بسبب الاحتلال: أطفال يحلمون بالمشي واللعب مجددا وآخرون فقدوا أعينهم
نشر بتاريخ: 23/07/2019 ( آخر تحديث: 23/07/2019 الساعة: 22:41 )
رام الله-معا- "بتمنى إذا في فرصة لعلاجي خارج قطاع غزة إنه أطلع وأسافر وأتعالج، علشان أرجع مثل الأول".
هكذا أصبحت أمنية الطفل أسامة البسوس (17 عاما) من قطاع غزة، الذي فقد القدرة على الحركة في أطرافه السفلية جراء إصابته برصاص الاحتلال في السادس من شهر آذار الماضي.
العيار الذي أصاب الطفل البسوس دخل من ظهره وخرج من خاصرته اليسرى، ما أدى إلى كسر في العمود الفقري وإصابة بالنخاع الشوكي.
ويقول الطفل: "أكثر شيء مضايقني هي عملية قضاء الحاجة، أنا مش قادر اتحكم بحالي لأنني ما بشعر بحالي".
أمنية الطفل البسوس هي الأمنية ذاتها للطفل محمد أبو معوض (15 عاما) من قطاع غزة أيضا، الذي أصيب بشلل في أطرافه السفلية جراء إصابته بعيار ناري حي في ظهره، خلال مشاركته في مسيرات العودة في الثالث من شهر أيار الماضي.
ويقول أبو معوض: "الطبيب أخبر والدي أن يبحث لي عن سرير طبي مثل الذي بالمستشفى وكرسي متحرك علشان أصير أتحرك فيها، لأنه خلص مش راح أرجع أمشي على رجليّ، يعني مش رح أقدر أمشي مثل الأول، أروح وأجي وألعب وأطش مثل كل الأولاد في عمري".
ويتابع: "المشكلة عندي كمان صارت أني ما بقدر أتحكم بقضاء حاجتي (...) نفسي أتعالج وأرجع أمشي".
أما الطفل البراء الكفارنة (11 عاما) من بيت حانون شمال القطاع، ففقد عينه اليمنى جراء إصابته بعيار معدني مغلف بالمطاط بشكل مباشر خلال مشاركته في مسيرات العودة في الحادي والثلاثين من شهر أيار الماضي.
"شعرت بشيء ضربني في عيني اليمنى، بعدها ما ادريت بالدنيا إلا وأنا في المستشفى، كان وجهي كله دم وعيني مش قادر أفتحها ولا أشوف فيها"، قال الكفارنة.
ويضيف: " تم إجراء عملية تنظيف لعيني وتفريغها زي ما فهمت من كلام الطبيب، وقتها إعرفت أنه عيني راحت ومش رح أقدر أشوف فيها مرة ثانية".
ويطالب الطفل الكفارنة مؤسسات حقوق الإنسان بأن "تأخذ له حقه" من الجندي الذي أطلق النار عليه وتسبب له بفقدان عينه، ويقول: "ما كنت أعمل حاجة لحظة إطلاق النار عليّ".
وفي الضفة الغربية، ما زال الطفل عبد الرحمن شتيوي (10 أعوام) من قرية كفر قدوم بمحافظة قلقيلية، يرقد في مستشفى "تل هشومير" الإسرائيلي، في حالة خطرة، جراء إصابته بعيار ناري حي برأسه، في الثاني عشر من شهر تموز الجاري.
الأطباء نجحوا في إيقاف النزيف، وتم إخراج الطفل اشتيوي من العناية المكثفة إلى قسم الأطفال، لكنه ما زال لا يتحرك ولا يتكلم، يفتح عينيه فقط.
وحسب ما أفاد به شاهد عيان للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فإن الطفل اشتيوي كان بعيدا عن منطقة المواجهات التي تشهدها القرية أسبوعيا لحظة إصابته.
وقال شاهد العيان: "كنت على بعد 100 متر تقريبا من منطقة المواجهات أجلس تحت شجرة زيتون برفقة طفليّ التوأم وعمرهما 11 عاما، وكان يجلس الطفل عبد الرحمن شتيوي على عتبة منزل أحد المواطنين ويبعد عنا حوالي مترين، وخلال ذلك شاهدت 4 جنود يتمركزون في منطقة مرتفعة ويبعدون عنا 100 متر تقريبا".
ويتابع: "شاهدت أحد الجنود الأربعة يأخذ وضعية انبطاح ويصوب سلاحه نحونا (...) لم أتوقع أنه سيطلق النار، خاصة أننا لسنا بمنطقة المواجهات".
"فجأة سمعت صوت إطلاق نار فالتفتّ حولي وإذ بعبد الرحمن ملقى على الأرض دون حراك، حملته مباشرة، وكانت الدماء تنزف من جبهته، وتوقعت أنه استشهد"، أضاف شاهد العيان.
نُقل الطفل شتيوي إلى مستشفى رفيديا بمدينة نابلس في حالة حرجة جدا، وخضع لعملية استمرت لحوالي ثلاث ساعات، حيث تبين وجود نحو 70 شظية في رأسه جراء إصابته بعيار ناري متفجر، ومن ثم جرى تحويله إلى مستشفى إسرائيلي لصعوبة حالته.
"ويتعمد جنود الاحتلال استهداف الأطفال بالرصاص الحي، والمتفجر، بهدف قتلهم أو التسبب بإعاقات دائمة لهم، مستغلين عدم مساءلتهم ومظلة الحماية التي توفرها دولة الاحتلال لهم، فقد قتلوا منذ بداية العام الجاري 16 طفلا، 12 في قطاع غزة و4 في الضفة الغربية، بحسب ما وثقته الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين".
دعت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال مجددا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى حث الأمين العام للأمم المتحدة على إدراج قوات الاحتلال الإسرائيلي في تقريره السنوي حول الأطفال والصراعات المسلحة، لارتكابها انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، خاصة عمليات قتلهم وتشويههم، لضمان تحقيق العدالة للأطفال الفلسطينيين، ومساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات.