الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رد الجبهة الديمقراطية على افتتاحية "الحياة الجديدة"

نشر بتاريخ: 07/09/2019 ( آخر تحديث: 07/09/2019 الساعة: 12:32 )
رد الجبهة الديمقراطية على افتتاحية "الحياة الجديدة"
رام الله- معا- ردت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على ما ورد في افتتاحية صحيفة "الحياة الجديدة" الرسمية التي حملت عنوان "معضلة الجبهة الديمقراطية"
وقال الناطق باسم الجبهة في تصريح صحفي "إن التجربة الفكرية والسياسية للجبهة الديمقراطية تغتني بنضالات شعبنا لا بمن يكتبون بالأوامر".
وفيما يلي نص التصريح :
"للمرة الثانية خلال اقل من عام، يخرج علينا رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة الصادرة في رام الله، بمقال عنوانه "معضلة الجبهة الديمقراطية" وهو مكرس للهجوم على الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومواقفها، منطلقا من الهجوم على بيان الجبهة الأخير بشأن لجنة وقف العمل بالاتفاقيات، نحو الهجوم على مواقف الجبهة الديمقراطية بشكل عام وتاريخها وسياساتها، بل يبدي المقال وكاتبه من "الجرأة" ما يجعله يتنبأ بمواقف الجبهة الديمقراطية المستقبلية محذرا الجبهة من أن الأوان قد فات على علاج "معضلتها" وعلى ما أسماه "مرضها العضال"
وسواء كان المقال اجتهادا شخصيا من رئيس التحرير، أو تنفيذا لتعليمات وردته من جهات مدنية أو أمنية أعلى، فما يهمنا أن المقال نشر بوصفه "كلمة الحياة الجديدة" أي أنه صادر عن المؤسسة الصحفية التي يعلم الجميع بأنها مملوكة للسلطة وممولة من الخزينة العامة، وبالتالي هي تعبر إلى حد كبير عن رأي أصحاب القرار أو المتنفذين في السلطة ليس تجاه المسائل الوطنية والسياسية فقط بل حتى في الشؤون والخلافات والتباينات الداخلية. ومن المؤسف أن تعمد أي جهة إلى زج هذه الصحيفة وإقحامها في خلافات حزبية، فالأحرى أن تكون الصحيفة المملوكة للسلطة والممولة من المال العام معبرة عن الوطن وقضاياه وعن الشعب وتطلعاته لا فريق حزبي دون آخر
لطالما رحبت الجبهة الديمقراطية ونادت على امتداد تاريخها، بتفعيل مبدأ النقد والنقد الذاتي، وحوار الأفكار وصراعها، بل إنها غالبا ما تعرض وثائقها الفكرية والسياسية للنقاش العام أملا في تطويرها من جهة وسعيا للتأثير في الرأي العام، وكلا الهدفين يتحققان في كل مرة تعرض الجبهة وثيقة من وثائقها. ولكن من المشكوك فيه أن كاتب المقال يملك من المقومات الشخصية والنضالية والثقافية ما يؤهله لتوزيع شهادات الوطنية والجدارة والكفاءة، وما يجوز وما لا يجوز، بل إن المطلع على المقال يرى أن الكاتب يهاجم دعوة الجبهة الديمقراطية إلى تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي، وقرار تعليق العمل بالاتفاقات مع دولة الاحتلال، وبخاصة تلك التي ليست بحاجة إلى آليات لتنفيذها مثل تعليق الاعتراف بدولة الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية التي لها بديل محلي، وهو يصف هذه الدعوة بالمزايدة والشعبوية دون أن يدرك أنه في الواقع يهاجم قرارات حظيت بالإجماع الوطني وتكرر اعتمادها من أعلى السلطات التشريعية في منظمة التحرير الفلسطينية، وهو بهذا يوجه تهمة الشعبوية إلى الكل الوطني وليس فقط للجبهة الديمقراطية.
تؤمن الجبهة الديمقراطية إيمانا راسخا وعميقا بأن تجربتها الثورية والفكرية تغتني كل يوم بإبداعات ونضالات المئات والآلاف من أبناء شعبنا في الوطن والشتات، عمالا وشبابا ونساء ومقاتلين وأسرى ومثقفين، ولكنها تؤمن كذلك أن من يكتب ويدبج المقالات وفقا للتعليمات والأوامر السلطوية التي تصدر له لا يمكن له موضوعيا أن يسهم في إغناء وتطوير الثقافة والفكر الوطني الفلسطيني، ناهيك عن توجيه النصائح والمواعظ لفصيل قدم عبر تاريخه المئات من خيرة المثقفين الثوريين الفلسطينيين في شتى مجالات الإبداع والثقافة، ورفد ولا يزال يرفد المكتبة العربية بالمئات من الإصدارات الفكرية والنظرية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وبأداة قياس مشابهة فإن فصيلا قدم أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة شهيد آخرهم شهداء العيزرية وأبو ديس والعيسوية وجيوس والنبي صالح والمزرعة الغربية وغيرها وغيرها، لا يحتاج لمن يدله على ما هو وطني وما هو غير وطني، وعن القيم والأخلاقيات الوطنية التي يدعي كاتب المقال حرصه عليها.
أخيرا تبدو الخلاصة الأبرز من هذا المقال مزعجة إلى حد كبير: وهي ضيق صدر الكاتب ومن يقف وراءه ويشجعه على هذا النوع من الكتابة عن الاستماع إلى ما يخالف رأي القيادة، عملا بالمقولة البائسة "من ليس معي فهو ضدي".