الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

دوة بعنوان "نشر الرواية العربية، وجدلية الناشر والمؤلف"

نشر بتاريخ: 11/07/2019 ( آخر تحديث: 11/07/2019 الساعة: 18:08 )
دوة بعنوان "نشر الرواية العربية، وجدلية الناشر والمؤلف"
رام الله- معا- نظمت وزارة الثقافة، اليوم الخميس، ندوة بعنوان "نشر الرواية العربية، وجدلية الناشر والمؤلف"، في اليوم الرابع لملتقى فلسطين الثاني للرواية العربية، وذلك في متحف الشهيد ياسر عرفات في مدينة رام الله.

رام الله- معا- أدار الندوة مدير عام مؤسسة الناشر سعد عبد الهادي، وشارك فيها أحمد أبو طوق مدير عام دار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن، والروائي والناشر أسعد الأسعد، والناشر خالد الناصري من فلسطين/ إيطاليا، صاحب دار المتوسط للنشر، والروائي طارق الطيب من السودان.

وكان من المفترض أن يشارك في الندوة الروائي عبد الله تايه من فلسطين، وفاطمة البدوي صاحبة دار العين من مصر، لكن عدم صدور تصاريح لهما أدى إلى عدم تمكنهما من المشاركة.

وقال عبد الهادي في تقديمه للندوة: "قد تبدو قضية الناشر والمؤلف بديهية، لكنها ليست كذلك، والسبب في هذه الأزمة يرجع إلى عدة أسباب منها عدم وضوح الاتفاق بين الكاتب والناشر، وقلة الخبرة لدى الجهتين، وقلة الإقبال على الكتب، وارتفاع أسعارها، وعدم وجود مكتبات عامة، وعدم وجود قوانين لحماية الملكية الفكرية، وتعوّد الناس على كتب المؤسسات غير الربحية التي توزع الكتب مجانا، ما يفقد الناس الإحساس بقيمة الكتاب، واعتبر عبد الهادي أن النشر بكل اللغات على الإنترنت هو التحدي الأهم للناشرين والكتاب".

من جهته، قال أسعد الأسعد: "نحن أمام أزمة متعددة الجوانب، من التأليف إلى الإنتاج إلى التوزيع، منذ تحول النشر إلى عمل تجاري، فهناك شروط يجب أن تتوفر لنجاح هذا العمل، فعندما بدأتُ بالنشر في بدايات الاحتلال عام 1967، كان هناك القليل ممن يهتمون بالنشر، مثل وكالة أبو عرفة التي تعيد إنتاج بعض ما يصدر في العالم العربي، وبدأت بعد ذلك حركة النشر بشكل متزامن في الضفة وغزة، ومع تطور دور النشر لدينا.

واختتم الأسعد: نحن بحاجة إلى دور نشر تقوم بالتوزيع وليس بالنشر فقط، فقد كنت أملك دار نشر باسم "الكاتب"، أصدرت 120 عنواناً، واضطررت لإغلاقها بسبب الأزمة المالية الناشئة أصلا من أزمة التوزيع.

وتحدث الروائي المصري السوداني طارق الطيب فقال: لم أنشر أي كتاب داخل السودان، إنما كتبي بالعربية نشرت في مصر وأوروبا، وهناك فرق شاسع بين النشر في أوروبا والنشر في العالم العربي، فمن المعيب مثلاً أن يدفع الكاتب ثمن كتابه ليتم نشره، فالكاتب هو الحلقة الأضعف في العالم العربي، حيث يملك الناشر مجموعة من المحرمات في عملية النشر، ولا يحصل الكاتب على مقابل مادي، ولا يعرف عدد النسخ التي يتم طباعتها، وأحيانا تتم طباعة الكتاب طبعة ثانية دون علم الكاتب، كما لا يوجد محرر أدبي، وهو الدور الأهم في عملية التصحيح قبل النشر.

أما في أوروبا فهناك عقد من خمس أو ست صفحات يتناول كل شيء، ويوضح حقوق المؤلف وحقوق الناشر في كل أحوال النشر من ترجمة وخلافه، ويلتزم الناشر بإرسال تقرير للكاتب عن عملية التوزيع مع نسبة محددة من المبيعات للكاتب، فالبيع واضح والتوزيع واضح.

وقال أحمد أبو طوق في مداخلته: أعمل في النشر والتوزيع منذ 40 عاماً، ولا يمكن الحديث عن علاقة محددة بين الكاتب والناشر بمعزل عن منظومة النشر عموماً، فأي كاتب يعاني من التزوير والقرصنة، مثل تحويل كتابه إلى بي دي أف، أو تصويره بشكل سيئ لبيعه على الأرصفة، وهذا مجحف للكاتب والناشر معا، في سنوات سابقة كانت الدولة والجامعات ومكتبات المدارس تشتري الكتب مما كان يساهم في دعم هذه الصناعة، واليوم بدأت المدارس بإلغاء المكتبات للاستفادة من مساحتها للصفوف، ولم تعد الجامعات تشتري الكتب، وهذا يؤثر مباشرة على الناشر والكاتب، فهناك مكتبة أتعامل معها منذ عام 1985، فوجئت بها قبل يومين وقد تحولت إلى محل لبيع الأحذية، فالأجور الخيالية للمحلات دفعت مستأجريها للبحث عن مشاريع تدر الدخل.

آخر المتحدثين في الندوة كان الناشر خالد الناصري، فقال: ربما لا تحمل علاقة بين اثنين تعقيداً وتوتراً مثل ما تحمل علاقة الكاتب بالناشر، وبالعكس، ورأينا العديد من الكتب والأفلام التي تتحدث عن هذا الموضوع، متناولة بالطبع علاقة كتاب كبار بناشريهم، لكن أغلب هذا مرتبط بالغرب.

تأسست عملية النشر في العالم العربي ونشأت وتربت في كنف سياقاته الثقافية والمعرفية، التي تنطوي على الكثير من الإشكاليات بحكم كونها جزءاً من تاريخ المكان وتطوره بكل مراحله الحديثة من استعمار إلى ما بعده حيث سادت النظم العسكرية وبعدها ما نعيشه الآن وما يسمى بالربيع العربي.