الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مدرسة الاستقلال للفنون الشعبية تخرج فوجها الاول

نشر بتاريخ: 15/10/2019 ( آخر تحديث: 15/10/2019 الساعة: 19:55 )
مدرسة الاستقلال للفنون الشعبية تخرج فوجها الاول
رام الله - معا - يوسف الشايب:"أتدرب في الفرقة منذ ثلاث سنوات، أي منذ كان عمري سبعاً .. علمتني الدبكة كما الفرقة الانضباط .. الدبكة غيّرت حياتي وساهمت في تنمية شخصيتي .. أشكر مدير الفرقة والأساتذة، وإن شاء الله نستطيع، عبر الدبكة، رفع اسم فلسطين عالياً في المستقبل"، هكذا عبّرت الطفلة زينة ثابت (10 سنوات)، ببساطتها وعفويتها عن تجربتها في مدرسة الاستقلال للفنون الشعبية، والتي خرجت الفوج الأول لها، مساء الجمعة، في المسرح البلدي بمدينة رام الله.


أما الطفلة غنى أبو حلوة (8 سنوات)، فقالت: أحببت دورة الدبكة كثيراً، ويهمني أن أحترف الدبكة مستقبلاً، لأن الدبكة فلسطينية، في حين أشار الطفل محمد الحاج طه (12 عاماً)، ويتدرب في فرقة الاستقلال منذ خمس سنوات، إلى أنه اكتسب "التنظيم" من خلال تدريباته على الدبكة، بحيث انسحبت هذه القيمة الأخلاقية الفضلى على مختلف جوانب حياته، فبات منظماً في الكثير منها.


وتتبع المدرسة جامعة الاستقلال، وتحديداً فرقة الجامعة للفنون الشعبية، والتي حصلت على لقب "أفضل فرقة دبكة فلسطينية"، في نيسان الماضي، خلال توزيع جوائز مهرجان زهرة المدائن للإبداع الثقافي من أجل القدس، وجاء ضمن احتفالات وزارة الثقافة بالقدس عاصمة للثقافة الإسلامية 2019.

وقدم اليافعون والشباب من الجنسين، لوحات من الدبكة والرقص الشعبي، اتسقت والخلفيات الموسيقية والغنائية المرافقة لها، فكان منها ما رافق أغنيات تراثية كـ"الدلعونا" بتنويعاتها ذات الكلمات والنغمات والإيقاعات المتعددة، فشكلوا بأجسادهم وخفق أقدامهم على الخشبة، لوحة جماعية مبهجة كألوان ملابسهم، وابتساماتهم التي نقلت حالة الفرح بالإنجاز إلى الحاضرين في القاعة ممن تفاعلوا معهم بشكل واضح، وكأنه تأثير "الهوا الشمالي".


ولم يغب "ظريف الطول" عن لوحات الأطفال واليافعين، بمرافقة صور فوتوغرافية لمواقع أثرية ومشاهد طبيعية من الوطن في الخلفية، الذي لعنت فيه الأغنية "الغربة" وصعوبات العيش فيها.


وكان اللواء توفيق الطيراوي، رئيس مجلس أمناء جامعة الاستقلال، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، شدد على أهمية الثقافة كأداة من أدوات المقاومة الشعبية، مؤكداً القيمة العالية للموروث الثقافي والشعبي، وهو ما تمثله فرقة جامعة الاستقلال للفنون الشعبية وخريجو هذه المدرسة.


بدوره شدد وزير الثقافة د. عاطف أبو سيف على أهمية دور الفن في المقاومة والحفاظ على الهوية الوطنية عبر الحفاظ على الموروث الثقافي للشعب الفلسطيني، وأن المعركة ما بيننا وبين الاحتلال هي معركة رواية بالأساس، ومعركة رموز وهوية حضارية نحن أصحابها الأصليون، مستذكراً كتيبة الشهداء من المثقفين كتاباً وفنانين في سبيل القضية الفلسطينية، مؤكداً أهمية المحافظة على هذا التراث، والابتعاد عن فكرة إحيائه لكونه لا يزال حيّاً ولن يموت.


من جهته أكد محمد قنداح، رئيس الفرقة، أن الهدف من هذه المؤسسة الفنية يتمثل في تعليم الأجيال الناشئة الفنون الشعبية بما يؤسس للمحافظة على موروثنا الثقافي، وذلك للحفاظ عليه من السرقة والطمس والضياع، لكون هذا الموروث الذي هو من مكونات الهوية الوطنية ركيزة رئيسة وأساسية في مسيرة النضال الفلسطيني.

واعتلى المسرح، فيما بعد الكلمات، شبان وفتيات اعتمروا الكوفية على رؤوسهم في تماهٍ مع صورة الفدائي على أنغام "ع الشوملي"، وكأنهم يتجولون ما بين "غزة والرملة وصفد"، و"يا شعبنا هز البارود يا شعبنا" واشتهرت في فترة انطلاقة الثورة الفلسطينية منتصف ستينيات القرن الماضي، وغيرها من الأغنيات الثورية والوطنية التي تتغنى بفلسطين والمقاومة بأشكالها المختلفة وبالحب والحياة، وصولاً إلى أغنية نجم فلسطين محمد عساف "يا حلالي يا مالي"، بينما كانت تطل باستمرار لوحة على الشاشة العملاقة خلفهم تؤكد أن "القدس عاصمة فلسطين"، وكأنهم ينقلون رسالة تلك الأغنية الثورية بأن "الحل ما حدا علينا بيفرضوا