لنبدأ من جديد بقلم - عبد المطلب الشريف
نشر بتاريخ: 23/03/2008 ( آخر تحديث: 23/03/2008 الساعة: 21:14 )
بيت لحم - معا - سنوات عجاف طويلة ومريرة ، عشناها بصحبة رياضتنا الفلسطينية بشكل عام ، ورياضة كرة القدم بشكل خاص ، شابها ما شابها من التجاذب والتصارع بين فئات مختلفة الأهداف والنوايا والرؤى والقناعات ، تعتقد أو يعتقد كل فرد فيها أنه الأصح والأفضل والأكثر حرصاً عليها وعلى تطورها وتقدمها ، وان لا سبيل لنجاحها أو إنجاحها إلاّ من خلال ما يراه أو يرتئيه من سبل ووسائل توصلها الى ذلك ، مقللاً بذلك من شأن الآخرين وإمكانياتهم ، ومهمشاً لدورهم ، ناسياً بأن اليد الواحدة لا تصفق ، ومستثمراً الظروف الصعبة وغير الطبيعية السائدة ، إضافة الى حالة الترهل الإداري وضعفه وغياب النظم والقوانين الضابطة والرادعة والسلطة المانعة والمحاسبة ، فأخذ يتصرف بها وكأنها مملكته مستبيحاً شرفها وعرضها ومحللا على نفسه أموالها ، مما ساعد على إتساع هوة هذا التشرذم وانتشار ثقافة التسلط والتمرد والتفرد بالرأي ، حتى بات نهجاً وسلوكاً ممارساً ومقبولاً من شريحة من المسؤولين والممارسين والمشجعين لهذه اللعبة ، مما أوصلنا بالنتيجة الى ما نحن عليه من انفلات وضياع ، وبالتالي تدخل القوى الرياضية الخارجية لإصلاح أوضاعنا وإعادة ترتيبها ، ومساعدتنا في وضع العربة على السكة من جديد ، متبعين في ذلك اسلوب العصا والجزرة لإقناعنا ترغيباً وترهيباً بضرورة العمل الجاد على إعادة ترتيب البيت إدارياً وفنياً ومالياً ، بصورة بدو فيها وكأنهم الأكثر حرصاً علينا من أنفسنا .
وهنا نتسائل مرة اُخرى ، هل سيؤتي هذا التدخل الأجنبي أوكله ، أم سيبقى الحبل على الغارب ، ونعود شيعاً واحزاباً نتناحر ونتخاصم من أجل مكتسبات ومصالح شخصية أو حزبية ومن خلال نهج العداء المستفحل بيننا وبين المصلحة الوطنية التي يدعي كل منّا حرصه عليها ، أم أننا سنسير قدماً مبتعدين عن الماضي المؤلم ومستفيدين مما شابه من أخطاء وعثرات ساهمنا جميعاً بها بشكل أو بآخر ، بقصد أو عن غير قصد اودت بنا في النهاية الى الهاوية ووضعتنا وكرتنا الفلسطينية على قارعة الطريق ، ام أننا سنتطلع الى غد مشرق ومستقبل افضل إن لم يكن لنا فليكن لأبنائنا وللأجيال القادمة من بعدنا ، علّهم يسامحوننا اليوم ويترحموا غداّ على أرواحنا .