نشر بتاريخ: 22/03/2008 ( آخر تحديث: 22/03/2008 الساعة: 17:43 )
بيت لحم - معا - ينتظر الهيئة العامة لاتحاد كرة القدم السبت المقبل اجتماعا في غاية الاهمية، ان لم يكن الأهم من بين اجتماعات العمومية المتعددة التي عقدت منذ تأسيس اتحاد الكرة، بل هو هكذا، أي الأهم من بين جميع الاجتماعات لأنه سيقر النظام الاساسي للاتحاد، بعد ان عمل مجلس الاتحاد دون نظام، أي دون قانون، على مدار قرابة الـ 41 عاما.
وأعتقد جازما ان اجتماع السبت هو أهم من اجتماع منتصف ايار الذي ستجري فيه انتخابات المجلس الجديد لادارة شؤون اللعبة، لانه اي اجتماع السبت، هو الذي سيؤسس لعمل الاتحاد، لسنوات طويلة جدا يفترض ان يتم خلال السنوات القريبة منها اعادة بناء، وهيكلة وتطوير اللعبة لتتحقق اماني كل الرياضيين في بلادي، والتي لطالما تعرضت لنكسات وهزات قوية كادت ان تطيح بها لولا رأفة ورحمة الله.
بعد اطلاعي على مسودة النظام الاساسي خلال اللقاء الذي جرى في مقر لجنة المسابقات في رام الله، بحضوري وزميلي محمد ابو عرام وعزام اسماعيل رئيس لجنة المسابقات، ومحمد النادي امين سر اتحاد الكرة قبل خمسة ايام لم الحظ ان هناك الكثير من المواد التي ستكون موضع اختلاف بين اعضاء العمومية. وفقط، هناك ثلاث الى اربع مواد تحتاج الى مناقشة قبل تثبيتها، او تعديلها او حذفها وجميعها تتعلق بانتخابات المجلس سواء كان ذلك بآلية الانتخابات ام شروط الترشح، حيث تم >دس< بعض الشروط التي تهدف الى استثناء البعض، وذلك لأسباب ودوافع شخصية، وهي بالمناسبة، مفهومة ومعروفة، لذلك فلا أظن انها ستمرر في اجتماع العمومية.
أما اكثر النقاط التي تحتاج الى نقاش، فهي آلية الانتخابات، خاصة بما يتعلق بوحدة الانتخاب وشموليتها، ما بين المحافظات الجنوبية والمحافظات الشمالية. فهناك اكثر من وجهة نظر حول هذا الموضوع، لذلك فلا بد من الاتفاق على الطريقة الأكثر نجاعة، والتي تعزز الوحدة بين ابناء الوطن الواحد، وهي من وجهة نظري، كالاتي: بعد انتخاب الرئيس ونائبه، وفق نظام التصويت المباشر، كما يطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم >الفيفا< وهو بالمناسبة نظام يصب في مصلحتنا الوطنية والرياضية يقوم اعضاء العمومية بانتخاب اعضاء المجلس الاربعة عشر بحيث تحدد حصة المحافظات الجنوبية بستة اعضاء والمحافظات الشمالية بثمانية اعضاء على ان يقوم كل عضو من اعضاء العمومية بانتخاب ثمانية مرشحين كحد اقصى، من المحافظات الشمالية، وستة مرشحين كحد اقصى من المحافظات الجنوبية حسب نظام الكوتا.
مثال: يقوم ممثل نادي هلال القدس بانتخاب ثمانية مرشحين من المحافظات الشمالية وستة مرشحين من المحافظات الجنوبية، وكذلك يفعل ممثل نادي غزة الرياضي، وهكذا جميع اعضاء العمومية. وبعد فرز الاصوات، يفوز أعلى ثمانية مرشحين حصلوا على اصواب >حسب درجاتهم< في المحافظات الشمالية، واعلى ستة مرشحين حصلوا على اصوات وحسب درجاتهم في المحافظات الجنوبية.
واظن ان هذه الآلية تصب في المصلحة الوطنية والرياضية، خاصة وان الانتخابات ستجري خلال اجتماع موحد للعمومية، ومن اهم نتائجها الايجابية هي:
اولا: التأكيد على ان رئتي الوطن وحدة واحدة لا تقبل القسمة وان ما تفرقه السياسة تجمعه الرياضية.
ثانيا: ان كل عضو يتم انتخابه يكون ممثلا لجميع اعضاء العمومية، فالعضو الذي ينجح من خان يونس يكون ايضا ممثلا لهلال اريحا، والعكس صحيح، وهذا يعزز قوة اعضاء الاتحاد ويحد من السلوك المناطقي لديهم. وقد تخرج علينا بعض الاصوات التي ستنادي بالشعار القائل: أهل مكة ادرى بشعابها ولكننا سنرد عليهم وبحزم ان شعاب رفح هي نفس شعاب جنين، وشعاب الخليل هي ذات شعاب النصيرات، وان هذا الطرح، هو فئوي وضيق، وهو تكريس للانقسام المرير. وغير صحيح، على الاطلاق، ان اعضاء العمومية في المحافظات الجنوبية لا يعرفون عن نظرئهم في المحافظات الجنوبية، او العكس لأن وطننا صغير، لا بل صغير جدا. ونقول لمثل هؤلاء: لو ان الامر كذلك، فماذا كان سيفعل الاشقاء في مصر او في السودان عند انتخاب مجلس الاتحاد؟ ان المعترضين على تعديل آلية الانتخابات قد يسعون الى افشال الاجتماع الموحد للعمومية وللأسف هناك بوادر لذلك، ونحن نعرفها، ولكننا لن نذكرها الا اذا ما حدث ذلك، ووقتئذن سنقول كل شيء، وسيتحمل اولئك المسؤولية الكاملة امام العمومية وأمام القيادة السياسية ليحاسبوا على فعلتهم المشينة.
وأخيرا أقول: ان التحضير لاجتماع العمومية الخاص بالنظام الداخلي، والانتخابات في الاجتماع الذي سيليه، يجب ان لا يشغلنا عن قضيتين مهمتين جدا وهما:
اولا: ضرورة اعداد التقارير المالية والادارية للاتحاد، وتقديمها للعمومية قبل اجتماع العمومية الخاص بالانتخابات باسبوعين على الاقل لتتم دراستها.
ثانيا: ضرورة طرح الاعضاء الجدد، من الاندية الجديدة التي ضمها مجلس الاتحاد للهيئة العامة، سواء كان ذلك في المحافظات الشمالية أم الجنوبية، منذ الانتخابات الماضية وحتى يومنا هذا لعرضها على اجتماع العمومية التي ستقبلها او سترفضها.
[email protected]