الأردن: لن تنعم منطقتنا بالسلام دون زوال الاحتلال
نشر بتاريخ: 27/10/2019 ( آخر تحديث: 29/10/2019 الساعة: 08:29 )
عمان- معا- دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دول حركة عدم الانحياز إلى إطلاق جهد حقيقي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي سبيلا وحيدا لتحقيق السلام، وشدد على أهمية اعتماد مقاربات جديدة لحل الأزمة السورية تقدم مصالح سوريا وشعبها على صراع الأجندات، واعتبر العمل الجماعي المنطلق من احترام القانون الدولي ضمان تحقيق الأمن والاستقرار الدولي.
وأكد الصفدي في كلمة في القمة الثامنة عشر لدول عدم الانحياز، على ضرورة اعتماد منهجية شمولية في محاربة الإرهاب الذي لا ينتمي إلى حضارة أو دين، لافتا إلى أن اجتماعات العقبة هي مبادرة مكملة لجهود المملكة محاربة الإرهاب وثقافة الكراهية.
وقال الصفدي "أتشرف بأن أمثل المملكة الأردنية الهاشمية في هذه القمة الهامة، مندوباً عن الملك عبدالله الثاني ، إنه في العام 1955 شاركت المملكة ٢٨ دولة في إطلاق حركة عدم الانحياز عملاً جماعياً ينشد الحرية والعدالة والتوازن في العلاقات الدولية. وبعد ٦٤ عاما على انطلاق الحركة، ما تزال مبادئ باندونغ العشرة التي تبنتها، والتي جسدت هذه الأهداف، وأكدت التمسك بالقانون الدولي والعمل متعدد الأطراف، ضرورة قصوى لتجاوز تحدياتنا المشتركة".
وأضاف الصفدي، أن "العمل الجماعي المنطلق من احترام القانون الدولي يستطيع أن يترجم مبادئ الحركة واقعاً تنعم به كل شعوبنا. من غير هذا العمل الجماعي، ومن غير احترام القانون الدولي وحق كل الشعوب في العيش بحرية وكرامة، لن يستطيع مجتمعنا الدولي إنهاء الظلم والصراعات والحروب، ودحر الإرهاب الظلامي والقضاء على الجريمة المنظمة ومواجهة تبعات اللجوء والنزوح التي شردت الملايين".
وقال وزير الخارجية "وقفت حركتنا ضد الاستعمار ورفضته شراً وظلماً وعدواناً واستباحة لحق الشعوب في الحرية وتقرير المصير، وما زال الاستعمار الإسرائيلي لدولة فلسطين ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني ويهدد الأمن والسلم الدوليين. يجب أن تقف حركتنا في وجه هذا الاحتلال الغاشم، وتطلق فعلاً حقيقياً ينهي هذا الشر وهذا الباطل".
وأضاف الصفدي "اختار الفلسطينيون وكل العرب السلام. واختارت إسرائيل أن تمعن في احتلالها اللاشرعي واللاقانوني واللاإنساني. لذلك يستمر الصراع".
وأكمل، "لن تنعم منطقتنا بالسلام الشامل والدائم من دون زوال الاحتلال، وحل الصراع على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية".
وقال الصفدي، إن "حركتنا هي ثاني أكبر تجمع دولي. 120 دولة عضو فيها تجمع على حق الفلسطينيين في الحرية والدولة والكرامة. لكن إجماعنا على السلام يصطدم يومياً بإجراءات إسرائيلية أحادية تقتل فرص تحقيق السلام: استيطان غير شرعي، ومصادرة للأراضي، ومحاولات عبثية لطمس الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس ومقدساتها".
وأكد الصفدي أن "القدس هي مفتاح السلام. الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المدينة المقدسة ومقدساتها جعل مدينة السلام ساحة للقهر والحرمان".
وشدد الصفدي على أن "محاولات حرمان اللاجئ الفلسطيني من حقه في العيش وبكرامة ومن حقه في التعليم والعلاج، عبر استهداف الأنروا، انتهاك فاضح لمبادئ الحركة يجب أن نتصدى له، عبر تلبية احتياجات الانروا المالية، والحفاظ على ولايتها ودورها إلى حين حل قضية اللاجئين، وفق القانون الدولي، وبما يلبي حق اللاجئين في العودة والتعويض في سياق حل شامل للصراع على أساس حل الدولتين".
وقال الصفدي، إن "الأزمة السورية كارثة يجب أن تكثف الحركة والمجتمع الدولي كله جهودهم لإنهائها، عبر حل سياسي، يصنعه السوريون، ويقبله السوريون، حل يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها، ويعيد لها أمنها واستقرارها، ويخلصها من الإرهاب، فيعود لها مواطنوها الذين شردتهم الأزمة، وتستعيد سوريا عافيتها ودورها ركيزة من ركائز أمن الشرق الأوسط واستقراره ومنظومة العمل العربي المشترك".
وأكد على أنه "لا بد من مقاربات جديدة فاعلة لحل الأزمة، مقاربات يحكمها الحرص على سوريا وشعبها الأصيل، لا صراع الأجندات والمصالح الإقليمية والدولية على حساب سوريا وعلى حساب شعبها الأصيل".
وأضاف الصفدي، أن "اللاجئين السوريين ضحايا يجب أن نتحمل جميعا، لا الدول المستضيفة وحدها، مسؤولية توفير العيش الكريم لهم، إلى حين عودتهم إلى وطنهم".