نشر بتاريخ: 19/08/2019 ( آخر تحديث: 20/08/2019 الساعة: 09:34 )
بيت لحم-معا- كشف مصدرٌ رسمي في وزارة الخارجية السورية أنّ آليات تركية محملة بالذخائر والأسلحة والوسائط المادية قامت باجتياز الحدود السورية - التركية والدخول إلى مدينة سراقب في طريقها إلى خان شيخون في محافظة إدلب لدعم مسلّحي "جبهة النصرة".
وفيما أعرب المصدر عن "إدانة دمشق الشّديدة لهذا التدخل التركي السافر"، فإنّه شدّد على أنّ "هذا الأمر يؤكّد مجدّداً استمرار الدعم اللامحدود الذي يقدمه النظام التركي للمجموعات الإرهابية".
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" عن المصدر قوله إنّ "دمشق تحمّل النظام التركي المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا الانتهاك الفاضح لسيادة ووحدة وسلامة أراضي سوريا الأمر الذي يشكل انتهاكاً سافراً لأحكام القانون الدولي".
وأكّد المصدر أنّ "هذا السلوك العدواني للنظام التركي لن يؤثّر بأي شكل على عزيمة وإصرار الجيش السوري على الاستمرار في مطاردة فلول الإرهابيين في خان شيخون وغيرها حتّى تطهير كامل التراب السوري من الوجود الإرهابي".
من جهته، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن قصف سوري وروسي لمنع الرتل التركي من التقدّم، وأكّدت المعلومات أنّ القوات السورية استهدفت رتلاً لفصيل "فيلق الشام" المدعوم من تركيا، أثناء انتظاره للرّتل التركي في مدينة معرّة النعمان بريف إدلب.
ونقلت "العربية"، عن مواقع إخبارية معارضة قولها إنّ رتلاً تركياً مؤلفاً من 28 آلية، بينها 7 دبابات، و6 عربات وشاحنات تحمل ذخيرة، كان متوجّها إلى مدينة معرة النعمان، واستهدف طيران حربي تابع للنظام السوري سيارات "فيلق الشام" التي كانت بانتظار الأتراك، ما أدّى إلى مقتل عنصر من "الفيلق" وسقوط 3 إصابات.
كذلك انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل يظهر الرّتل العسكري التركي الذي يضمّ دبابات، وعربات "بي أم بي"، وعربات مصفّحة على الطريق الدولي قرب مدينة معرة النعمان بريف إدلب ويتوجّه جنوباً.
وكانت وكالة "الأناضول" التركية أفادت، يوم أمس الأحد، عن وصول تعزيزات من وحدات "الكوماندوس" التركية إلى ولاية هطاي جنوبي البلاد بهدف توزيعها على الوحدات العسكرية المتمركزة في الحدود السورية.
وبحسب "الأناضول" فإنّ وحدات "الكوماندوس" وصلت إلى منطقة "قيريق خان" التابعة لهطاي، قادمة من قواعد مختلفة داخل البلاد، وقد توجّهت إلى الشريط الحدودي مع سوريا، وسط تدابير أمنية مشدّدة.
ونقلت "الأناضول" عن مصادر عسكرية قولها إنّ قوات "الكوماندوس" أرسلت بهدف تعزيز الوحدات المتمركزة على الحدود السورية.
من جهتها، ذكرت وكالة "سانا"، أمس الأحد، أنّ "وحدات من الجيش السوري واصلت عملياتها باتجاه مواقع انتشار مسلّحي "جبهة النصرة" والمجموعات المتحالفة معها بريف إدلب ووسّعت نطاق سيطرتها في ريف خان شيخون الغربي بالريف الجنوبي لإدلب بعد أن تكبّدت خسائر كبيرة".
وتركّزت عمليات الجيش السوري، بحسب "سانا"، باتجاه تحصينات ومناطق انتشار مسلّحي "النصرة" على اتجاه كفريدون والصباغية بريف خان شيخون ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المسلّحين وفرار الباقين، كما نفّذ الجيش السوري ضربات صاروخية ومدفعية في كفرسجنة والنقير قضى خلالها على عدد من المسلّحين.
وتسيطر "هيئة تحرير الشام" أو "جبهة النصرة" سابقاً على الجزء الأكبر من إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، كما تنتشر فيها فصائل مسلحة وجماعات معارضة أقل نفوذاً.
ومنطقة إدلب ومحيطها مشمولة باتفاق روسي - تركي منذ أيلول 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة الجيش السوري والفصائل المسلّحة، كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات المقاتلة من المنطقة المعنية، إلا أنّه لم يتمّ استكمال تنفيذه.
وأعلنت دمشق مطلع الشهر الحالي موافقتها على وقف لإطلاق النار استمرّ نحو 4 أيام، قبل أن تقرّر استئناف عملياتها العسكرية، متّهمة الفصائل بخرق الاتفاق واستهداف "قاعدة حميميم الجوية" التي تتخذّها روسيا مقراً لقواتها في محافظة اللاذقية الساحلية.