بيت لحم-معا- بعد توالي حوادث إطلاق النار العشوائية والقتل الجماعي، والتي أسفرت عن مقتل العشرات في الولايات المتحدة، وقع رواد ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك، ليل الثلاثاء، ضحية حالة من الفزع والرعب الأعمى، والهروب والفوضى والارتباك، بعدما ظن البعض أن صوت انفجارات من دراجة نارية هي أصوات طلقات رصاص.
وقالت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية: يبدو أن ما حدث في الميدان الشهير في نيويورك عبارة عن تداعيات لما حدث في الأيام الأولى من شهر أغسطس في الولايات المتحدة من حالات قتل جماعي، مثلما حدث في مدينتيْ دايتون بأوهايو وإل باسو في تكساس، وأسفرتا عن مقتل أكثر من 30 شخصًا.
ورافقت حالة الرعب والهرج في ميدان "تايمز سكوير" صرخات مفادها أن هناك رجلًا مسلحًا في طريقه إلى الميدان؛ بينما لم يكن الأمر سوى إنذار كاذب ناجم عن صوت اندفاع الهواء من دراجة نارية؛ فكان الصوت أشبه بانفجار وإطلاق الرصاص.
لقد كانت ليلة صاخبة مليئة بالنشاط، كما هي الحال في "تايمز سكوير"؛ حيث كان الناس يتجولون تحت الشاشات المتوهجة في برودواي، وكان الباعة يتجولون بما يحملونه من هدايا تذكارية؛ فيما يجلس المشاهدون في المسارح مع اقتراب العروض من نهايتها.
وفي نهاية المطاف، لا يعدو ما حدث في "تايمز سكوير" أكثر من مجرد كونه "شعورًا متزايدًا بالخوف"؛ بحسب ما أفادت به صحيفة "نيويورك تايمز".
ولحسن الحظ، لم يكن هناك مطلق للنار، كما حدث في دايتون أو إل باسو، الأسبوع الماضي؛ بل محرك دراجات نارية أطلقت ما يشبه صوت انفجار أو إطلاق نار أثناء مرورها في الميدان؛ الأمر الذي دفع بالعديد من الزوار للاعتقاد بأنهم سمعوا طلقات نارية، حسبما أكدت إدارة شرطة نيويورك.
ووفقًا لإدارة شرطة المدينة؛ فقد أصيب 12 شخصًا على الأقل جراء حالة الذعر هذه، بينهم فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، وامرأة تبلغ من العمر 79 عامًا؛ بينما تعرض شخص ثالث لكسر في رقبته.
وقال رئيس مكتب مكافحة الإرهاب التابع لشرطة نيويورك جيمس واترز: إن رد فعل الناس في الميدان كان مفهومًا، وحتى الخوف منه كان مناسبًا.
وأضاف قائلًا: "بالنسبة للمدني غير المدرب؛ فما سمعه ما هو إلا أصوات طلقات نارية؛ بينما ما يسمعه في الأخبار على مدار 24 ساعة عبارة عن مآسي دايتون وإل باسو، وبالتالي فهو ليس مخطئًا.. وبسبب هذه المآسي، نقوم بتدريب الناس ونطلب منهم ونناشدهم أن يبتعدوا عن أماكن الأحداث الأليمة وقد فعلوا ما يُطلب منهم".
وما حدث في "تايمز سكوير" بنيويورك، هو أحد ردود الفعل في الولايات المتحدة في هذه الأوقات، أو على الأقل في الأيام التي تلي حالات إطلاق النار والقتل الجماعي.
قال أستاذ علم النفس بجامعة نيويورك، جاي فان بافيل: إن الأخبار مثل إطلاق النار الجماعي، تخلق حالة ذعر اعتمادًا على تفسير الناس لها من خلالها الأخبار المحيطة بهم.
وأضاف: "إذا سمعوا عن جميع عمليات إطلاق النار الجماعي هذه في الأماكن العامة، فمن المرجح أن يفسروا ما سمعوه في "تايمز سكوير" على أنها طلقة نارية.. وبمجرد أن يبدأ الآخرون في تفسيره بهذه الطريقة؛ فإنه يؤثر على تفسير الآخر وهكذا؛ في حين أن أحد في الواقع لم يرَ السبب أو الحدث الأصلي".