نشر بتاريخ: 06/10/2019 ( آخر تحديث: 06/10/2019 الساعة: 19:12 )
شارك
سلفيت- معا- لم تكن إعاقة الأخوة الأربعة، ايمان وعبد الله ومحمد ونور موسى، من بلدة دير بلوط غرب سلفيت، عائقا وعيبا لهم.. ولم تكن مصدرا للعجز وعدم العمل والاعتماد على أنفسهم. أربعتهم يعانون من إعاقات مختلفة، ولكن هذه الغعاقة لم تقف أمام مسيرتهم بالحياة والعيش بكرامة، ولم تكن مصدرا لليأس، ولم تقف أمام تحقيق طموحهم في توفير دخل لهم، فقام والدهم بإفتتاح مخبز لهم ليشكل مصدر دخل لهم ولعائلاتهم. "معا" زارت الاخوة في مكان عملهم، ليتحدث الكفيف محمد (29 عاما)، بصوت مشحون بالعزيمة قائلا: "ولدت وأنا أعاني من مشكلة البصر، وإخوتي الثلاثة يعانون من مشكلة النطق والسمع، فلم تكن حياتنا بالسهولة كباقي البشر العاديين، ولكن بفضل الله اولا وبفضل والداي تخطينا كل مصاعب الحياة". ويواصل: "وفر والداي كل ما يلزمنا وقاما برعايتنا أفضل رعاية، الى أن أصبحنا نفكر بمصدر رزق لنا، من أجل الاعتماد على أنفسنا ومساعدة والدنا في المصاريف، وبناء أسر لنا، فكانت فكرتنا بعد التشاور مع والدنا بإفتتاح مخبز في البلدة، وفعلا توجت الفكرة على ارض الواقع والتي عمرها أكثر من 8 سنوات، وأصبح مخبزنا له علامة تجارية في المنطقة، ويمتد عملنا خارج المحافظة حيث نقوم ببيع الخبز الى قرى وبلدات محافظة نابلس". توقف محمد عن الحديث، عند دخول أحد الزبائن، حيث قام بترجمة ما يريده لأخيه نور (27 عاما) من خلال الإشارة، بالرغم أن محمد لا يرى، ليعود لمواصلة حديثه قائلا: "كما ترون أنا اقوم في كثير من الأحيان بترجمه ما يريده الزبائن، واعتمد على حاسة اللمس والاحساس بدلا من حاسة البصر المعطلة في مواصلة العمل من بداية تحضير الطحين الى أن يخرج الخبز جاهزا للبيع، ليساعدنا كذلك عبد الله (30 عاما) بالعمل، وبذلك تكون رسالتنا وشعارنا لسنا معاقين، الاعاقة ليست بأية حاسة من الحواس". وعن اخته إيمان (32 عاما) والتي تعاني كاخوتها من الصم والبكم، يواصل حديثه لـ معا قائلا: "تعمل منذ سنوات في الخياطة، وتعتمد على نفسها، وتتقن فن الخياطة بل أفضل العاملات في المخيطة". ويرى محمد أن الاعاقة ليست حاجزا امام أي نجاح، ويجب أن يتسلح الشخص بالارادة والعزيمة والعيش بكرامة.