مركز بيسان يعقد ورشة تقييمية للمؤسسات القاعدية المشاركة في برنامج ركن الجوار
نشر بتاريخ: 24/03/2008 ( آخر تحديث: 24/03/2008 الساعة: 19:18 )
رام الله- معا- نفذ مركز بيسان للبحوث والإنماء ورشة عمل تقييمية للمؤسسات القاعدية المشاركة في برنامج ركن الجوار الذي يديره المركز منذ ثلاث سنوات في شمال الضفة الغربية وذلك في فندق القصر بنابلس.بمشاركة ست مؤسسات قاعدية من مجتمعات محلية، بالإضافة إلى اللجان الداعمة للمشروع في المجتمعات المحلية.
وفي بداية الورشة رحب شاهر محاميد مدير المشروع بالحضور ، ومن ثم قدم د. نعيم أبو طير المدير العام للمركز رؤية مركز بيسان في هذا المشروع والمرتكزة الى عدم تقديم الخدمات مباشرة للجمهور بل تمكين وبناء قدرات المؤسسات القاعدية التي تعمل مباشرة مع البعد الجماهيري للمجتمع وتقديم الخدمات التي تلامس احتياجاته المباشرة دون وسيط.
وأضاف أبو طير إن فكرة العمل في هذا البرنامج تعتمد على تفعيل الطاقات المحلية الكامنة في المجتمع المحلي وربطها ببرامج عمل المؤسسات المجتمعية والنوادي والمراكز بحيث تصبح العلاقة عضوية مترابطة. واستعرض كذلك الظروف الحالية التي يعيشها المجتمع الفلسطيني والمتمثلة في تشديد الاحتلال لسياساته العنصرية على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية، ودعا ابو طير لتعزيز صمود المجتمع الفلسطيني والابتعاد عن الفئوية والفصائلية والعشائرية في العمل المجتمعي المحلي.
وقال هنا تكمن قدرة البرنامج على التعاطي مع بناء الإنسان الفلسطيني وفق مفاهيم تحررية وتقدمية تساهم في تخليصه من نير الاحتلال، مؤكدا على استمرار مركز بيسان اعتماد الشراكة الفاعلة والقائمة على هذه القيم والمفاهيم في المستقبل أيضا .
من جهته قدم وضاح عبد السلام منفذ التقييم الخارجي للمشروع عدة محاور تناول فيها، العلاقة مع المجتمع المحلي مشيرا إلى تحسنها وتطورها بشكل بارز نتيجة تنفيذ التدخلات البرنامجية والمفاهيمية، حيث أصبحت المراكز النسوية والأندية والمراكز المجتمعية أكثر اتصالاً مع المجتمع المحلي عدا عن دوار الهيئات الإدارية في قيادة المؤسسات القاعدية حيث تحولت إيجابيا وكثفت الاجتماعات واللقاءات وأخذت نمط فريق عمل متجانس . وأضاف في تقييمه أن العلاقة مع المتطوعين والشباب أدخلت مفاهيم العمل الطوعي المرتكزة على المجتمع المحلي فاستطاعت تجنيد طاقات الكثير من الشباب الذين ساهموا في تخطيط وتنفيذ البرامج المختلفة. واستطاعوا تنفيذ مبادرات شبابية ناجحة ما زالت فاعلة وعاملة بشكل ذاتي الآن.
واستعرض عبد السلام مجموعة التحديات التي تواجه المؤسسات القاعدية ومنها المحافظة على الواقع الحالي وعدم التراجع الى الوراء، والاهتمام المستمر بالمتطوعين كرأسمال بشري لا ينضب، وبناء البرامج المستندة الى الاحتياجات الفعلية للمجتمع، وكذلك إجراء انتخابات دورية في المؤسسات.
أما فراس جابر مدير دائرة الأبحاث في مركز بيسان فتحدث بشكل مكثف عن أهمية العلاقة الجدلية ما بين الأبحاث والبرامج من حيث تقييم التجارب والبرامج التي نفذت من خلال البحث وتحويل التوصيات الى تعديلات في بنية البرامج المستقبلية بحيث تستجيب لواقع المجتمع الفلسطيني، وكذلك دور الأبحاث في بناء نماذج تنموية في مختلف القطاعات تراعي البعد الموضوعي، وتجربة هذه النماذج امن خلال تطبيقها كبرامج تنموية خاضعة للنقد.
و قدم اعتراف الريماوي مدير البرامج في بيسان رؤية المركز الجديدة التي ترتبط بعاملين، الأول وهو الموضوعي المرتبط بالاحتلال وممارساته وما يخلقه على الأرض من وقائع تؤدي الى تراجع اقتصادي واجتماعي.والثاني وهو الذاتي المرتبط بدور المراكز المجتمعية والأهلية في العمل ضمن أقصى طاقة وتفعيل الموارد المحلية بحيث تكون العملية دائماً نقدية لمفاهيمنا وتجاربنا.
وأكد الريماوي على أهمية على تعزيز الجانب البنائي في المؤسسات القاعدية ومرافقته بالجانب المفاهيمي مثل العمل الطوعي وتفعيل الموارد المحلية، وتقنين العلاقة مع الدعم الخارجي. والتصور المستقبلي هو بناء شبكة من المنظمات القاعدية تعمل بشكل مناطقي تؤدي الى تعظيم الموارد تعمل برؤية ورسالة واحدة وترتبط بمفاهيم تنموية مشتركة تركز على الفعل المجتمعي والجماهيري.
وعقب ذلك فتح باب النقاش للمؤسسات المشاركة، وقدمت مجموعة كبيرة من التعليقات والملاحظات على هذه التجربة، وقد اتفق معظم المشاركين على أن هذا البرنامج حمل روحاً تغييرية على واقع هذه المؤسسات أدت في النهاية إلى تفعيل دورها ضمن المجتمع المحلي.
باسمة أبو طبيخ من مركز النشاط النسوي في مخيم جنين تحدثت عن دعم مركز بيسان لبناء قدرات الهيئة الإدارية للمركز، بالإضافة الى طاقم الموظفين والمتطوعين، وكذلك توفير بعض مستلزمات البنية التحتية، وتوج هذا بتوفير نادي لياقة بدنية للسيدات في المركز جاء بناء على دراسة تحديد احتياجات نفذت في المخيم، والمخيم الآن بحاجة الى مشروع تأهيل مهني حتى يتم التحول من نمط الإغاثة الى نمط العمالة الدائمة والفاعلة.
من جانبه مصطفى سيف من نادي برقة الرياضي تحدث عن تجهيز مبنى من خلال برنامج ركن الجوار، وأضاف أن الأهم من المبنى هو قدرة الهيئة الإدارية على التعاطي مع مشكلات المجتمع والبناء على احتياجاته وتوفي برامج لمعالجة هذه الاحتياجات بشكل ذاتي وبالاعتماد على موارد المجتمع نفسه.
قصي حامد من المنشطين الذين عملوا في هذا البرنامج تحدث عن أهمية تغيير قناعة المراكز الى أن العمل الاجتماعي والمجتمعي هو عمل تشاركي ضمن مجموعة تعمل بروح الفريق لخدمة المجتمع نفسه، ومحصلة هذه الخبرة هو أن العمل الإداري داخل المؤسسة يجب أن ينصب لمصلحة المجتمع لا الممول فقط.
السيد محمد ياسين من نادي عصيرة الشمالية الرياضي أكد على أهمية التواصل المؤسساتي والجماعي، وتجسيد الهوية الوطنية الواحدة في ميدان الفعل، وهذا ما تبين حيث أن المشاريع التي تم تنفيذها حيوية ومثمرة وقد واجهت العديد من الصعوبات والتي استطعنا تخطيها بفعل العمل الجماعي ومن خلال التخطيط والعلاقة القوية مع المجتمع المحلي.
عنان حسونة من مركز شباب بيت أمرين تحدث عن الاختلاف ما بين توجهات العمل بفعل وجود مفاهيم وعملية تثقيف مستمرة في هذا البرنامج أدت الى تطوير كادر مؤسساتي فاعل، وكذلك في تطبيق هذه المفاهيم على الأرض دون أن تبقى أسيرة الأوراق.
وتحدثت رحمة منصور من مركز بيسان عن استثمار مركز بيسان في المؤسسات والمجتمع بحيث تصبح قادرة على تفعيل هذا الاستثمار بشكل دائم ومستديم بدلاً من الاعتماد الدائم على التمويل الخارجي. وتقاطع مع هذا الطرح جواد جوابرة من نادي عصيرة الشمالية الذي تحدث عن التنمية الذاتية التي تمت، وكذلك وضع خطط العمل والتخطيط للبرامج، واستطاع النادي رفع عضوية الهيئة العامة الى أكثر من 500 عضو.
في نهاية الورشة قدم المشاركون العديد من التوصيات المستقبلية لمركز بيسان في تكرار هذا النوع من البرامج، واستمرار إشرافه على برامج عمل المؤسسات القاعدية وتطويرها.