الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ندوة بعنوان "الشباب وتحديات الثقافة" في جامعة بيت لحم

نشر بتاريخ: 01/11/2019 ( آخر تحديث: 01/11/2019 الساعة: 08:05 )
ندوة بعنوان "الشباب وتحديات الثقافة" في جامعة بيت لحم
بيت لحم - معا- عقدت دائرة اللغة العربية والإعلام بالتعاون مع عمادة البحث العلمي في جامعة بيت لحم ندوتها بعنوان "الشباب وتحديات الثقافة" يوم الأربعاء 30 من تشرين الأول 2019، وامتازت الندوة بكونها تفاعلية تشاركية بين الأساتذة والطلبة جنبا إلى جنب في تقديم أوراق وآراء ودراسات توطينا لمهارات الطلبة ووضعهم على خريطة الثقافة والبحث والدراسات بإشراف أساتذتهم. وحضر الندوة طلبة الجامعة من التخصصات كافة، وأساتذة الجامعة بمشاركة المجتمع المحلي. وفتح النقاش للجميع لإبداء آرائهم وسماع طروحاتهم.

تخللت الندوة موضوعات متنوعة تضمنت في مجملها تحديات الطلبة في وعيهم الثقافي ومصادره؛ سعيا للنهوض بالمشهد الثقافي عندهم، وأثارت الندوة تساؤلات عدة منها:

ما أثر التنوع الثقافي على مواقف الطلبة وتوجهاتهم؟ كيف تؤثر تكنولوجيا الإعلام على الهوية الثقافية والوعي السياسي والاجتماعي عند شبابنا؟ ما الدور الذي تسهم به المناهج التعليمية في المدارس والجامعات على الوعي الثقافي لديهم؟ هل الفكر النقدي أحد ركائز هذا المشهد الثقافي المعاصر عند الشباب والطلبة؟ ما أنواع ثقافة مواقع التواصل الاجتماعي ما بين الثقافة المقنعة وثقافة التبئير والثقافة المبعثرة؟
قدم الأساتذة أوراقهم وآراءهم وتصوراتهم للمشهد الثقافي في الوسط الطلابي في الجامعة اعتمادا على خبراتهم وأبحاثهم الميدانية، حيث قدم الدكتور سعيد عياد رئيس دائرة اللغة العربية والإعلام موضوعا مهما، تناول فيه الثقافة السابرة، وأنواع القراءات ودورها في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي عند طلبتنا، وقدم مفاهيم للفكر الناقد وأهميته وخطورة غيابه عن الساحة الثقافية، وحث الطلبة على الاعتماد على القراءة الواعية النقادة دون انقياد لرأي أو استسلام لسلطة كاتب أو نص.

وتحدث أ. د. جميل خضر عميد البحث العلمي عن ثنائية الثقافة العربية والغربية، من خلال عمله كبرفسور للأدب الانجليزي في الولايات المتحدة بعد عودته للبلاد، وجد تحمّس الشباب لتعلم اللغة الانجليزية بشكل خاص والانفتاح على الثقافة الامريكية الشعبية بشكل عام، وبين مخاطر كثيرة تحيط بالوعي الثقافي في ظل هذا المنعطف التاريخي المعاصر، وناقش مفاهيم لنظريات منها( المعرفة العبر قومية) وغيرها .. التي تتطلب من الشباب اتخاذ آليات واعية للانسجام مع الثقافات العالمية في ظل تحديات العرق والأقليات والرأس مالية والإمبريالية.
وقدم د. زياد بني شمسه أستاذ الأدب والنقد ورقة تناولت ثقافة التواصل الاجتماعي وأثرها على وعي الشباب، وحلّل ثنائية ثقافة مواقع التواصل الاجتماعي التي تراوحت بين مرغوبات منها" حريات الرأي والتعبير والانفتاح الثقافي" ومحظورات منها " سلطة النص وسلطة المقدس وحرمة المدّنس وسطحية الثقافة)؛ مبينا أن الأنواع الثقافية لمواقع التواصل عند شبابنا تتنوعت في مستويات منها: ( ثقافة التبئير والثقافة المقنعة وثقافة القشور السطحية) .
وشارك الطلبة من تخصصات عدة بأوراق ومداخلات في موضوع الثقافة؛ بدأت الندوة بتقرير مصوّر ومقابلات مع الطلبة، وطرح أسئلة حول ثقافتهم ومواردها والكتب التي يطالعونها، واهتماماتهم الثقافية في الفن والأفلام والموسيقى..، أعده التقرير المصوّر الطالبان مروان بجالي والطالبة سجى مشعل من قسم الصحافة والإعلام في جامعة بيت لحم، ثم قدم الطلبة مداخلات وأوراق منهم: الطالبة بتول أبو سعدى كلية التربية تحدثت عن المناهج التعليمية في المدارس والجامعات وأثرها على التحصيل الثقافي، وأثارت عدة تساؤلات حول مدى مساهمة المناهج والمادة والأستاذ في إثراء المشهد الثقافي عندهم، قدمت الطالبة ملك سعيد ورقة بعنوان " الشباب بين المعتقدات الدينية والثقافة" تحدثت عن إعمال الفكر والتوسع في التأويل وفهم المعتقدات، لتقع الفئة الواعية في مأزق الثقافة وهذه المعتقدات الدينية، وبين حالتي التجمد والتعصب وحالة التفكير والتأويل يقع التكفير ليصبح الشباب فريسة الإلحاد بتهمة هذا الانفتاح الثقافي؟ تناول الطالب محمد سمان دائرة اللغة العربية والإعلام موضوع " الثقافة واللغات" مبينا أثر التمازج الاجتماعي على الثقافة اللغوية ووقوعها تحت سلطة اللغة الاستعمارية الاحتلالية، ومن التأثير في الوعي والقضية والطموح والتوقعات. وفي الجولة الأخيرة من الندوة فُتح باب النقاش والحوار مع الحضور وقد طُرحت تساؤلات ومداخلات مهمة منها : أكدت الأستاذة مي جابر في عمادة شؤون الطلبة على أهمية الثقافة ودور المعلم في التحصيل الثقافي عند الطالب، وقدم الدكتور إياد طوال رئيس قسم العلوم الإنسانية نقاشا حول الثقافة والفلسفة ودورهما في المشهد الثقافي عند الشباب، والطالبة ألاء مسالمة أثارت قضية الوعي وأثر المناهج والأساتذة في تشكيل الوعي، مركزة على الوعي الذاتي ودوره الكبير في بناء شخصية الفرد وتوجهاتها، كما قدمت الطالبة حلا النتشة تساؤلا حول : كيف تكون ثقافة التواصل الاجتماعي مزيفة ومبعثرة؟ وطرح الطالب نادر رأيا في موضوع ثقافة المناهج الدراسية .

وقد شارك المجتمع المحلي في الندوة حيث طرح الأستاذ جميل أبو حسين تساؤلات حول الثقافة ودورها في الوعي السياسي والاجتماعي. انتهت الندوة بتوصيات من الحضور بعقد ندوة أخرى مطولة لمناقشة موضوع المشهد الثقافي وآليات تنميته عند الشباب والطلبة لأهمية الموضوع ومعاصرته.