نتنياهو يتلقى هجوما مضادا على خلفية ضرب سوريا
نشر بتاريخ: 25/08/2019 ( آخر تحديث: 25/08/2019 الساعة: 22:41 )
بيت لحم- معا- اتهم قادة ومحللون إسرائيليون، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، بأنه يستخدم الهجوم، الذي استهدف مواقع إيرانية في سوريا، لـ"أغراض سياسية".
وليلة السبت/ الأحد، أعلن نتنياهو، مسؤولية إسرائيل عن هجوم استهدف فيلق القدس وميلشيات شيعية في العاصمة السورية دمشق.
وقال نتنياهو، في تغريدة على حسابه على تويتر، "بجهد عملياتي كبير، أحبطنا هجوما من قبل فيلق القدس والميليشيات".
وأضاف أن "إيران ليس لها حصانة في أي مكان.. وقواتنا تعمل في كل اتجاه ضد العدوان الإيراني".
وتابع "أصدرت تعليمات للاستعداد لكل سيناريو. سنواصل العمل ضد إيران والمنظمات التابعة لها بتصميم ومسؤولية".
وانتقد موشيه يعالون، القيادي في حزب "أزرق- أبيض"، والذي عمل في السابق وزيرا للجيش ورئيسا للأركان، إعلان نتنياهو مسؤولية إسرائيل عن الهجمات ضد القوات الإيرانية في سوريا.
وقال يعالون، في مقابلة إذاعية مع هيئة البث الإسرائيلية، "نفذنا عمليات كثيرة كهذه، لكننا لم نسارع لإبلاغ أصدقائنا والإعلان عن مسؤوليتنا عنها، وفي الفترة الأخيرة يتم استخدام هذه العمليات لأغراض سياسية، وهذا يؤسفني".
كما هاجم رئيس الوزراء السابق إيهود باراك، نتنياهو، ونشر مقطع فيديو على حسابه على تويتر، قال فيه "إن الخطر الوجودي الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل، وهو أشد من خطر الإرهاب والصواريخ وحتى من إيران، هو خطر انهيار إسرائيل من الداخل، عبر القضاء على الديمقراطية فيها، وفرض السلوك الديني فيها، والفساد الذي ينهش كل دوائر الحكم، ومع حقيقة عدم وجود استعداد للحديث بصدق عن مستقبلنا".
وفي مقابلة مصورة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قال باراك، الأحد، إن "الهجوم الإسرائيلي في سوريا لا علاقة له بالردع، بل هو ثرثرة ستأتي بالضرر على إسرائيل، وظاهرا باتت ملازمة للحكومة الحالية التي تسارع إلى الإعلان عن مسؤوليتها عن هجمات خارجية، بعد أن أمضت إسرائيل عقودا وهي تنفذ عمليات ضمن سياسة الغموض، التي تمنع الآخرين من الرد عليها".
وأضاف باراك، "الثرثرة نابعة من دوافع سياسة لدى نتنياهو، وهذا صحيح دائما، بدءا من اللحظة التي أعلن فيها عن استيلاء إسرائيل على الأرشيف النووي الإيراني".
كما اعتبر المحلل أمير بوخبوط، في موقع "واللا" الإخباري، أن خطر الطائرات المسيرة الذي قالت إسرائيل إنها أحبطت هجوما بها كان فيلق القدس الإيراني يسعى لتنفيذه من الأراضي السورية، ليس الخطر الحقيقي على إسرائيل، بل سعي إيران إلى إقامة محور بري من أراضيها عبر العراق وسوريا وصولا إلى لبنان.
وأضاف بوخبوط، أن "هذا المحور البري سيمكن إيران من نقل أسلحة أشد خطرا إلى سوريا ولبنان.. فالمشكلة الإيرانية أكبر من هجوم بطائرات انتحارية ذات قدرة تدميرية صغيرة، لأن خطر طهران يكمن في توفيرها الدعم لعشرات الآلاف من أعضاء الميلشيات الشيعية، عبر المحور البري في العراق وسوريا ولبنان.. وربما في المستقبل قد يجد طريقا إلى غزة".
أما المحلل البارز في القناة 12 العبرية إيهود إيعاري، فقال إن إسرائيل تخوض المواجهة مع إيران بشكل منفرد، بعد أن تخلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عنها في المواجهة الفعلية.
وأضاف إيعاري، "صحيح أن ترامب فرض عقوبات قاسية على إيران، وانسحبت إدارته من الاتفاق النووي الدولي، لكنه ترك الآخرين يخوضون المعركة الحقيقية مع إيران. وحاليا إسرائيل تخوض المعركة بالوكالة عن الولايات المتحدة، وتقوم بالمهام التي يتجنب القادة الأمريكيون تنفيذها".
وتابع "الإيرانيون يشعرون أن لهم الحرية الكاملة لإرسال صواريخ إلى المناطق التي ينعدم فيها التواجد العسكري العراقي، لذلك تقوم إسرائيل بشن هجمات على هذه الأهداف، لكن هذا لن يوقف الإيرانيين، وستدفع إسرائيل الثمن".