نشر بتاريخ: 27/10/2019 ( آخر تحديث: 27/10/2019 الساعة: 16:29 )
القدس- تقرير معا - كان قاب قوسين أو أدنى من الموت المحقق..اتهم باطلا بأنه ينوي القيام بعملية دهس لجنود الاحتلال واحتجز في المستشفى تحت حراسة مشددة، فيما تبين لاحقاً براءته من هذه التهمة، انه المواطن فراس محمود الحلاق "26 عاما" من القدس، الذي تواجد بالصدفة قرب مخيم الأمعري ووجد نفسه في المستشفى مصابا، وليكون الشاب الحلاق ضحية جديدة للهوس الأمني والعقلية الإسرائيلية التي ترى في كل عربي شخصاً إرهابيا، حيث أن جميع التهم التي اتهم بها تبين بطلانها.
وفي لقاء معه داخل مستشفى "تشيعاري تصيدق" حيث يخضع للعلاج، روى المواطن الحلاق تفاصيل ما جرى معه فجر السابع عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، :"كنت أقود سيارتي في مدينة رام الله متوجها إلى القدس عبر الطريق الرئيسي، وعندما وصلت الى منطقة مخيم الأمعري فوجئت بتواجد عسكري إسرائيلي، حوالي 9 جيبات وجنود مشاة ومركبة إسعاف عسكرية، فخففت من سرعتي وعلى بعد عدة أمتار من الجنود توقفت تماماً، فقام أحدهم بإيقافي واعتدى علي بأعقاب البندقية من خلال نافذة المركبة على عيني، فيما قام آخر بفتح الباب الجانبي وبدأ بتفتيش السيارة حيث عثر على آلة شفرة فارغة وبدأ بالصراخ بأني إرهابي مخرب".
وأضاف الحلاق :"على الفور توجه جيب عسكري باتجاه سيارتي وقام بصدمها من الأمام، ثم رأيت الجنود يوجهون أسلحتهم نحوي 3 منهم أطلقوا الرصاص، من النافذة الأمامية والجانبية، فأصبت برصاصة في ذراعي وبأربع رصاصات في منطقة الحوض ".
الشاب الحلاق يذكر كيف قام الجنود بسحله على الأرض وتمزيق ملابسه وتفتيشه وتغطيته بالكيس، ونقله عبر مركبة جنود الاحتلال إلى احد الحواجز العسكرية، ليصحو بعد حوالي 4 أيام من الإصابة وهو قيد العلاج والاعتقال داخل المستشفى، ومحاط بجنديين والقيود بقدميه وزيارته ممنوعة.
وأضاف الحلاق :"بعد عدة أيام أفقت من الغيبوبة وتم التحقيق معي، ثم أعيد التحقيق معي مرة أخرى قبل أن يتم الإفراج عني لعدم ثبوت أي تهمة بحقي، لافتا انه كان من المقرر عقد جلسة له الخميس الماضي، لكن تم الإفراج عنه قبل الموعد المحدد بيوم، مما يؤكد زيف اعتداءات الجيش بأني كنت أنوي لتنفيذ عملية دهس لأفراده."
وخضع الشاب الحلاق لعدة عمليات جراحية في منطقة الحوض (باطني)، حيث اخترقت الرصاصات أعضائه الداخلية، ولا تزال علامات الأوجاع والرضوض وشظايا الرصاصات على يديه وقدميه، وبقي الحلاق لمدة أسبوع قيد الاعتقال في غرفة تحت حراسة الجنود الذين كانوا ينعتونه بـ"الإرهابي" ويشتمونه وأهله.
وأشار الحلاق أنه أوكل المحامي لمتابعة الموضوع مع الجيش الإسرائيلي، خاصة أنه ما زال تحت العلاج وعلى الجيش تحمل مسؤولية تسرعهم ومحاولتهم قتله بدم بارد.
الشاب الحلاق والذي ينتظر طفله الأول، نجا بعناية إلهية، واستطاع نقل حقيقة ما حدث له من استهداف واضح دون أي مبرر فقط لأنه "فلسطيني"، فيما تختفي الحقيقة عن كثير من الأحداث التي يذهب ضحيتها شبان فلسطينيون لا ذنب لهم.