الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا يواجهون أزمة مضاعفة لنقص الدواء

نشر بتاريخ: 30/07/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )
مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا يواجهون أزمة مضاعفة لنقص الدواء
غزة- معا- لا يزال المئات من مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا والذين يحملون تفاصيل مؤلمة للوجه الأصعب للأزمة، يرقبون أيام تمضى من أعمارهم على مقصلة الحصار وأزمة الدواء المتجددة ولا حلول في الأفق، الأمر الذى سبب لهم معاناة جسدية ونفسية تخوفا من مستقبل مظلم ينتظرهم.
وعبر مريض الثلاسيميا ابراهيم عبدالله (26عاما) عن معاناته التي لم تنته جراء عدم توفر العلاجات منذ خمسة شهور وأكثر، متخوفا من تفاقم وضعه الصحي لانه لم يتلق تلك العلاجات الخاصة به، منوها الى انها لم تتوفر في الصيدليات الخاصة.
ويضيف:"استمرار نقص العلاجات يعجل سوء الحالة الصحية وتخزين الحديد بنسب كبيرة في جسمه بالاضافة الى التخوفات من تدهور الكبد والطحال وأعضاء حيوية أخرى، عدا عن الحالة النفسية التي يصاب بها جراء سماع حالات الوفيات من هؤلاء المرضى التي توفيت لعدم انتظام تناول الجرعات الدوائية.
ولم تقل خطورة مريض الهيموفيليا سمور(30 عاما) الذي يعاني ويلات المرض منذ الولادة كونه وراثي مزمن من الدرجة الاولى، حيث نقص علاج الفاكتور الذي يحميه من أي نزيف مفاجىء، مشيرا الى أنه يعاني آلاما شديدة في أسنانه ويتخوف من الذهاب للطبيب لعدم توفر الفاكتور اللازم له حال حدوث نزيف له.
وأشار الى أن معظم المرضى يعانون من تلف مفاصل الركبة نتيجة التجمعات الدموية الناتجة عن النزيف المتكرر الذى يؤدى الى تآكل المفصل و ما ينتج عنه من مضاعفات جسيمة.
ويستصرخ المرضى أصحاب القرار والمسؤولين بتجنيبهم المناكفات السياسية و توفير علاجاتهم اللازمة لاستمرار حياتهم بشكل طبيعي دون توتر او خوف من المستقبل المظلم الذي ينتظرهم حال استمرار تلك المعاناة و نقص الدواء.

استشاري أمراض الدم والهيموفيليا د.هاني عياش بمستشفى الأوروبي، أوضح أنّ مضاعفات نقص الأدوية قد تُحدث إعاقة حركية، عدا عن التأثير النفسي والاجتماعي، وفقدان المقدرة على علاج الأسنان بشكلٍ سليم، والقدرة على تغيير وزرع المفاصل المنتهية لديهم.
وأشار الى أهم المضاعفات الناتجة عن نقل الدم وهو تراكم الحديد في الجسم، مما يتسيب في خلل بعض الأعضاء الحيوية كالقلب، الكبد، البنكرياس، الغدد، وبالتالي الى الوفاة، وكذلك مرضى الهيوفيليا.
ويشير د.عياش أن هناك بعض المرضي فقدوا حياتهم جراء مضاعفات فشل القلب والكبد الناتجة من تراكم الحديد في اجسامهم بسبب قلة الدواء في الشهور السابقة، لافتا الى أن معظم المرضى في العقدين الثاني والثالث من حياتهم ، ومنهم من هم متزوجون ولديهم عائلات، ولذلك غياب هذه الادوية سوف ينهي املهم في الحياة.
وذكر د.عياش بعض الاصناف الأساسية للمرضى والتي تعمل على طرد الحديد الزائد من الجسم أبرزها علاج الديسفرال والاكسجيد و الديفروكس.
ويبلغ عدد مرضى "الثلاسيميا" في فلسطين (866 حالة)، بينهم (309) حالة في غزة، (56 ) طفلاً بمستشفى الرنتيسي و97 طفلاً وبالغًا في المستشفى الأوروبي و156 بالغًا بمستشفى الشفاء.
أما مرضي الهيموفيليا (A&B) فيبلغ عددهم في قطاع غزة 125 حالة وهو مرض وراثي يستمر مع المريض مدي الحياة، ولا يستطيعون البقاء علي قيد الحياة الا بتوفر الدواء البديل لنقص عامل التجلط (الفاكتور) وهناك مرضي فقدوا الحركة وأصيبوا بإعاقة دائمة في المشي نتيجة لعدم توفر كميات الفاكتور بالشكل المطلوب ,الى جانب عدم القدرة على تغيير وزرع المفاصل المتضررة. - وفق قول د.عياش-