نيويورك تايمز- الإسرائيليون يتساءلون بقلق: من بعد الأكراد؟
نشر بتاريخ: 09/10/2019 ( آخر تحديث: 10/10/2019 الساعة: 11:08 )
بيت لحم- معا- تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال لها اليوم الأربعاء، عن أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإنسحاب من سوريا "يدق ناقوس الخطر في أوساط المسؤولين الإسرائيليين الذين يخشون أن توقف الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل".
الصحيفة أشارت إلى أنّ الإسرائيليين من مختلف الأطياف السياسية باتوا يتساءلون: "إذا أصابت الخيانة الكرد ما الذي يمنع من أن تصيب حليفاً أميركياً آخراً؟".
وتنقل الصحيفة عن دوري غولد، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة وكبير مسؤولي السياسة الخارجية برئاسة بنيامين نتنياهو، قوله في مقابلة "أشعر بأنني كردي اليوم".
"نيويورك تايمز" أشارت في مقالها إلى أن المحللين الإسرائليين يعتبرون أن "إدارة ترامب فشلت في الرد على إيران بعد الضربات المتكررة على ناقلات النفط وحقول النفط السعودية، ما قد يقوّض مصداقية التهديدات العسكرية الأميركية"، مبرزين أنّ انفتاح ترامب على المحادثات مع إيران "عزز الفكرة بأنه لا يرغب بصراع جديد في المنطقة"، أمّا سحب قواته من مناطق الكرد فـ"عزز التصوّر الموجود لدى الإسرائيليين بأن ترامب يريد الانسحاب من الشرق الأوسط حتى لو كان ذلك على حساب النفوذ الأميركي".
في هذا السياق تنقل الصحيفة عن إميلي لانداو الخبيرة في الحد من التسلّح بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنّ "هناك شعوراً متزايداً بأن ترامب يتراجع عن التزاماته تجاه الحلفاء"، موضحةً أنّها "ليست متأكدة ممّا إذا كانت إسرائيل في الخانة نفسها مع السعودية والكرد"، آملةً ألا تكون كذلك على الأقل.
لانداو تحدثت عن أنّ "الإسرائيليين وضعوا توقعات بالاستناد إلى خطاب ترامب وسلوكه وبعض قراراته السياسية"، متساءلةً "إلى أيّ درجة سيتابع تنفيذ ما يقوله في حال كانت إسرائيل بحاجة فعلاً إلى الولايات المتحدة؟".
الصحيفة الأميركية شددت على أنّه بالإضافة إلى ذلك، يراقب المسؤولون الإسرائيليون أيضاً "كيف سيتمّ التعاطي معهم في الرياض التي أظهرت إشارات أنها مهتمة بتخفيف التوترات مع إيران".
ونقلت الصحيفة عن المحلل الإسرائيلي في مجموعة الأزمات الدولية، أوفير زالزبيرغ، أن "نفوذ نتنياهو مع ترامب قد وصل إلى مستوى جديد، ومع ذلك لا يمكنه أن يعترف بذلك علانية".
زالزبيرغ قال إنّ نتنياهو "منح ترامب شعوراً بالحصانة من التعرض للنقد الإسرائيلي، وهو الأمر الذي كان رؤساء الولايات المتحدة يأخذونه بجدية دائماً. ومع وجود شخص لا يمكن التنبؤ به مثل ترامب، فإنّ هذا أمر خطير حقاً".
المحلل الإسرائيلي سلط الضوء أيضاً على"القلق الكبير في إسرائيل في انتقال السعوديين من المعسكر الحالي أي معسكر إسرائيل والولايات المتحدة اللتين تسعيان إلى حرمان إيران من الأسلحة النووية، إلى المعسكر الذي يقول إن أكثر ما يمكننا فعله هو احتواء طموحات إيران النووية دبلوماسيًا حتى ولو جزئياً".
وفي هذا الإطار يقول السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن مايكل أورين إن لهذا الأمر "تداعيات محتملة هائلة بالنسبة لإسرائيل التي سعت إلى استخدام معارضتها لإيران من أجل تحقيق انفراجة دبلوماسية مع دول الخليج".
أورين يذكر أنّه خلال الاجتماع الأخير بين الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال أوباما بالرغم من الخلافات التي طبعت العلاقة بين الرجلين إنّه "إذا دخلت إسرائيل في حرب خطيرة فإن الولايات المتحدة ستتدخل بالطبع لأن هذا ما يتوقعه الشعب الأميركي".
وأضاف أورين "لكن لا أعتقد أن بإمكان إسرائيل الاعتماد على ذلك اليوم".
يذكر أنّ الرئيس الأميركي أشار في تغريدة له بالأمس، إلى أنّه "ربما نكون بصدد مغادرة سوريا، لكننا بأيّ حال لم نتخلى عن الأكراد، فهم أشخاص مميزون ومقاتلون رائعون. وبالمثل، كانت علاقتنا مع تركيا، شريك الناتو والتجارة، جيدة جداً".