اختتام مهرجان "ايام فلسطين السينمائية"
نشر بتاريخ: 10/10/2019 ( آخر تحديث: 10/10/2019 الساعة: 12:44 )
رام الله - معا - بالشراكة مع وزارة الثقافة وبلدية رام الله، اختتمت مؤسسة فيلم لاب فلسطين مساء أمس الاربعاء، الدورة السادسة من مهرجانها السينمائي الدولي "أيام فلسطين السينمائية" والذي عقد في قصر رام الثقافي مع فيلم "مفك" للمخرج الفلسطيني بسّام جرباوي والذي حاز على جائزة "لويجي دو لورانتس" في مهرجان فينيسيا الدولي، وبحضور المخرج ومنتجة الفيلم ياسمين قدومي والممثل الرئيسي زياد بكري.
وبدأت أمسية اختتام المهرجان بحفل توزيع جوائز "طائر الشمس" الفلسطيني عن افضل الافلام المشاركة في المسابقة عن فئات الفيلم الوثائقي الطويل والفيلم القصير وفئة الانتاج. وبناءً على قرارات لجان التحكيم المختصة لكل فئة، فقد فاز الفيلم الوثائقي" أرواح صغيرة للمخرجة دينا ناصر والفيلم القصير "إجرين مارادونا" للمخرج فراس خوري ومشروع المنوي انتاجه فيلم "فلسطين 87" للمخرج بلال الخطيب. فيما حصل الفيلم الوثائقي "ناطرين فرج الله" للمخرج نضال بدارنة على تنويه خاص من لجنة التحكيم.
وسيحصل الفائزة عن الانتاج على معدات التصوير الصوت من مؤسسة فيلم لاب والتوزيع من شركة ماد سوليوشن للتوزيع بالاضافة الى مبلغ 10000 دولار. فيما سيحصل كل من الفائز عن فئة الفيلم القصير على جائزة بمبلغ 3000 دولار وعن فئة الفيلم الوثائقي جائزة بمبلغ 4000 دولار. يذكر أن اكثر من 40 فيلمًا تقدم للمسابقة هذا العام، تم اختيار 18 منهم للمشاركة بالمسابقة يشمل 9 أفلام عن فئة الفيلم الوثائقي الطويل، و 9 أفلام عن فئة الفيلم القصير. فيما تقدم 11 مشروع لمسابقة الانتاج. كما وتم تشكيل 3 لجان تحكيم مختصّة مكونة من سينمائيين ومختصين محليين ودوليين وعرب، لاختيار الافلام الفائزة بالمسابقة.
وفي هذا السياق أكد وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف على أهمية الفعل التراكمي والتكاملي في المشهد الثقافي، وما توصل إليه "أيام فلسطين السينمائية" اليوم كحدث سينمائي فلسطيني بامتياز. كنتاج طبيعي لخطى ثابتة وشراكة حقيقية فيما بين وزارة الثقافة وفيلم لاب فلسطين وجميع الشركاء العضويين للمهرجان والمؤسسة. وما حققه فيلم لاب فلسطين خلال السنوات الماضية دليل على رؤية واضحة مستلهمة من فهم حقيقي لاحتياجات المشهد الثقافي، وبالطبيعة من شغف ووعي بأهمية السينما في تعزيز الرواية الفلسطينية ودورها الحيوي في البنية الثقافية الفلسطينية.
وكان قد افتتح المهرجان الاسبوع الماضي مع الفيلم مرشح فلسطين لجائزة الاوسكار العالمية "إن شئت كما في السماء" وبحضور مخرج الفيلم، المخرج الفلسطيني العالمي إيليا سليمان، حيث كان هذا العرض بمثابة العرض الأول له في العالم العربي وفلسطين بعد أن رشحته وزارة الثقافة لتمثيل دولة فلسطين رسميًا عن فئة الفيلم الأجنبي لجوائز "الأوسكار" في دورتها الثانية والتسعين للعام ،2020 . كما وحضر أمسية الافتتاح رئيس الوزراء الدكتور محمـــد اشــــتية ووزير الثقافة الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف و رئيس بلدية رام الله م. موسى حديد الى جانب عدد من السياسيين والدبلومسيين وممثلي البعثات الدولية في فلسطين. وفي سابقة لم يشهدها المهرجان من قبل، ونتيجة للاقبال الكبير الذي شهدته امسية الافتتاح وامتلاء قاعة قصر رام الله الثقافي، اضطر منظمي المهرجان الى فتح قاعة اضافية وتنظيم عرض موازي للافتتاح في مسرح دار بلدية رام الله كي يتسنى للمجمهور الذي توافد الى القصر ولم يجد مقاعد ان تتسنى له فرصة مشاهدة الفيلم.
وشهد المهرجان وعلى مدار الاسبوع التفافًا جماهيريًا كبيرًا، حيث نجح في دورته الحالية في استقطاب وعرض اكثر من 60 فيلـماً دوليًا وعربيًا ومحليًا في ستة مدن فلسطينية شملت العاصمة القدس ورام الله ونابلس وبيت لحم وغزة ومدينة الناصرة. هذه الافلام جاءت من دول عدة عربية وأجنبية تشمل المغرب، تونس، إيران، كوسوفو، البانيا، افغانستان، الدنمارك، ليبيا، أمريكا، فرنسا، مصر، لبنان وفلسطين.
وتميّز المهرجان هذا العام بجزئيات وبرامج جديدة من ابرزها اضافة البرنامج الموازي للبرنامج العام تحت شعار "لا يعني لا – No Means No" والذي سلط الضوء على صورة المرأة في السينما والعنف الممارس ضدها في المجتمع إذ تم تناول هذا الموضوع والخوض به من خلال عرض افلام تناولت هذا الموضوع بشكل خاص الى جانب تنظيم ندوات ومحاضرات مختصة عن صورة المرأة في السينما العربية ومدى مسؤولية صانعات الأفلام بتسليط الضوء على حقوق المرأة ورفع الوعي ومكافحة التحرش الجنسي والصورة النمطية عن المرأة والعنف المبني على النوع الاجتماعي باعتباره انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
كما وتميّزت الدورة الحالية بالبرنامج الغني والخاص بفئة الاطفال واليافعين واليافعات بعنوان "الجيل القادم Next Generation" والذي سلط الضوء على افلام للاطفال والعائلة من خلال مجموعة من الافلام القصيرة والأفلام المتحركة للأطفال، شملت افلامًا قام بانتاجها الأطفال انفسهم على مدار العام وبتدريب وارشاد مؤسسة فيلم لاب. بالاضافة الى عرض فيلم "المغامر طوبي" الذي قامت مؤسسة فيلم لاب بشراء حقوقه وبدبلجته الى اللغة العربية في خطوة هي الاولى من نوعها في فلسطين التي تم من خلالها دبلجة فيلم للعربية ليتسنى الى الجمهور الاطفال واليافع مشاهدته ضمن المهرجان.
هذا بالاضافة الى تنظيم "ملتقى صناع السينما" والذي عقد على مدار 3 ايام، في مدينتي رام الله وبيت لحم، وشارك فيه هذا العام اكثر من 50 ضيفًاة من الناشطينات في القطاع السينمائي الدولي والعربي والرائدين ات في المهرجانات السينمائية الدولية والعربية. وتخلل الملتقى العديد من ورشات العمل وطاولات حوار التي استهدفت المخرجينات والمهتمينات بصناعة السينما في فلسطين من كافة الاجيال والاعمار بهدف تبادل الأفكار السينمائية وفتح المجال امام المشاركين لتبادل ثقافة وتجربة صناعة الأفلام متعددة الثقافات وتطوير الرؤية السينمائية مع كافة الضيوف.
وعلى صعيد التعاون السينمائي وبالشراكة مع فريق بحث نصوص الأفلام السينمائية Le GREC، ,وبالتعاون مع القنصلية الفرنسية العامة في القدس، اعلنت فيلم لاب عن الفائزة في برنامج الإقامة الفنية وورشة العمل في فرنسا والتي تهدف إلى التعمّق في كتابة السيناريو الأفلام القصيرة وهي صانعة الأفلام الفلسطينية عايدة قعدان
حيث تم الإعلان عن الفائزة خلال العشاء الرسمي لمهرجان أيام فلسطين السينمائية يوم الجمعة الماضي الموافق ٥ أكتوبر.
بدوره صرّح المدير الفني لمهرجان "أيام فلسطين السينمائية" المخرج حنا عطالله :" نحن سعداء للغاية بالالتفاف الجماهيري الذي حظيه به المهرجان هذا العام، إذ شهدنا اقبالاً كبيرًا في الستة مدن، منقطع النظير". وأضاف "بالرغم من الظروف السياسية والتمويلية المعقدة الا ان "فيلم لاب - فلسطين" حريصة على اقامة هذه الفعالية السنوية والتي بدورها تضيف الكثير الى الحيز الثقافي المحلي عامةً والى المشهد السينمائي الفلسطيني خاصةً، من خلال الافلام المشاركة والضيوف المشاركين وكونه يساهم في تطوير آفاق سينمائية لدى الجمهور المتلقي".
نظم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" بالشراكة مع وزارة الثقافة الفلسطينية وبلدية رام الله، وبتمويل من كل من البيت الدنماركي في فلسطين، منظمة دعم الاعلام الدولية (IMS)، ومؤسسة التعاون والقنصلية الفرنسية العامة في القدس وبدعم من مؤسسة غياث ونادية سختيان الخيرية والممثلية السويسرية في رام الله وبرعاية كل من جوال وشركة غرغور التجارية وبنك الاتحاد وشركة اتحاد المقاولين (CCC) وبرعاية إعلامية من تلفزيون فلسطين وراديو راية أف ام ومجلة رمان الثقافية وتلفزيون الغد وميدل إيست مونيتور MEMO.
كما ونظم المهرجان بالتعاون مع العديد من المؤسسات الثقافية بالمدن الفلسطينية المختلفة، في مدينة القدس مع كل من المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) والمعهد الفرنسي ومركز السرايا لخدمة المجتمع في البلدة القديمة. وفي رام الله مع مؤسسة عبد المحسن القطان ومسرح وسينماتيك القصبة ومركز خليل السكاكيني. وفي مدينة نابلس مع مؤسسة مشروع الأمل "Project Hope" واسكدار للثقافة والفنون. وفي بيت لحم مع كلية دار الكلمة ودار جاسر ومجموعة باور "Power Group". وفي قطاع غزة مع جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني والمعهد الفرنسي في القدس – فرع غزّة، وفي مدينة الناصرة مع مؤسسة سينمانا.
من الجدير ذكره ان "فيلم لاب - فلسطين" تأسست عام 2014 كمؤسسة غير ربحية، تقوم رؤيتها على صناعة إنتاجية وديناميكية للأفلام في فلسطين عن طريق توفير فضاء مثالي للجمع بين صناع السينما بهدف التحفيز على التعلم، و تبادل الخبرات، وتشكيل مصدر إلهام لبعضهم البعض، بالإضافة إلى إنتاج أفلام فنية، من خلال عرض مخزون متنوع من الأفلام للجماهير. كما يأتي مهرجان "ايام فلسطين السينمائية" ضمن الخطة الاستراتيجية للمؤسسة والتي تقع تحت بند تنمية الثقافة السينمائية، والهدف منها اعادة احياء الثقافة السينمائية في فلسطين واستقطاب اكبر عدد من المشاهدين للافلام المستقلة. ويدعو القائمون على المهرجان الجمهور الفلسطيني بزيارة ومتابعة موقع مؤسسة فيلم لاب فلسطين للاطلاع على نشاتها وبرامجها على مدار العام.