الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير: إسرائيل توظّف أعيادها الدينية لخدمة الاستيطان

نشر بتاريخ: 19/10/2019 ( آخر تحديث: 19/10/2019 الساعة: 15:12 )
تقرير: إسرائيل توظّف أعيادها الدينية لخدمة الاستيطان
نابلس- معا- قال المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان، انه وفي تطور لافت وخطير انضمت ما تسمى بـ "الادارة المدنية الاسرائيلية" الى غيرها من أذرع الاحتلال في رعاية مشروع الاستيطان.
واشار المكتب في تقرير صدر عنه، اليوم السبت، الى ان "الادارة المدنية" جندت نفسها بمناسبة الأعياد الدينية اليهودية في خدمة المشروع الاستيطاني وفي تشجيع المستوطنين على ممارسات العربدة وأعمال الاستفزاز في المناطق التي استولت عليها من أصحابها الشرعيين.
واضاف التقرير أن هذه "الادارة" قد دعت ومعها "سلطة الطبيعة والحدائق" المستوطنين لاستباحة الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والاستمتاع حسب تعبيرها بالينابيع والمزروعات الغنية قرب البحر الميت، وبالمشاهد الأولى في جبل جرزيم ( الجبل الشمالي لمدينة نابلس) والتعرف على حكايات ما أسمته "عاصمة مملكة اسرائيل القديمة" في موقع سبسطية.
وتطرق إلى التداعيات الخطيرة الناجمة عن إطلاق العنان للمستوطنين للعربدة واستحضار الأساطير لتبرير الاقدام على مختلف الانتهاكات والاعتداءات على الفلسطينيين، وأراضيهم وممتلكاتهم، وتراثهم، وتاريخهم الحضاري.
وفي القدس المحتلة، تقدم وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل اقتحامات مجموعات من المستوطنين ساحات المسجد الأقصى، لمناسبة عيد العرش اليهودي، واستنفرت شرطة الاحتلال الوحدات الخاصة في ساحات الحرم لتوفير الحراسة للمستوطنين الذين تقدمهم هذا الوزير إذ نفذوا جولات استفزازية في ساحات المسجد، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وبعضهم قام بتأدية صلوات تلمودية قبالة قبة الصخرة، ومصلى "باب الرحمة".
وقد دعت جماعات "الهيكل" المزعوم إلى إقامة برنامج غنائي للمستوطنين ونظمت احتفالات صاخبة وأغان ورقصات في القصور الأموية الملاصقة لجدار المسجد الأقصى الجنوبي، بحراسات مشددة من قوات الاحتلال، تزامنا مع احتفالاتهم بعيد العرش.
وفي السياق، واصلت عصابات المستوطنين ممارسة عربداتها واحتفالاتها الاستفزازية الصاخبة في البؤر الاستيطانية ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، والتي جرت وسط انتشار واسع لقوات الاحتلال في المنطقة، ووسط اغلاق للعديد من الشوارع والطرقات الرئيسية والفرعية في المنطقة والتضييق على السكان، حيث أغلقت طريق باب المغاربة من الجهة المؤدية إلى بلدة سلوان، وطريق الجثمانية المؤدية إلى حي وادي حلوة.
في الوقت ذاته، أعلنت سلطات الاحتلال عن عزمها بناء251 وحدة سكنية استيطانية، والاستيلاء على عشرات الدونمات من أراضي محافظة بيت لحم، حيث أقر "مجلس التخطيط والبناء ومجلس مستوطنات عصيون" مخططا لبناء هذه الوحدات الاستيطانية، منها 146 في مجمع "غوش عصيون" الاستيطاني جنوب بيت لحم، و105 وحدات في مستوطنة "كفار الداد" شرقا.
وفي السياق، استولت سلطات الاحتلال على مساحات واسعة من أراضي بلدة نحالين غرب بيت لحم من أراضي الحوض الطبيعي رقم (4) التابعة للبلدة لصالح توسيع مستوطنة "ألون شفوت" على حسابها، وإلى جانب هذه الوحدات يضم المخطط شوارع وسكك حديديّة، ويستهدف بشكلٍ أساسي المنطقة الجنوبية الغربية لبيت لحم والمنطقة الشرقية للمحافظة.
وإمعانا في تشويشها على المزارعين، الذين أخذوا يتوافدون على حقولهم في بداية موسم قطاف الزيتون، أغلقت قوات الاحتلال على امتداد ساعات الصباح الباكر وحتى ما بعد منتصف النهار من يوم أمس الجمعة شارع رام الله_- نابلس لتأمين ماراثون للمستوطنين.
ومع بداية موسم قطف الزيتون، ارتفعت وتيرة اعتداءات المستوطنين على المزارعين، وخاصة في المناطق المحاذية للمستوطنات، حيث اضرم مستوطنو "يتسهار" النيران بحقول الزيتون في قرية بورين، وامتدت النيران على مساحات واسعة وأدت لاحتراق 450 شجرة زيتون، كما تعرض محصول الزيتون من أراضي المواطنين في قرية بورين للسرقة من قبل مستوطنين في منطقة "خلة قطة" من أراضي تعود للمواطن إبراهيم علي عيد، فيما تعرض الشاب إسلام مازن اشتيه للاحتجاز، أثناء تواجده بأرض زراعية قريبة من حاجز بيت فوريك، وأصيب المواطن عيسى حامد صالح رمضان (55 عاما) بكسر في يده جراء اعتداء مستوطنين من مستوطني "غلعاد زوهر" المقامة عنوة على أراضي المواطنين في قريتي تل وصرة خلال قطفه ثمار الزيتون في قرية تل جنوب غرب نابلس، وأصيب الشقيقان مصعب وطارق عبد الله داود دعمس من قرية دير عمار في محافظة رام الله والبيرة بجروح متوسطة ورضوض، نتيجة اعتداء المستوطنين عليهما أثناء تواجدهما في أرضهما، أثناء قطفهم لثمار الزيتون في منطقة "النبي عنير" قرب قرية رأس كركر غربي مدينة رام الله.
كما اعتدى مستوطنون من مستوطنة "بيت عين" المحاذية لقرية الجبعة على المسن فضل عبد المجيد حمدان، عندما تصدى لهم خلال سرقتهم لثمار الزيتون من أراضي المواطنين في القرية جنوب بيت لحم.
وفي محافظة طولكرم هاجم مستوطن من مستوطني "افني حيفتس" بتهديد السلاح قاطفي الزيتون في قرية شوفة جنوب شرق طولكرم.
وإلى الغرب من مدينة رام الله، أصيب مزارعان فلسطينيان جراء اعتداء مستوطنين عليهما أثناء قطفهما لثمار الزيتون في منطقة "النبي عنير" قرب قرية رأس كركر.
وكان المستوطنون قد وصلوا من بؤرة "نيريا" الاستيطانية المقامة على أراضي فلسطينية خاصة تتبع قريتي دير عمار ورأس كركر، كما منعت مجموعة من المستوطنين مؤلفة من 16 مستوطنا أهالي قريتي برقة وبيتين شمال شرق رام الله من قطف ثمار الزيتون الواقعة في منطقة "الشعب" بين القريتين، فيما هاجمت قوات الاحتلال المزارعين الذين خرجوا في مسيرة سلمية، احتجاجا على بناء بؤرة استيطانية جديدة على اراضي القرية بقنابل الغاز، ما أدى لإصابة 4 منهم بالاختناق، فيما اعتدى مستوطنون بحماية جيش الاحتلال على المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى الأراضي المهددة بالاستيلاء.
على صعيد آخر، أقر المجلس التنفيذي "لليونسكو" في دورته الـ207، وبالإجماع مشروع قرار حول مدينة القدس وأسوارها، يؤكد مجددا رفض الانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في هذه الاماكن التاريخية. وطالب القرار إسرائيل بوقف انتهاكاتها وإجراءاتها أحادية الجانب وغير القانونية ضد المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وفي البلدة القديمة للقدس، وأسوارها.
وأكد القرار وملحقه بطلان جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية لتغيير طابع المدينة المقدسة وهويتها، وأعاد التذكير بقرارات "اليونسكو" الستة عشر الخاصة بالقدس والتي عبرت جميعها عن الأسف نتيجة فشل إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال، في وقف أعمال الحفر وإقامة الأنفاق وكل الأعمال غير القانونية والمدانة الأخرى في القدس الشرقية وفق قواعد القانون الدولي.
وشدد القرار على ضرورة الإسراع بتعيين ممثل دائم "لليونسكو" في البلدة القديمة للقدس، لرصد كل ما يجري فيها ضمن اختصاصات المنظمة، كما دعا لإرسال بعثة الرصد التفاعلي من "اليونسكو" إلى القدس لرصد جميع الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال.
وفي الانتهاكات التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الارض، فقد شهدت الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الى جانب الاستباحة غير المسبوقة من قبل قطعان المستوطنين، عددا من الانتهاكات كانت على النحو التالي خلال فترة اعداد التقرير:
القدس: في سياق حملة التطهير العرقي المتواصلة في القدس المحتلة، هدم المواطن محمد الأطرش أجزاءً من بنايته السكنية في قرية صور باهر جنوب القدس، بحجة "قربها من الشارع الأمني" المقام على أراضي الاهالي في البلدة، مع العلم ان البناية تقع في منطقة (A) وتم بناؤها وفق تراخيص البناء من السّلطة الفلسطينيّة، وصادقت على القرار محكمة الاحتلال العليا، وأمهلت محكمة الاحتلال الأطرش مدة أسبوع للقيام بعملية الهدم، لافتا إلى أن أمر الهدم الصادر يقضي بهدم الطوابق الأربعة.
الخليل: اقتحم مستوطنون بحماية قوات الاحتلال بئر حرم الرامة الأثري في مدينة الخليل، وأقاموا صلوات تلمودية بالمكان احتفالا بعيد العرش اليهودي. فيما قررت سلطات الاحتلال إغلاق المسجد الإبراهيمي الشريف أمام المسلمين والزوار. كما نصب مستوطنون منصة في الساحات الخارجية للحرم الإبراهيمي بالبلدة القديمة، وخياما في منطقة "عين فرعا" الأثرية غرب المدينة، لإقامة الاحتفالات بهذا العيد، فيما اقتحمت قوات الاحتلال ومجموعات المستوطنين وسط مدينة، واقتحم عشرات المستوطنين بحماية جنود الاحتلال المدججين بالسلاح قرية شعب البطم جنوبا، وتسببوا بحالة رعب للمواطنين هناك، فيما نفذ مئات المستوطنين عمليات تجوال في الأحياء المغلقة.
رام الله: أعطب مستوطنون إطارات عدد من المركبات، وخطوا شعارات عنصرية في قرية دير عمار بعد أن تسللوا إلى منطقة المغشي الواقعة أمام مستوطنة "دوليف"، والمعروف أن دير عمار محاطة كذلك بمستوطنات "تلمون"، و"حلميش"، و"نعله"، مقامة جميعها على أراضي القرية والقرى المجاورة.
نابلس: أغلقت قوات الاحتلال البوابة الرئيسية في قرية سالم الى الشرق من مدينة نابلس، ومنعت وصول المواطنين لأراضيهم لقطف الزيتون، فيما اعتدى مستوطنون "يتسهار" على مواطنين ومتضامنين أجانب، وأحرقوا المئات من أشجار الزيتون في بلدة بورين جنوب نابلس. وقد انهال المستوطنون بالضرب بواسطة أنابيب حديدية على المواطنين والمتضامنين، ما أدى لإصابة خمسة متضامنين بجروح ورضوض مختلفة.
فيما داهمت قوات الاحتلال عدة منازل عقب اقتحامها بلدة سبسطية شمال نابلس مهددة بإطلاق النار، واعتقال كل من يشارك في التصدي لاقتحام المستوطنين البلدة، لإقامة احتفالات لمناسبة الأعياد اليهودية. وأصيب 51 مواطنا بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، والاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبيل اقتحام مئات المستوطنين "مقام يوسف" شرق نابلس .
سلفيت: أعطب مستوطنون إطارات 5 مركبات، وخطوا شعارات عنصرية في قرية مردا شمال سلفيت على جدران ومداخل المنازل، كما اشتكى مزارعو دير بلوط من الغبار المنبعث من عمليات التجريف لصالح المستوطنات وتوسعة البؤر الاستيطانية، والذي أثر بشكل مباشر على ثمار الزيتون، وفاقم من معاناة المزارعين، واعتبروه حربا اخرى عليهم، لأن الغبار الكثيف يتلف الثمار، ويصاب المزارعون بعمليات اختناق من الغبار والحساسية. وتتسبب 3 مستوطنات محاذية في قتل أشجار الزيتون والحاق الأذى بأكثر من 2000 دونم مزروعة بالزيتون، اضافة الى تلويث سهل دير بلوط المشهور بزراعته البقوليات.
بيت لحم: اعتدى مستوطنو "بيت عين" المحاذية لقرية الجبعة على المسن فضل عبد المجيد حمدان، عندما تصدى لهم خلال سرقتهم لثمار الزيتون من أراضي المواطنين في القرية، وهاجم مستوطنون مركبات المواطنين بالحجارة شرق بيت لحم، وتضررت مركبة المواطن حازم جمال التميمي من الخليل، بعد رشقها بالحجارة من قبل المستوطنين.
كما اقتحم مستوطنون منطقة برك سليمان السياحية بحماية جنود الاحتلال، وأدوا طقوسا تلمودية في المكان. واقتحم مستوطنو "بيتار عيليت" الجاثمة على أراضي المواطنين لقرى وادي فوكين، ونحالين، وحوسان، الأراضي الزراعية، وأدوا طقوسا تلمودية في قرية وادي فوكين غرب بيت لحم.
جنين: هاجم مستوطنون مدججون بالسلاح موظفين من مديرية زراعة قباطية قرب بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، ومنعوهم من تحديد موقع لقطف ثمار الزيتون تعود للمواطن مؤيد مالول من بلدة سيلة الظهر.
قلقيلية: اشتكى مزارعو قرية اماتين شرق قلقيلية من الغبار الناجم عن توسعة "مستوطنة عمانويل" المجاورة والمنطقة الصناعية التابعة لها ، فيما يؤكد أهالي كفر لاقف ان المياه الملوثة القادمة من المنطقة الصناعية "اديرت" أتلفت اشجار الزيتون في المنطقة.
وهاجمت مجموعة من المستوطنين مركبات المواطنين بالحجارة قرب بلدة جينصافوط على الطريق الواصلة بين محافظتي قلقيلية ونابلس، ما أدى للحاق أضرار في بعضها.
الأغوار: اعتدت قوات الاحتلال على مواطني "خربة الحديدية" بالأغوار الشمالية عقب إغلاق المنطقة وتفتيشٍ كامل للخيام والبركسات. وتشير تقديرات المكتب الوطني إلى أن اكثر من 500 منشأة قد دمرت وتم الاستيلاء على معداتها من قبل الاحتلال خلال العامين الماضيين في مناطق عدة بالأغوار، وهي منشآت بنيت من مساعدات قدمها الاتحاد الأوروبي.