الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز بيسان يعقد ورشة عمل في رام الله حول واقع الشابات الفلسطينيات

نشر بتاريخ: 23/03/2008 ( آخر تحديث: 23/03/2008 الساعة: 19:07 )
رام الله- معا- عقد مركز بيسان للبحوث والإنماء، بالتعاون مع إتحاد لجان المرأة الفلسطينية ، ورشة عمل في مدينة رام الله ، حملت عنوان"الشابات الفلسطينيات ما بين الواقع ومواجهة التحديات.

وأشار مدير دائرة البرامج في المركز اعتراف الريماوي إلى أن المركز يركز على إعادة نقد التجربة وتطويرها، في محاولة لبناء نماذج تنموية بديلة لتلبي حاجات المجتمع والمتطلبات الوطنية المجتمعية، لافتا إلى أن ذلك يتم من خلال البحث وإنتاج المعرفة، وتصميم البرامج التنموية بمشاركة المجتمع

وأوضح الريماوي أن الورشة تأتي في سياق عمل واهتمام المركز بتسليط الضوء مباشرة على المشاكل التي تواجه مختلف فئات وقطاعات الشعب، وخاصة الفئات المحرومة والفقيرة والمهمشة، مضيفا أن التنمية تحت الاحتلال لا يمكن أن تكون حقيقية وشاملة إذ لا بد من العمل على تنمية بديلة تستهدف تعزيز الصمود والانحياز لهذه الفئات.

وأكد الريماوي إن المستهدف من الورشة القطاع الشبابي في الريف الفلسطيني والجامعات من تجارب مختلفة، الأمر الذي يخلق تفاعل ونقاش يغني التجربة من خلال أوراق عمل ودراسات لمحاولة التوصل لفرضيات تدعم الأطر الجماهيرية.
ولفتت الناشطة في الحركة الطلابية صمود سعدات ، أن إدراج شخصية الطلاب في عملية الحركة الطلابية، من شأنه أن يساهم ويساعد بشكل كبير في تطوير الشخصية، عن طريق البرامج الثقافية والاجتماعية والسياسية مع التركيز على الخطاب النسوية.

وطالبت سعدات بخروج الورشة بتوصيات شجاعة يتم من خلال فهم دور الحركة الطلابية التقدمية والعمل بها، وربط ما بين الفكرة والممارسة للوصول إلى المساواة الكاملة بين الطالب والطالبة، مؤكدة على أهمية تشكيل حركة تقدمية مجتمعية مؤثرة في المجتمع ،الأمر الذي يتطلب العمل الجماعي.

وتناول حسن لدادوه المحاضر في جامعة بيرزيت في ورقته واقع مشاركة الشابات في المؤسسات الشبابية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومشاركتهم فيها، وأهم مزايا المشاركة، منوها إلى أنها تقدم تفسيرات وتحليلات حول هذه المشاركة، وتلخص تصورا للدور الذي يتوجب على هذه المؤسسات القيام به تجاه الشباب.

وتتكون الورقة التي قدمها لدادوه من ثلاثة أجزاء: تطرح في جزئها الأول بيانات حول واقع هذه المؤسسات، وواقع المشاركة الشبابية فيها بشكل عام، ومشاركة الشابات بشكل خاص، وتقدم في الجزء الثاني بعض التفسيرات لضعف مشاركة الشباب في صناعة القرار في هذه المنظمات، وهو ما يعني قصورا في أداء هذه المنظمات، وبالتالي فتح آفاق نقاش حول آليات تطوير دور الشباب والشابات في منظماتهم ومجتمعهم، وتختم في جزئها الثالث بتقديم تصور سريع حول الدور المتوقع (النموذجي) لهذه المؤسسات تجاه الشباب.

وأشار إلى أن للشباب دورا هاما في عملية البناء في أي مجتمع، فهم مصدر التجديد والتغيير على كافة المستويات: الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ويحملون عملية التواصل والتجديد في المجتمع، ويعتمد مستقبل الأمة على كيفية إعدادهم، وعلى كيفية قيامهم بدورهم.

وأشار إلى أن معظم المؤسسات الشبابية أندية شبابية رياضية وثقافية وفنية بنسبة حوالي 53%، في حين أن 26% منها جمعيات خيرية والباقي مؤسسات تصنف على أنها جديدة من حيث مجالات عملها.

أظهرت البيانات التي قدمتها ورقة العمل والخاصة بالمؤسسات الشبابية أن 53% منها لا توظف عاملين بأجر، وتمثل النساء 51% من العاملين بأجر في هذه المنظمات والبالغ عددهم 2700 مستخدم، في حين أن معظم المؤسسات الشبابية تعتمد على التطوع في تنفيذ أنشطتها وبرامجها، وتشكل النساء ما نسبته 19% من المتطوعين البالغ عددهم 19600 متطوع.

وأفاد لدادوه أن التمويل الخارجي المصدر الرئيسي في تمويل هذه المنظمات، فقد شكل التمويل الخارجي 66% من حجم إيرادات المؤسسات الشبابية لعام 2006 الذي بلغ أكثر من 42 مليون دولار، في حين اقتصر التمويل الذاتي على 16% والتمويل المحلي على 9% وتوزعت النسبة الباقية بين مصادر أخرى.

وأضاف أن اعتماد هذه المؤسسات بشكل كبير على التمويل الخارجي في تنفيذ برامجها، يعزز من درجة انكشافها، على الرغم من أهمية هذا التمويل في قدرة هذه المؤسسات على تنفيذ هذه البرامج وعلى استمرارية عملها، وأن أي تغير في توجهات الممولين وأولوياتهم قد يكون له تأثير مباشر على هذه المؤسسات وعلى استدامتها واستدامة قدرتها على تنفيذ برامجها، وفقا لارتباط هذا التمويل بأجندات سياسية وثقافية واجتماعية محددة.

وأظهرت البيانات التي قدمها لدادوه في ورقة العمل على صعيد البنية الداخلية للمؤسسات الشبابية، أن حوالي 91% منها لديها هيئات عامة، وأن لدى 97% منها مجلس إدارة، ويتوفر لدى 17% منها مجالس أمناء، ولدى 21% منها هيئة أو لجنة استشارية.

وكشفت أن 87% من مجمل المؤسسات الشبابية تقوم باختيار مجالس الإدارة فيها عن طريق الانتخاب، في حين تقوم 8% باختيارهم عن طريق التعيين، وتقوم 5% باختيارهم بالانتخاب والتعيين معا.

وأشار لدادوه أن البيانات الكيفية التي جمعت لصالح دراسة نفذها مركز بيسان (2007) حول المشاركة الشبابية في صناعة القرار في المؤسسات الشبابية من مسؤولي الأندية والمؤسسات الشبابية المشاركين في ورشات العمل أظهرت أن هناك ضعفا في مشاركة الشباب في الهيئات القيادية وبالتالي في صناعة القرار.

وكشف لدادوه عن أن 16% من الشباب غير المشاركين في عضوية المؤسسات الشبابية كانوا أعضاء سابقين في إحدى هذه المؤسسات، وأن ترك هؤلاء الشباب لعضويتهم في هذه المؤسسات كان له عدة أسباب، ومن ضمنها انشغالهم بأمور حياتية أخرى بنسبة 43%، في حين سحب 12% عضويتهم بسبب سيطرة مجموعة من الأعضاء على قيادة المؤسسة، وسحب 10% عضويتهم لاعتقادهم بأن أهداف ونشاطات المؤسسة لم تعد تنسجم مع قناعاتهم، وسحب 6% عضويتهم بسبب تدخل القوى السياسية في عمل المؤسسة من وجهة نظرهم، و4% بسبب سيطرة مجموعة عشائرية أو عائلية على المؤسسة، و3% بسبب عدم وجود انتخابات في المؤسسة التي كانوا عضوا فيها، وأفاد 2% بأنهم سحبوا عضويتهم لأن المؤسسة غيرت أهدافها، في حين اعتبر 21% أن أسبابا أخرى تقف وراء سحبهم لعضويتهم وتغلب على هذه النسبة الشابات، حيث يعتقد أن من ضمن هذه الأسباب تأثير العوامل الثقافية والاجتماعية على قرار سحب العضوية لدى النساء.

وختم لدادوه ورقته بعدة توصيات تركزت في أن للمؤسسات الشبابية أجندة مختلفة، وأحيانا متعارضة، ومن البديهي أن يجري الحكم على فاعلية المؤسسة انطلاقا من الأجندا التي تحملها، اي من رسالتها، ومدى انسجام برامجها ومشاريعها مع رسالتها، وفي حالتنا فإن المنظمات الشبابية تنطلق من ترسيخ الفكر التقدمي الثوري، وتعزيز الروح الوطنية، فالنضال الوطني هو الشرعية الأهم للأي منظمة تعمل في أوساط شعب محتل ويخوض صراعا وطنيا من أجل تحرره، ومن الطبيعي أن تنو المنظمات الشبابية التقدمية من خلال التفاعل والصراع مع المنظمات الأخرى ذات التوجهات المختلفة.

ولخص لدادوه إلى أنه يمكن في إطار هذه المؤسسات أن تتبلور الشخصية القيادية المبادرة للشباب، وأن تفتح لهم أفاق البناء والتطور الفردي والمجتمعي، وفي الوقت ذاته قد تكون هذه المؤسسات ماكنة لصناعة اليأس وتكريس السلبية لدى الشباب، كما تشير الدراسات الآن.

وقدمت الباحثة رجاء البرغوثي ورقة بحثية حول قضايا وهموم الشباب الفلسطيني حاولت من خلالها استكشاف رؤية ومنظور الشباب الفلسطيني والمؤسسات الشبابية لأهم القضايا والهموم التي يعاني منها الشباب، والاحتياجات التي يطمحون لتلبيتها والوصول إليها، وأيضا التعرف على أهم المفاهيم و المضامين التي يفكر بها الشباب في تحليله لقضايا وهموم وأنشطة وعمل مؤسساته الشبابية المحلية وعلاقتها مع المؤسسات العالمية.

وأوضحت إلى أنها استخدمت في بحثها منهجية البحث الكيفي وطريقة تحليل المعطيات بتجميع وتصنيف وتسمية الأفكار الرئيسة الأكثر أهمية وتكرارا في البيانات، لافتة إلى أنه تم تنفيذ البحث الكيفي في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية.
وأضافت أن عينة البحث كانت منوعة وفيها نوع من التمثيل والتركيز على حالات غنية بالخبرة والمعلومات، وذلك لكسب المعلومات المجمعة والتحليل الناتج عمقا اكبر ومصداقية في عكس واقع الشباب.

وأوضحت البرغوثي أن العينة ضمنت 26 شابا مستقلين وممثلين عن مؤسسات شبابية مختلفة من مناطق مختلفة في الضفة، وتم إجراء 4 مقابلات معمقة مع مدراء مؤسسات شبابية.

وأشرات البرغوثي أن نتائج البحث أكدت أن الاحتلال وما ينتج عنه من واقع اقتصادي واجتماعي مدمر، أهم ما يقلق الشباب الفلسطيني ويقف عائق أمام تحقيق مستقبلهم وطموحهم، وتزايد الهجرة الداخلية والخارجية، مشددة على أن التمويل الأجنبي وعدم استقلالية القرار في المؤسسات الشبابية غير الحكومية ووجود أجندات عمل جاهزة، يقف عقبة أمام مواجهة القضايا الحقيقة لقطاع الشباب.
وبينت أن تزايد الهجرة الخارجية والداخلية يستنزف الشباب الفلسطيني، سواء على صعيد الهجرة الداخلية بين المحافظات أو لخارج الوطن، وذلك نتيجة تكثيف القمع والاعتقالات ومحاصرة مصادر الرزق الذي يتعرضون له من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت مها نصار رئيس إتحاد لجان المرأة الفلسطيني أن الدينامكية تعبر عن النشاطات والأدوار التي يقوم بها الشباب من خلال منظمات غير حكومية أو اطر رسمية كالوزارات او جماهيرية وأحزاب، لافتة إلى أنه مهما اختلفت تشكل الدينامكية فبالنسبة للعديد من المؤسسات الشبابية التي تعمل كمنظمات غير حكومية تدعي أنها تعمل مع الشباب أو تنشط في أوساطهم الشباب من خلال دورات تدريبية، برامج ترفيهية.

وركزت نصار على أهمية العمل في أوساط الشباب، ودورهم في الأطر الرسمية والشعبية، ومجموعة القيم التي تكتسبونها من خلال عملية التوعية والممارسة، والاحتياجات المختلفة والمتغيرة التي تبرر مسلكيتهم وتبرز من خلال اهتماماتهم وعلاقاتهم.

وشددت على ضرورة العمل وإفساح المجال لمشاركة وتوعية أكبر للشباب،و التي عادة ما يتم استخلاص عناصرها وتزودها من خلال عناصر تمتلك الخبرة والفكر والنشاط و التنظيم، لتتحول من الفردية إلى الجماعية.

وأوصى المشاركون على ضرورة الانخراط واعتماد التغير من قبل الشباب والمبادرة به، والعمل بشكل جماعي منظم ، وليس فردي نخبوي معزول، وإعادة إنتاج قيم المشاركة والتطوع والانحياز الواضح للفقراء، والتأكيد على نضال وتغيير ربط التمويل بأجندة عمل جاهزة.