الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

احمد يوسف: حماس نجحت في ادارة ملف الصراع وهي ملتزمة بالتهدئة لسد الذرائع .. وقمة دمشق ستحقق المصالحة الوطنية

نشر بتاريخ: 19/03/2008 ( آخر تحديث: 19/03/2008 الساعة: 17:39 )
غزة -معا- قال الدكتور أحمد يوسف المستشار السياسي في وزارة الشؤون الخارجية التابعة للحكومة المقالة " ان حركة حماس نجحت في إدارة ملف الصراع بحنكة واقتدار ما جعل الجميع يعيد النظر في حساباته الخاطئة".

واضاف يوسف في بيان صحافي وصل لوكالة "معا"بمناسبة مرور عامين على وجود حركة حماس في السلطة "بأن نجاح الحكومة المقالة برئاسة إسماعيل هنية في إدارة الشأن الداخلي، وضبط الأمن والنظام العام، وثبات قوى المقاومة في التصدي للإجتياحات الإسرائيلية سيجعل الاحتلال يراجع حساباته ويطالب بالتهدئة سرًا وعلانية قبل أن يفكر في القيام بأي عملية عسكرية قادمة".

وأشار يوسف إلى أنه حماس ابدت استعدادها للالتزام بالتهدئة لسد الذرائع في إطار المسعى المصري لفتح معبر رفح.

الإسلاميون والدخول على خط السياسة:

وبين يوسف ،أنه منذ أن فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية في يناير 2005وتشكيلها الحكومة العاشرة برئاسة إسماعيل هنية، فان التآمر الغربي الذي تقوده إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لم يتوقف، بل اتخذ أشكالاً وسياسات توزعت على مساحات واسعة من محاولات إحكام الطوق والخناق على الحكومة.

ونوه يوسف إلى أنه مع تعاطي حماس (الحركة والحكومة) الايجابي مع الرئيس أبو مازن والكل الوطني بضرورة البحث عن مخرج يسهم في رفع الحصار الاقتصادي وإنهاء العزلة السياسية، وتهيئة الأجواء للإقلاع في اتجاه فضاءات المجتمع الدولي، تشكلت حكومة الوحدة الوطنية لتكون تعبيرًا حقيقيًا عن رغبة الجميع في إقامة الشراكة السياسية المبنية على أرضية تفاهمات القاهرة وثيقة الوفاق الوطني واتفاق مكة..

ولكن ـ وللمرة الثانية ـ وقفت أمريكا محتجة على ذلك، وأعادت نسج خيوط التآمر على حركة حماس، والدفع بكل ما أوتيت من قوة لإفشالها، عبر المزيد من ضغوطات الحصار والعزلة السياسية وغض الطرف عن آلة التنكيل الإسرائيلية .

ووصف يوسف ما جرى في غزة في حزيران 2007 "عملية تصحيحية" تطهر معها قطاع غزة من كافة أشكال الفلتان الأمني وفوضى السلاح، وأعقبها استتباب الأمن والنظام العام بصورة لم يشهدها القطاع منذ نشأة السلطة الفلسطينية في 1994.

ولفت يوسف،إلى "أن البعض حاول أن يشي بأن حركة حماس تريد التهدئة لأنها مضغوطة داخلياً ومأزومة خارجياً، وهي تتطلع لفترة من الاستقرار والهدوء لإعادة ترتيب صفوفها والحفاظ على انجازها الوطني، والتمكين لمشروعها في الحكم، والسعي لكسب ودّ الطرف المصري المبادر بالتهدئة.. وحتى لا تبدو حكومة إسماعيل هنية أنها ترفض كل شيء، وتتمرد على "رجاءات" ومناشدات الكل الوطني، والكل العربي وبعض الكل الإسلامي ومجمل الكل الدولي".

واشار يوسف، الى إن الحكومة الإسرائيلية لا تريد الظهور أمام شعبها والعالم بأنها هي من يطلب التهدئة أو يسعى إليها.. ولذلك، تتحدث بلغة الاشتراطات التي توحي وكأن حماس هي من أدركها الإعياء والتعب وتطلب التهدئة، لترميم صفوفها وحشد قواها وتعبئة كوادرها وتجهيزها للمعارك القادمة..!!

واتهم يوسف" بعض قيادات السلطة في رام الله" بتمهيد الطريق للعدوان بما أطلقته من تصريحات تدين المقاومة وتحرض عليها، ليتحقق لهم حلم العودة على ظهور دبابات الميركافاط على حد قوله.

أوروبا: فسحة هدوء:

وكشف يوسف،إلى إن جهات أوروبية ناشدة حماس أكثر من مرة ألا تعطى ذريعة لإسرائيل لكي تتمادى في عدوانها تحت غطاء أن حماس تطلق الصواريخ على مدنها ومستوطناتها، وأن أسرع وسيلة لكشف هذا الزيف الإسرائيلي وفضحه عالميًا هي "فترة من الهدوء"، حيث يُكسب ذلك حماس أرضية أخلاقية عالية، ويجرد إسرائيل من كل ادعاءاتها الكاذبة، ويمهد الطريق للتعجيل برفع الحصار، وتسهيل عملية فتح المعابر.

المستشارة ميركل:تصريحات غير لائقة

ووصف يوسف، التصريحات التي صدرت عن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في اسرائيل بغير اللائقة والعدوانية، وتدفع في اتجاه فقدان ألمانيا لاحترامها داخل المحيطين العربي والإسلامي.

وقال يوسف،إن إسرائيل باحتلالها للأرضي الفلسطينية والعربية وتعدياتها المتكررةوارتكابها للمجازر في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة تستوجب من المجتمع الدولي وأوروبا على وجه التحديد التنديد والاستنكار وليس المداهنة والخداع والربت على الكتف للتمادي في الجرائم بما تحمله من انتهاك للقانون الدولي.

ولفت يوسف الى إنه على المستشارة الألمانية إذا ما كانت حريصة على الصهاينة إلى هذا الحد أن تقول لهم "إن من عانى من المحرقة (الهلوكوست) النازية عليه أن لا يفكر بصنع محرقة للغير كما جرى في غزة" ، وإنه يجب وضع نهاية لهذه المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، يكفي حصاراً.. ويكفي احتلالاً .

أمريكا: استمرار لدبلوماسية الخداع

وقال يوسف "إن الموقف الأمريكي الذي أظهرته وزيرة الخارجية رايس بإعطاء الموافقة على التهدئة لم يثر الدهشة، وإن كان أثار الاستغراب لدى الكثيرين

وأكد،إن أمريكا سارعت باللحاق بالركب قبل أن تبتعد القافلة، وينكشف أمر تأمرها وكذلك فعل بعض حلفائها في المنطقة بعد ان ادركت ان عقد التحالف الذي عقدته مع الأوربيين وبعض دول الشرق الأوسط على وشك الانفضاض لاعتبارات سياسة وأمنية مختلفة على حد قوله .

وحول افاق نجاح القمة العربية المرتقبة في دمشق نهاية الشهر الجاري قال يوسف،"إننا على قناعة بأن القمة العربية في دمشق سيكون على رأس أجندتها رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وتحقيق المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية"

وبين يوسف "إن الموقف الأمريكي يبدو تكتيكيًا، وليس في جعبة الإدارة الأمريكية الحالية إلا استمرار البحث عن مقتلة جديدة لحماس تخرجها من السلطة.. وربما ستعيد أمريكيا محاولاتها من جديد من خلال العملية السياسية عبر ما يسمى بالانتخابات المبكرة".