدمته الفرقة من إبداعات .. مشاهد لا يمكن أن تمحى من ذاكرته من التقطها بعدستي عينيه قبل عدسة كاميراته أو هاتفه النقال.
كان لافتاً ذلك الفتى اليافع الذي طار من خشبة المسرح فحط أمام الصف الأمامي، مواصلاً برشاقة وصلته الخاصة في لوحة من لوحات الفرقة، فما كان من رئيس الوزراء د. محمد إشتيه إلا أن احتضنه، قبل أن يحمله بحنو، ويعيده إلى خشبة المسرح، وكأنه يشارك الفرقة وضيوف فلسطين والملتقى فرحهم بهذا العرس الثقافي، بل ويرسم كمصمم أو مخرج بارع، لوحة جديدة كان جزءاً منها، هو الذي كان متفاعلاً طوال الوقت مع ما قدمته الفرقة، وعلامات الرضا بادية على تعبيرات وجهه وجسده، تجاه ما كان يقدمه شبان وفتيات "الاستقلال" من لوحات راقصة على خلفيات أغنيات وطنية وتراثية .. رد فعل رئيس الوزراء المثقف والشغوف بكل صنوف الإبداع، كان لوحة إضافية للعرض.
وكذلك كان تفاعل الروائيين العرب ممن يشاركون في الملتقى واضحاً في رغرغة عيون الروائي السوري الكردي هوشنك أوسي، ومشاركته للمغني الشعبي الذي رافق الفرقة، حين هبط من المسرح إلى حيث الجمهور، هو الذي لم يكف عن التصفيق فرحاً وتأثراً بما قدمته الفرقة، فاعتلت ضربات الكف على الكف تصفيقاً في القاعة بأكملها، وهكذا فعلت الروائية العراقية إنعام كجه جي، وابن بلدها جنان جاسم حلاوي، والشاعر السوري الكردي مروان علي، وعدد من ضيوف فلسطين ممثلي وزارة التربية والتعليم الكويتية.

تلألأت عينا إنعام، وشرد حلاوي قليلاً وكأنه يستذكر أغنيات الثورة التي كان شاهداً عليها، وراوياً لأحداثها في عديد رواياته، وآخرها "البستان والغرباء"، فلعلهم أعادوه إلى ثمانينات القرن الماضي برقصات "فدائية" على وقع "دوس ما انت دايس ع الزناد"، و"انزلنا بالغارة ع الأوغاد".
وقدمت الفرقة خلطة من اللوحات المميزة على وقع أغنيات تراثية شهيرة كـ"الدلعونا"، و"جفرا"، و"زغردي يا أم الجدايل"، وغيرها، علاوة على أغنيات وطنية وأخرى من تراث بلاد الشام تم تطويعها بنكهة فلسطينية مثل "يا هويدلك"، وغيرها.
كما كان لافتاً أيضاً، أن الفرقة قدمت لوحات خاصة بها، كلوحة "يا قدس" التي راوحت بين أكثر من نمط موسيقى، وتنوعت في تسارع موسيقاها التي جاءت متناسقة مع حركة الراقصين من الجنسين على المسرح، كما ذلك التصميم الخاص بالفرقة على وقع أغنية "هز البارود يا شعبنا"، وغيرها من أغنيات الثورة الفلسطينية، التي جاءت متوائمة وطبيعة الملتقى الذي انطلق في ذكرى استشهاد الروائي المناضل غسان كنفاني.