مناقشة رواية تايه لصافي صافي في مركز بيت المقدس للأدب
نشر بتاريخ: 15/09/2019 ( آخر تحديث: 17/09/2019 الساعة: 13:01 )
رام الله- معا- على المائدة الادبية لمركز بيت المقدس للادب ومع جمع من الادباء والمثقفين تم مناقشة رواية تايه للدكتور صافي صافي ، قدم للمناقشة صابر زيادة وكانت مع قراءة نقدية للدكتور صبحي عبيد وقراءة أدبية لعبد الغني سلامة.
افتتح المناقشة زيادة بتحليق مرتفع في سماء الرواية حيث قال : " في رواية تايه حاور الرواي واقعه بوعي وعمق وحرارة ليعيد صياغة هذا الواقع صياغة فنية .
والكاتب يعيش في روائيته قلقاً عميقاً على واقع يطمح في تغييره، هذا القلق شكل له حافزا داخليا قويا ، الكثير من احداث روائية تعتليها ملامح الاصالة ، اصالة ابن البلد الذي يحلم بالعودة .
البنية اللغوية في الرواية هي ثمرة لعلاقات متباينة بين الشخصيات في النص بل ان هناك معماراً فنياً يحمل وهجاً ينير الطريق ليعرض الكاتب بقريته الاصل بيت نبالا : اسمها ، موقعها ،ناسها، طبيعتها، وجغرافيتها.
لغة الكاتب فيها جيشان عاطفي تتوهج في ثناياه الحياة والواقع و الظروف فلا نكاد نلمح مسافة بين اللغة والقضية المركزية في الرواية
"بيت نبالا" ، وبهذا نحسّ عند الكاتب انتقاء للمفردات بطعم الخيال وبنكهة خاصة تدخل في طعم الواقع الانساني والاجتماعي والسياسي .
الدكتور صافي من ناحيته : قدم شهادته حول الرواية فبين انها استغرقت معه خمسة سنوات و انها تشكل سيرة ذاتية لبلدته بلغة و أحداث مختلفة .
وبين ان شخصية تايه هي المراقب والمشارك في الاحداث وان شخصيات الرواية هي خليط بين الواقع والخيال ثم بين ان البطل ليس بالضرورة ان يكون شخصية قوية وممكن ان يكون بهلولاً .
الدكتور صبحي رأى الرواية رائعة من عدة جوانب كان أبرزها الناحية التاريخية والبعد التراثي الذي أغنى الرواية بجمالياته الرائعة ، وقد دلل على ذلك بقرائة عدة فقرات جميلة تجلت فيها المشاهد التراثية العبقة ، حيث ركزت على عادات اهل بيت نبالا في المناسبات المختلفة ، وقد زودت القارىء بموضوعات متعددة مهمة لفهم خلفية الرواية ، وتعرض عبيد للعنوان "تايه" واعتبر اختيار هذه الشخصية عنوانا للرواية لم يكن هو الافضل وكان من الاولى اختيار شخصية أكثر حضورا في المجتمع الفلسطيني ، وخلص في قراءته أن الرواية تمثل وثيقة تاريخية تراثية أدبية جميلة .
من ناحيته استعرض سلامة الرواية من جوانب متعددة وذكر ان "تايه" هي الرواية التاسعة لصافي ، فيها الكثير من القصص القصيرة والقصص التراثية ، فالكاتب مسكون بحب قريته الام "بيت نبالا" ونجح في ان يوثق تفاصيل في غاية الاهمية وينقلها للأجيال القادمة
وقال ان الرواية فيها ثلاثة ابعاد :
البعد الانساني : حيث ولد تايه وكانت نشأته في بيت نبالا ثم هُجّر منها وانتهت الرواية باصابته بطلق ناري بقدمه وحيث كانت امه تسكن المغارة وقد تساءل عن هذه الشخصية :
وقال : هل هو الانسان الفلسطيني العائم على وجهه وان سطحية تفكيره هي سطحية تفكير العرب في حينها ؟
ام ان تايه هو الفلسطيني النقي الذي يمثل ضمير المجتمع الذي يجب ان يكون ؟
وتعرض للبعد السياسي : حيث الصراع الواضح والرغبة الملحة في العودة
وقال في البعد التوثيقي : في الرواية سرد تاريخي ممتع وضروري لم يفقد الرواية عنصر التشويق رغم كثرة الاحداث.
وافتتح النقاش للجمهور المسارك حيث اشادوا بالرواية وسلطوا الضوء على مكامن الروعة فيها : كان منهم : فرج عبد الحسيب والدكتور عماد البرغوثي و عطاف عليان ولطفية الحواري وابتسام البرغوثي وعبد الكريم زيادة ووليد الهودلي .