نشر بتاريخ: 17/03/2008 ( آخر تحديث: 03/03/2009 الساعة: 20:10 )
بيت لحم - معا - محمد اللحام - لم يسدل الستار عن بطولة كأس كرة السلة في المحافظات الشمالية بالرغم من إقامة المباراة النهائية وفوز سرية رام الله بالكأس وبجدارة واستحقاق، عندما قدمت مباراة طيبة ومريحة أمام حطين النابلسي.
فسرية رام الله فريق كبير وعريق يتفنن في رفد فريقه والمنتخب بالنشئ السلوي الجديد فبعد العملاقيين سني وسليم سكاكيني تم الكشف عن أبو لبن الصغير في العمر والكبير في العطاء مما يبشر بحالة التجدد الدائم في السرية التي تلعب بروح قتالية، لا أزايد إن قلت أن السبب فيها روح إبراهيم حبش القيادية التي استنسخها سليم الحصري بثباته الصخري مع الكرة.
أما فريق حطين فقد دخل المباراة وهو قانع بالمركز الثاني وهذا ليس انتقاصا بل تقديرا شخصيا لقدرات حطين التي ترجمها في المباراة مقدما فيها كل ما لديه ومع ذلك خرج بفارق واضح في النقاط وفي المستوى، وكانت لياقة بعض لاعبيه ضعيفة وترجم ذلك بعدم العودة السريعة للدفاع في حال فشل الهجمة مما أتاح لسليم الحصري وإبراهيم حبش وغسان حبش للانقضاض على سلتهم بانفرادات واضحة خاصة في الشوطين الأخيرين. كما أن مستوى شادي التكروري الطيب قد تراجع أمام خصم بحجم السرية ودون حالة انسجام من مجموعتهالتي ظهر فيها صفوري النشط ودروزة العائد من سنوات الاعتقال وهيثم والحلو وقد عابهم سوء التسديد في مباراة مصيرية وهامة، وكذلك سهولة فقدان الكرة عبر التخليص او القطع بنسبة تصل ل65% لصالح السرية وحسم السرية للصراع تحت السلة بنسبة قد تصل ل 80% مما كان له الأثر في تحريك عداد النقاط ضد حطين.
ومن العوامل المهمة لمفاتيح الفوز في المباراة كان مقعد الاحتياط الذي تواجد عليه لدى السرية لاعبين فقط مثل غسان حبش والجعبري، وهذا ليس كافي أمام فريق آخر مثل دي لاسال أو إبداع بينما الفقر كان سيد الموقف على مقاعد الاحتياط لدى حطين رغم محاولات رضوان الوني وعلاء الهادي مما وضع الطاقم التدريبي لحطين في خيارات صعبة للتكتيك والمناورة.
وأجمل ما في المباراة النهائية كان جمهور حطين الرائع والذي يستحق لقب معنوي كأفضل جمهور في ظل عدم وجود لقب مادي، فقد رسم صورة مشرقة للسلة ولفلسطين ونابلس فالأعلام الفلسطينية التي نفتقدها أحيانا بين الجمهور الذي لا يحمل سوى إعلام ناديه.
ورفعت صورا للشهداء الذين سقطوا في نابلس الصامدة والتشجيع لم يتقطع رغم الفارق النقطي الذي كلما اتسع اعتلى حجم التصفيق والهتاف للفريق.
وعودة على بداية المقال وإسدال الستار الذي لم يسدل وذلك؛ بسبب متابعة إدارة إبداع الدهيشة التي تواصل نضالها بحقها في لعب مباراتها أمام السرية في العلن والكواليس اكثر دون أحداث أي إشكالية مع السرية أو حطين بل باركت فوز السرية وحطين وأكدت إنهم أشقاء وأعزاء وخارج دائرة الخلاف وحتى أنها لم تهاجم الاتحاد بل تطرح ما حصل معها كقضية عادلة من وجهة نظرهم عبر الجهات الرسمية ووسائل الأعلام.
فعندما اتصلت بالأستاذ خالد الصيفي وأبلغني أن إبداع لن يلعب المباراة لافتقادها للأصول والأعراف في ظل غياب القانون بداعي أن مباريات الكأس في كل أنحاء العالم ولكافة العاب الكرة تجري على ملعب محايد ،
فقلت: هل حسبتم الكسب والخسارة من اللعب وعدمه؟ فقال لي نعم فقلت له أنني أعتقد أن الخسارة قد تكون أكبر بعدم الذهاب واللعب.
وبعد التفاعلات وما وصلت إليه الأمور فإنني أعترف بالخطأ وأن مكاسب إبداع كانت أكبر وقد يكون إبداع قد خسر كأس على مستوى الوطن ولكنه كسب موقف اكبر من الكأس و أوصل رسالة مفادها أن تتمسك بحقك وتناضل في سبيله بالطرق المشروعة، وان تعلي صوتك رغم الخنق وتتقدم حيث الاشواك ، وأن ما قامت به وتقوم به إبداع يعتبر حصة للتغيير بعيدا عن الرذيلة والردح والتجريح خاصة وانهم يرفعون العرائض حتى اللحظة للجهات المسؤولة في الوزارة والألومبية والاتحاد العربي والآسيوي وهناك اكثر من محامي تطوع لرفع القضية ومتابعتها امام الجهات ذات العلاقة ولم يسلموا بعدم وجود قانون أو نظام داخلي ليحصلوا على نسخة من القانون المصري والاردني للاحتكام له والانطلاق منه.
فكل الاحترام لهذه الروح في إدارة الخلاف والأزمة.
وقد يدرك ابداع أن نسبة نجاحه في إعادة الأمور للوراء صعبة ولكنه على قناعة بانتزاع اعتراف بوقوع خطأ بحقه و أنا شخصيا لا أقول أنه مقصود ومتعمد ولكنه شائبة واضحة في مسيرة الكأس.
وفي النهاية مبروك للسرية التي أعتب على جمهورها الذي يهتم ببطولته السنوية ولا يهتم ببطولة رسمية بحجم الكأس، وكما قال لي أحد أعضاء الاتحاد ممازحا( أن جمهور السرية صيفي بس ما يزعل خالد الصيفي)
كما استحقت فرق الأرثوذكسي في بيت جالا وبيت لحم ورام الله الاحترام وكذلك قلنديا وجينصافوت، مع بطاقة محبة لفريقي الثقافي والارثوذكوسي الساحوري على التقدم الملفت حين صعد الثقافي للممتازة وخسر بنقاط قليلة امام حطين في دور الثمانية والارثوذكسي الصاعد الجديد لدوري الدرجة الاولى .
[email protected]