الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير- زيادة باعتداءات المستوطنين خلال موسم الزيتون

نشر بتاريخ: 12/10/2019 ( آخر تحديث: 12/10/2019 الساعة: 18:16 )
تقرير- زيادة باعتداءات المستوطنين خلال موسم الزيتون
نابلس -معا- أفاد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير، بأن معاناة المزارعين في مدن الضفة الغربية تتواصل، وترتفع ذروتها في موسم قطف ثمار الزيتون الذي يتحول لسلسلة مضايقات واعتداءات من قبل المستوطنين.
وأشار المكتب الوطني في تقريره الأسبوعي، اليوم السبت، إلى أن المستوطنات بشكل عام، والبؤر الاستيطانية بشكل خاص، تتخذ كملاذ آمن وسط حماية من قوات الاحتلال وتواطؤ أذرعها الرسمية.
وبحسب التقرير، فإن موسم قطف الزيتون السنوي، يشكل حدثا رئيسيا لدى المواطنين، الذين يحيون من خلاله تقاليد متوارثة من الأجداد الى الآباء فالأبناء، عنوانها حب الأرض باعتبارها تمثل في صراعهم مع الاحتلال، أحد عناوين هويتهم الوطنية، وإرثهم الحضاري والتاريخي.
وقال "يوجد في الضفة الغربية ما يربو إلى 10 ملايين شجرة زيتون، مزروعة على ما مساحته 86,000 هكتار، تمثل 47% من مجمل مساحة الأراضي المزروعة، وهي أحد مصادر دخل لنحو 100 ألف أسرة.
وأضاف أن هذا القطاع يوفر فرص عمل لعدد كبير من العمال والنساء العاملات، وتتراوح قيمة إنتاج قطاع الزيتون بما فيه الزيت وزيتون المائدة، والزيتون المخلل، والصابون، ما معدله 200 مليون دولار في سنوات الإنتاج الجيدة .
وأكد التقرير أن وجود المستوطنات يفرض قيودا على المواطنين الذين يريدون الوصول إلى أراضيهم لزراعتها، وعائلات من نحو 90 تجمعا سكانيا فلسطينيا يمتلكون أراض تقع ضمن حدود 56 مستوطنة، وعشرات البؤرة الاستيطانية أو على مقربة منها، ولا يستطيعون الوصول إليها، إلاّ من خلال التنسيق المسبق مع سلطات الاحتلال، أو العبور من البوابات أو الحواجز العسكرية المنتشرة.
وذكر أن بناء جدار الفصل والتوسع العنصري الاستيطاني يشكل عاملين أساسيين في ازدياد فصل التجمعات الفلسطينية عن أرضهم أكثر فأكثر، وما نسبته 30% من أشجار الزيتون تقع خلف الجدار في المناطق المصنفة (ج)، وبالتالي فإن عدم مقدرة بعض المواطنين على قطف أشجار الزيتون الخاص بهم، يشكل خسارة لاقتصادنا الوطني، تقدر بنحو 45 مليون دولار سنويا.
وتابع التقرير "رغم التوقعات بإنتاج وفير من زيت الزيتون هذا العام، إلا أن اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه على أشجار الزيتون، التي بدأت في وقت مبكر يثير هواجس المزارعين، ففي الأغوار الشمالية أثار اقتلاع الاحتلال لمئات الأشجار المثمرة في منطقتي بردلة وأم الكبيش مخاوف المزارعين وأصحاب الأراضي، فخلال العامين الأخيرين اقتلع نحو 1090 شجرة زيتون في قرى الأغوار".
وذكر أن ما مجموعه 5,582 شجرة قد تضررت خلال العام 2017 مقارنة بالعام الذي سبقه حيث تضررت 1,652 شجرة، ونحو 9200 شجرة زيتون في مختلف محافظات الضفة الغربية خلال العام 2018.
وأشار إلى أن اعتداءات المستوطنين تركزت في قرى محافظات نابلس، وقلقيلية، وسلفيت، ورام الله، حيث أقدم مستوطنون على سرقة ثمار الزيتون في أراضي قرية دير شرف غرب نابلس، في منطقة الروس التابعة للقرية، كما قام عدد من المستوطنين بملاحقة المزارعين، ومنعهم من دخول أراضيهم القريبة من مستوطنة "شافي شمرون"، لتسهيل عملية سرقة ثمار أشجار الزيتون.
وبيّن أنه في قرية بورين جنوب نابلس، سرق مستوطنون ثمار الزيتون في منطقة "خلة قطة" كما أقدم مستوطنو "يتسهار" على قطع عشرات أشجار الزيتون المعمرة في القرية، في المنطقة المسماة "خلة الغول"، بالجهة الجنوبية تعود للمواطنين ناصر قادوس، وأحمد نجار.
ولفت التقرير إلى أن إدارة مدرسة بورين الثانوية المختلطة أخلت صفوفها من الطلبة، بعد أن أشهر حارس المستوطنة المذكورة السلاح بوجههم، فيما أصيب المواطن عيسى حامد صالح رمضان (55 عاما) جراء اعتداء مستوطنين عليه خلال قطفه ثمار الزيتون في قرية تل جنوب غرب نابلس، حيث هاجمت مجموعة من مستوطني "جلعاد زوهر" المقامة عنوة على أراضي المواطنين في قريتي تل وصرّة المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم لقطف الزيتون، ما أدى لإصابة المواطن رمضان بكسر في يده اليمنى، نقل إثرها للمستشفى.
وقال التقرير "في وقت لاحق أضرم مستوطنون النار في حقول الزيتون في الأراضي الواقعة بين بلدتي بورين وحوارة، الأمر الذي أدى إلى اشتعال نحو 70 شجرة زيتون".
وتحدث عن اعتداءات أخرى تمثلت بإصابة المواطن صايل درويش بجروح في رأسه أثناء عمله داخل حقوله الزراعية في قرية برقة شرق رام الله، وإقدام عدد من مستوطني "رحاليم" على سرقة ثمار عشرات أشجار الزيتون بالقرب من بلدة ياسوف شرق محافظة سلفيت، إضافة الى تدمير العديد منها بعد قطفها وردم عدد من السلاسل الحجرية.
وتطرق إلى منع قوات الاحتلال للمزارعين من قطف الزيتون في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية وطردت المزارعين من أراضيهم المحاذية لمستوطنة "كدوميم" المقامة على أراضي القرية بذريعة أنها "منطقة عسكرية" مغلقة، فيما قامت جرافات المستوطنين بتجريف أربعة دونمات زراعية من أراضي المواطنين في قرية فرخة جنوب غرب سلفيت، واقتلاع 210 من أشجار العنب واللوزيات من المنطقة المسماة "الباطن"، تعود ملكيتها لكل من المواطن حسن عبدالله حجاج، وخالد حسن حجاج، وعامر سليم.

وسجل التقرير قيام جنود الاحتلال ومستوطنوه، المزارعين في قرية النبي الياس شرق قلقيلية أثناء قطفهم ثمار الزيتون في أرضهم المجاورة للشارع الالتفافي الجديد، وهاجموا مركبات المواطنين بالحجارة قرب بلدة جينصافوط، على الطريق الواصل بين محافظتي قلقيلية ونابلس، ما أدى للحاق أضرار في بعضها.

وفيما يتعلق مخططات الاستيطان المتواصلة، قال التقرير إنه تماشيا مع قرار حكومة الاحتلال الصادر في 15 أيلول/سبتمبر الماضي، حول تسوية مستوطنة "ميفوت يريحو" في غور الأردن، وافقت سلطات الاحتلال على خطة لبناء 182 وحدة استيطانية جديدة في غور الأردن .

وأضاف أن محكمة الاحتلال العليا، عقدت قبل أيام جلسة تداول بخصوص عريضتين قدمتها منظمة "يش دين" الحقوقية الاسرائيلية باسم أصحاب الأراضي الفلسطينيين من قرى المغير، وترمسعيا، وجالود، وقريوت بعد ان قام المستوطنون في بؤرة "عادي عاد" بالاستيلاء على أراضيهم والبناء فيها، وهي البؤرة ذاتها التي خرج منها المستوطنون العام الماضي، وأطلقوا النار على سكان القرية ما أدى الى استشهاد أحد أبنائها.

وبحسب ما ورد في التقرير فإن جيش الاحتلال وعد بتوسيع ما يسمى بـ "أراضي الدولة" في المنطقة كجزء من مخطط إضفاء الشرعية على البؤرة الاستيطانية التي بنيت على أراضي المواطنين في القرى المذكورة، فيما يعمل مسؤولو الجيش على توسيع حدود مستوطنة "عميحاي" التي تم إنشاؤها قبل أشهر في نفس المنطقة لتضم أيضا البؤرة العشوائية "عادي عاد" بهدف الاستيلاء على مزيد من أراضي المواطنين في تلك المنطقة الاستراتيجية، وخلق إصبع استيطاني جديد يربط مستوطنات "شيلو، وعيلي، وشيفوت راحيل" بالأغوار الوسطى .

وأكد أن الاحتلال جرّف نحو ثلاثين دونما من أراضي المواطنين في منطقة "وعر أبو المفلفل" بمحاذاة مستوطنة "خارصينا"، تمهيدا لإقامة بؤرة استيطانية جديدة قرب منطقة البقعة شرق مدينة الخليل، حيث فرشت جرافاته الأراضي المستولى عليها بـ "البيسكورس"، وأزالت أعمدة الكهرباء التابعة لبلدية الخليل، وقطعت التيار الكهرباء عن عدد من المواطنين من عائلة جابر، وشقت في وقت سابق طريقا استيطانيا في هذه الأرض لربطها مع المستوطنات القريبة المحاذية للشارع الالتفافي رقم 60.

وذكر أن الاحتلال ينوي إقامة مجمع ومكب ضخم للنفايات، في منطقة سهل الخان الأحمر بين القدس والبحر الميت، إضافة لبناء مصنع لتدوير جزء من هذه النفايات، ما سيؤثر سلبيا على المنطقة والسكان والبيئة، عدا عن الاستيلاء على مئات الدونمات من الاراضي وطرد السكان من تلك المنطقة.

ونوه التقرير إلى أنه من المتوقع أن يقوم الاحتلال بالاستيلاء على 900 دونم، من أجل إقامة المكب وتحويل 3500 طن نفايات يوميا إليه، حيث نشرت وزارة المالية وحماية البيئة الإسرائيلية المرحلة الأولى من مناقصة لإقامة هذا المجمع قرب مستوطنة "معاليه أدوميم"، ويأتي نشر هذه المناقصة كمرحلة أولى قبل النشر عن مناقصة دولية لتخطيط وتمويل وإقامة المنشأة، ورغم الانتقادات التي وجهت للاحتلال بشأن استغلال أراضي الضفة الغربية لمعالجة النفايات بشكل مخالف للقانون الدولي، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تواصل الدفع بمخططات كهذه في المنطقة، حيث تقدر كلفة إقامة هذه المنشأة بنحو مليار شيقل.

واستطرد "شرع المستوطنون في الأغوار الشمالية بأعمال تأهيل للطريق المؤدية الى البؤرة الاستيطانية التي أقاموها أواخر حزيران/يونيو الماضي، غرب مستوطنة "مسكيوت"، في منطقة "أبو القندول"، بوادي المالح، وقاموا بتأهيل الطريق من خلال رصفها، وصب الباطون من أجل تسهيل عملية وصولهم الى البؤرة الاستيطانية، ووضعوا سياجا في المنطقة المقامة عليها، وهي امتداد لمنطقة "المرمالة" التي تم شق طريق استيطانية لها مؤخرا، بعد ان أقاموا كرفانات فيها".

وقال التقرير إن قوات الاحتلال أقدمت على شق طريق استيطاني قبل نحو شهرين، لتشجيع المستوطنين على العيش فيها، وتربية المواشي هناك، الأمر الذي يهدد بإغلاق مساحات واسعة من الأراضي أمام أصحابها الشرعيين، ممن أصبح محظورا عليهم الوصول إليها.

وأضاف "في تطور خطير يكشف تواطؤ جيش الاحتلال مع المستوطنين، تم الكشف عن الإرهابي الذي شارك في عملية قتل أفراد عائلة دوابشة في قرية دوما، ويتواجد حاليا في مؤسسة عسكرية إسرائيلية تمهيدا لتجنيده في الجيش، وذلك في إطار احتضان دولة الاحتلال للإرهابيين الذين يقتلون مواطنينا بدم بارد، ويتواجد الإرهابي في مؤسسة تحضيرية للخدمة العسكرية، ولم يتم كشف هويته لدى اعتقاله، بادعاء أنه عندما وقعت العملية الإرهابية كان في سن 16 عاما.

ووثق المكتب الوطني للدفاع عن الأرض انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه على النحو التالي:

في القدس، أجبرت بلدية الاحتلال المواطن المقدسي مفيد علقم على هدم منزله، الكائن في بيت حنينا شمال القدس المحتلة ذاتيا، بعد ملاحقة استمرت 7 سنوات.

كما داهمت قوات الاحتلال محطة غاز قيد الإنشاء تقع على المدخل الشمالي الشرقي لبلدة عناتا، واستولت على صهريج مياه ضخم يقدر حجمه بـ 100 متر مكعب، تعود ملكيته للمواطن المقدسي مازن ذياب، بحجة عدم الترخيص، وأخطرت بهدم خيمتين وبركس في برية السواحرة في المنطقة المعروفة بـ"المنطار"، شرق القدس والتي نصبها نشطاء في البلدة، للتصدي للبؤرة الاستيطانية المقامة على اراضي المنطقة.

ودعت منظمة يهودية متطرّفة حديثة التأسيس تسمّى "حركة شباب هار إيل"، يقوم عليها مجموعة من المستوطنين في الضفة الغربية إلى اقتحام واسع للمسجد الأقصى المبارك، وذلك في اليوم التالي للأعياد اليهودية.

وفي الخليل، أدى مئات المستوطنين شعائر تلمودية داخل المسجد الابراهيمي، احتفالا بالأعياد اليهودية، فيما هدم الاحتلال مساكن من الصفيح وبركسات لغايات السكن في منطقة شعب الحراثين، واستولى على خلايا للطاقة الشمسية، تستخدم لغايات الإنارة شرق يطا جنوب الخليل، في محاولة لتهجير سكان المنطقة.

وفي بيت لحم، جرّفت طواقم بلدية الاحتلال في القدس 22 دونما زراعية في منطقة كريمزان شمال غرب بيت جالا، مزروعة بأشجار الكرمة والزيتون واللوزيات تعود للمواطن ناصر عبد ربه، وهدمت منزل المواطن أيمن يعقوب غزال، الذي يقطنه أربعة أفراد، وتبلغ مساحته 150 مترا مربعا، ومنزل آخر قيد الانشاء يعود لشقيقه أمجد، وتبلغ مساحته 120 مترا مربعا في قرية كيسان شرق بيت لحم، بحجة عدم الترخيص .

وفي نابلس، هاجم مستوطنون مركبات المواطنين بالحجارة على طريق رام الله- نابلس بالقرب من قرية اللبن الشرقية، ما تسبب بأضرار لعدد منها.

أما سلفبيت، اعتدى مستوطنون على قرية قيرة شمال سلفيت، من الجهة المحاذية لقرية كفل حارس، وألحقوا ضررا بمركبات المواطنين، وأعطبوا إطارات 13 أخرى، وخطّوا عبارات عنصرية على جدران ومداخل المنازل.

وفي الأغوار، منعت قوات الاحتلال ترميم بئر لجمع المياه في خربة "سمرة" بالأغوار الشمالية، واستولت على جرافة أثناء عملها في منطقة عاطوف جنوب شرق طوباس، تعود ملكيتها للمواطن أحمد بني عودة، وداهمت خلة مكحول، وصورت منشآتها، وسلمت إخطارا بوقف العمل في منشأة بخربة حمصة، تعود للمواطن محمد إبراهيم عيسى أبو الكباش، واستولى المستوطنون على نبع عين الحلوة وشرعوا بترميمها، ومنعوا السكان من ري مزروعاتهم من مياهها.