الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسار جديد في التوعية الاستثمارية- زيارة للبورصة ومدينة نابلس.. انطباعـات ومواقف تؤكد ريادية الفكرة

نشر بتاريخ: 19/03/2008 ( آخر تحديث: 20/03/2008 الساعة: 00:05 )
نابلس-سلفيت-معا- منذ انطلاقه في الأسبوع الأول من شهر آذار 2008، شكل برنامج زيارة للبورصة ومدينة نابلس الذي أطلقته سوق فلسطين للأوراق المالية، إسهاما هاما في برنامج التوعية الاستثمارية، وصولا لفئات وشرائح اضافية، وربطها بمفاهيم وطنية تتعلق بالتغلب على قيود الحصار وتنشيط الحركة الاقتصادية، وتاريخية بزيارة معالم حضارية وتراثية، وثقافية بزيارة مراكز ثقافة ومؤسسات تعليمية في المدينة المحاصرة، لتعميق الوعي والفهم بأساليب مستحدثة تلائم متطلبات المرحلة.

الزيارة ومنذ انطلاقها شهدت إقبالا من المدارس والكليات والجامعات، وشكلت نموذجا وقصة نجاح تؤكد بصيرة مطلقيها، فحققت في هذا البرنامج أهداف متعددة وجمعت مفاهيم مختلفة، فهي محاولة للتغلب على القيود وإبراز لإرادة الحياة لدى المجتمع الفلسطيني، فجاءت لتربط مفاهيم الوطن والاقتصاد بالتاريخ والحضارة العريقة، الأمر الذي سيعزز بدفع العديد من المؤسسات لتحذو حذوها، وفي هذا مكاسب اضافية للمجتمع والاقتصاد الفلسطيني على نحو عام.

ولتسليط الضوء على هذه التجربة الرائدة واستطلاع مختلف المواقف والآراء، كانت هذه الجولة في المواقف والآراء والانطباعات لمعرفة مدلولات البرنامج ودعائمه.

تعريف بالسوق وكسر الحصار...

سوق فلسطين للأوراق المالية، صاحبة المبادرة بإطلاق برنامج زيارة للبورصة ومدينة نابلس، والذي يأتي ضمن نشاطات برنامج التوعية الاستثمارية فيها، تسعى لتحقيق جملة أهداف من خلال إطلاقها البرنامج، لعل أهمها، تثقيف طلبة المدارس والجامعات بعمل أسواق المال وأدواتها الاستثمارية، والتعرف عن قرب على قطاع الأوراق المالية، والدور الذي يلعبه السوق في خلق بيئة استثمارية سليمة في فلسطين، تعود بالنفع لمصلحة الاقتصاد الوطني.

أهداف مختلفة للبرنامج، وعن ذلك تصف رقية عيران، مندوبة العلاقات العامة في السوق أهداف البرنامج بقولها: البرنامج يأتي ضمن جهود السوق في تحمل مسؤوليتها الاجتماعية، والمساهمة في التخفيف من حدة الضغوط النفسية لدى الفئة العمرية المستهدفة من البرنامج، وهم طلبة المرحلة الثانوية والجامعات، وإتاحة المجال للتعرف على مدينة نابلس ومعالمها التاريخية والتراثية والثقافية.

حصار مشدد مفروض على مدينة نابلس منذ ثواني سنوات، وهنا لا تخفى عيران أهم أهداف برنامج الزيارة، والمتمثل بالمساهمة في جهود كسر هذا الحصار المشدد على المدينة، وتنشيط الحركة التجارية والسياحة الداخلية للمدينة، مما يحقق جملة فوائد تعم مختلف الفئات والشرائح.

برنامج متكامل...

جامعة النجاح الوطنية وتحديدا حرمها الجديد في منطقة الجنيد غرب مدينة نابلس، تشكل محطة بارزة من محطات برنامج زيارة للبورصة ومدينة نابلس، ويعلق جلال سلمان من العلاقات العامة في الجامعة حول فكرة البرنامج: الفكرة رائعة ومميزة، وتساعد الطلبة لتعميق معرفتهم بمدينة نابلس ومؤسساتها الوطنية الرائدة، وإبراز معالمها الحضارية والثقافية والاقتصادية، خاصة للفئة العمرية المستهدفة من البرنامج طلبة المرحلة المتقدمة في المدارس والمعاهد.

توقيت لم يكن عبثي الاختيار، فتوقيتها يتزامن وبشائر فصل الربيع وموسم الرحلات المدرسية، ويرى سلمان أن الزيارة مناسبة هامة للتأكيد على إرادة الحياة لدى المجتمع الفلسطيني رغم قسوة الاحتلال، فهي تشكل عنصرا هاما في كسر الحواجز النفسية التي تسيطر على فئة الطلبة في ظل الظروف الحالية الصعبة، ومتنفسا للخروج من هذه الضغوط وفرصة بالتعرف والتعلم والترفيه عن النفس، واكتشاف آفاق جديدة لدى الطلبة الزائرين.

وعن اختيار جامعة النجاح كإحدى محطات برنامج زيارة للبورصة ومدينة نابلس، يشيد سلمان بسوق فلسطين للأوراق المالية وبرنامج زيارتها المتميز، مؤكدا أن السوق ببرنامج الزيارة، يقدم رزمة متكاملة تشمل التعرف على مختلف المؤسسات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والثقافية، ويشير في هذا الصدد أن الجامعة صرح علمي وثقافي بارز على صعيد الوطن، وتشكل فرصة للطلبة خاصة في هذه المرحلة العمرية للتعرف عن قرب على الجامعة وبرامجها الأكاديمية والعلمية، كما أن الجولة الميدانية في مرافق الجامعة المختلفة تعطي الطلبة حافزا إضافيا لمواصلة الدراسة وتعطي صورة عن طبيعة الحياة الجامعية.

إنعاش المدينة...

نابلس العاصمة الاقتصادية لفلسطين كما أعلنها الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، لا تزال تعاني من الحصار وتدهور الحركة التجارية بسبب الحواجز وإجراءات الاحتلال. سعدي محمود فطوم، مسؤول حمام الشفاء التركي، أحد ابرز معالم البلدة القديمة، يقول: أن البرنامج الذي تنفذه سوق فلسطين للأوراق المالية مفيد للمدينة، ويساهم في تنشيط حركتها التجارية والسياحية، ويتيح الفرصة للشباب للتعرف على التراث الوطني الفلسطيني، والمعالم التاريخية في البلدة القديمة.

نصير عرفات، مدير مركز عمرو عرفات الثقافي في البلدة القديمة بنابلس، يرى أن مشروع الزيارة الذي تنفذه السوق من أروع النشاطات الحالية على ارض الواقع، خاصة أن الفئة المستهدفة هم الشباب الواعدين للمستقبل، مما يساهم بتعزيز التواصل بين الفرد والمجتمع الفلسطيني وتعزيز الانتماء للوطن، وإعادة الحياة والحركة الاقتصادية للمدينة بعد ثماني سنوات من الحصار.

من جهته، يؤكد علاء الجيطان، منسق الأنشطة في مركز بلدية نابلس الثقافي، أن الزيارة لمدينة نابلس ساهمت في تعريف أبناء فلسطين من خارج مدينة نابلس خاصة الجيل الصاعد، بالمدينة ومعالمها المختلفة بعد ثماني سنوات من القطيعة وانقطاع التواصل مع بقية المحافظات.

ويذهب الجيطان في وصفه لبرنامج الزيارة التي تنظمها السوق، باعتبارها خطوة هامة وانجازا للسوق المالي، وخطوة ملفته للنظر ومميزة، خصوصا في مرحلة إعادة الحياة للمدينة بمختلف جوانبها، الاقتصادية والثقافية والتراثية، بموازاة نشاطات ثقافية واجتماعية أخرى جرى ويجري تنظيمها، كالمعرض الذي ينظمه مركز بلدية نابلس "معرض نابلس.. الأصالة والإبداع" لتظل نابلس حية ونشطة وعالية.

انطباعات ايجابية...

يعد برنامج زيارة للبورصة ومدينة نابلس، فرصة للتعلم والترفيه في آن واحد، ويشكل متنفسا للخروج من الضغوطات النفسية والدراسية في أجواء يسيطر عليها المرح والحرية، ماجدة الأحمد، مدرسة في مدارس الرياض الأكاديمية بمدينة جنين، تعبر عن انطباعاتها تجاه برنامج الرحلة: الرحلة مفيدة وممتعة، وشكلت فرصة لزيارة أماكن تاريخية وتراثية ومعالم ثقافية وتعليمية، فاختيار مواقع الزيارة كان موفقا. وتشير الأحمد لاستفاد الطلبة من الرحلة، لدرجة أنهم طلبوا المجيء لمدينة نابلس مرة أخرى، فالزيارة ترفيهية، لا ضوابط على الطلبة فيها، وتمتعوا بالحرية في الأماكن التي تمت زيارتها، خصوصا في حدائق جمال عبد الناصر والمدرج الروماني.

انطباعات ايجابية وآراء تتفق على أهمية الزيارة بما تحمله من معاني تعليمية وترفيهية، وهذا ما يؤكده عطية جعايصة، طالب في المرحلة الثانوية بمدرسة الطيبة، بقوله: هذه أول زيارة لي لمدينة نابلس وخاصة البلدة القديمة، الزيارة ناجحة ومميزة وفيها التشويق والإثارة، لقد تعرفت عن قرب على مدينة نابلس.

محمد زهيد، مدرس في مدرسة الطيبة الثانوية، يقول عن برنامج الزيارة: برنامج الزيارة يمثل نشاط اجتماعيا مميزا للسوق، فكرتها رائدة وذكية تحسب لسوق فلسطين، فالزيارة للبلدة القديمة تعود بنا إلى التاريخ، وتذكرنا بتاريخنا القديم ويوثق الارتباط بالأرض والوطن، وتشجع الطلبة لمواصلة دراستهم خاصة أن الزيارة تمكن الطلبة من الاطلاع عن كثب على مؤسسات ثقافية وتعليمية.

فكرة ريادية...

روان بدارنه، طالبة في الصف الحادي عشر، أكدت أن الزيارة، كانت رحلة ممتعة أكسبتها معارف وخبرات جديدة من خلال زيارتها للبورصة الفلسطينية والاطلاع على عمل السوق المالي ومجالاته، وتضيف روان: برنامج زيارة البورصة الفلسطينية ومدينة نابلس كان مميزا وفريدا من نوعه، اكتشفنا أشياء جديدة وتعلمنا مفاهيم حديثة، تتعلق بعمل البورصة والأسهم ومعلومات عن السوق وشركات الوساطة.

روان تحمل انطباعات جميلة عن زيارتها للبورصة ومدينة نابلس، وستبقى في ذاكرتها المواقع التي زارتها، ابتداء من السوق ومرورا بجولتها الميدانية لأسواق البلدة القديمة ومصانع الصابون والمركز الثقافي لبلدية نابلس، وانتهاء بجامعة النجاح الوطنية وحدائق جمال عبد الناصر والمدرج الروماني.

فكرة ريادية بادرت بها سوق فلسطين للأوراق المالية، تؤكد جملة أهداف وفوائد جمة يسعى السوق لتحقيقها، من خلال اندماجه مع مؤسسات العمل المجتمعي وتحمله لمسؤولياته الاجتماعية، فاستمرارية البرنامج وإقبال المدارس الحكومية والخاصة والكليات والجامعات للمشاركة فيه، يؤكد ما تتطلع إليه السوق من أهمية بناء جيل يتخذ العلم والوعي سلاحا لمواجهة تحديات العصر الحديث، ومواكبة تطورات تكنولوجيا المعلومات.